المزيد

الحنين إلى مسقط الرأس

إخترت لكم أيها القراء الأعزاء أبناء تمازيرت ، و بالخصوص من هم في سن التقاعد ، هذا المقطع من  مقال طويل نشر   بملحق  جريدة الأحداث المغربية  لهذا الأسبوع  ،  و لا شك أن بعضكم من هم في سن التقاعد مثلي سيتفاعل مع تجربة الحاج عبد السلام بطل هذه الرواية

قراءة ممتعة

لا يكون الحنين إلى مسقط الرأس مرتبطا دوما بالمهاجرين المغاربة الذين يقيمون في دول أجنبية، بل يكون هذا الإحساس في كثير من الأحيان حاضرا في نفوس بعض الآباء المسنين الذين يقررون الهرب من صخب المدينة وضغوطها، من أجل العودة إلى البادية التي ولدوا ونشؤوا فيها كما حدث في حالة الحاج عبد السلام

كاد عبد السلام يتعرض لحادثة سير عندما كان يحاول أن يعبر الطريق الذي يربط بين منزله والمسجد حيث اعتاد أن يؤدي فريضة الصلاة، فالخطوات المتهالكة التي كان يمشي بها، جعلته عرضة للموت تحت عجلات شاحنة، لولا لطف الأقدار

من هذاك النهار قلت صافي مبقات عيشا فهاذ المدينة :  يقول الحاج عبد السلام، فلقد كانت تلك الحادثة بمثابة جرس الإنذار الذي نببه إلى ضرورة الانتقال للعيش في القرية التي ينحدر منها، ويملك فيها منزلا تتوفر فيه كل شروط الرفاهية

أصر عبد السلام على الانتقال للعيش في البادية، وهو يدرك جيدا أن لا أحد من أفراد أسرته سيلتحق به، بسبب ظروف عمل الأبناء، إلى جانب مرض الزوجة التي تتطلب حالتها الصحية المتدهورة متابعة طبية منتظمة

مللي كنتوحشهم تنجي لهنا باش نشوفهم وحتا هوما تيجوا عندي :  يقول الحاج عبد السلام الذي لا ينكر أن انفصاله عن أفراد أسرته يحز في نفسه كثيرا، لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن حياته تغيرت نحو الأفضل بعد أن انتقل للعيش في البادية، إلى درجة جعلته يشعر بتجدد شبابه

تخلص عبد السلام من أعراض التعب والإرهاق التي كانت تلازمه في المدينة، فصار ينام ويستيقظ باكرا، ويتنقل بين منازل أقاربه وأصدقائه دون الحاجة إلى وسائل النقل، كما يحرص على إشغال وقت فراغه من خلال القيام ببعض الأنشطة الفلاحية، التي تشعره بأنه لا يزال شخصا منتجا وقادرا على العطاء، ويجد في القيام بها متعة استثنائية حرم منها طيلة السنوات التي عاشها في المدينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى