المزيد

هل تغيرات المناخ مسؤولة فعلا عن تراجع الخصوبة؟

هل تغيرات المناخ مسؤولة فعلا عن تراجع الخصوبة؟

ليس سرا أن التغيرات المناخية بسبب ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض، تؤدي إلى تأثيرات عدة على البيئة والصحة البشرية.  تقول البروفسورة كلاوديا ترايدل هوفمان الأخصائية في الطب البيئي ومديرة في معهد طب البيئة في المستشفى الطبي في أوغسبورغ : “على سبيل المثال، الارتفاع في درجات الحرارة قد يؤثر على خصوبة الرجال  والنساء  بطرق مختلفة. وبالنسبة للنساء، يمكن أن تزيد الحرارة من احتمالية حدوث ولادات مبكرة نتيجة لإجهاد الحرارة وتقلب ضغط الدم، وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات، أما بالنسبة للرجال، فإن الحرارة يمكن أن تجعل حركة الحيوانات المنوية أبطأ وتقلل من قدرتها على الوصول إلى البويضة ، مما يمكن أن يؤدي إلى تقليل الإخصاب”، بحسب ما كتب موقع صحيفة “بيلد” الألمانية .

وترى أن إلى جانب الحرارة، هناك عوامل أخرى محتملة تؤثر على  الإخصاب  وترتبط بالتغيرات المناخية، “مثل تلوث الهواء بمواد مثل الأوزون وأكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة، وكذلك الملوثات البيئية مثل المبيدات والمعادن الثقيلة”. هذه العوامل يمكن أن تسبب عمليات الالتهاب في الرجال والنساء، مما يؤدي في النهاية إلى تأثير سلبي على الإخصاب. كما تلعب الأمراض المزمنة والضغط النفسي دورًا في ذلك.

درجة حرارة الحيوانات المنوية

موقع الخصيتين في الذكور خارج الجسم لسبب ضروري، إلا وهو أنها تحتاج إلى درجة حرارة أخفض من درجة حرارة الجسم، لإنتاج الحيوانات المنوية بشكل صحيح. ولكن عندما يحدث موجة حرارة في الصيف مع درجات حرارة تفوق 37 درجة مئوية بكثير، فإن ذلك ليس جيدًا للخصيتين التي تقوم بإنتاج الحيوانات المنوية. لتكوين حيوانات منوية صحية، يجب أن تكون درجة حرارة الخصيتين من 2 إلى 4 درجات مئوية أقل من درجة حرارة الجسم البالغة 37 درجة مئوية.

وإذا زادت درجة حرارة الخصيتين بمقدار درجة مئوية واحدة فقط، ستؤثر سلبًا على الخصوبة الذكرية.

وتشير الدراسات إلى أن عدد  الحيوانات المنوية لدى الرجال قد انخفض في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة ، حيث انخفض تركيز الحيوانات المنوية في السائل المنوي بنسبة النصف.

سلوكيات حياة

ومع ذلك، يعود السبب الرئيسي لهذا التراجع إلى التغيرات في بيئات الحياة وأنماط الحياة: وجود ملوثات بيئية، ونظام غذائي غير متوازن، وزيادة الوزن، والتدخين، والإجهاد. بالإضافة إلى ذلك، الملابس الداخلية الضيقة جدًا أو الجلوس لفترات طويلة مع الكمبيوتر المحمول على الفخذ أو وضع الهواتف الذكية الساخنة في جيوب السراويل الضيقة يمكن لكل هذه العوامل أن تكون ضارة جدا على صحة الرجل.

عموما، لا يمكن اعتبار التغيرات المناخية مسببًا رئيسيًا لتقليل الخصوبة، فعوامل مثل طبيعة الحياة والعوامل الصحية والبيئية الأخرى تلعب دورًا أكبر في الإخصاب.

كما أن هناك عوامل سياسية قد دخلت على خط رغبة النساء مثلا في الانجاب، فمثلا أرادت شركة تصنع تكنولوجيا متخصصة في متابعة الخصوبة عند النساء معرفة ما إذا كانت التحديات العالمية تؤثر على رغبة النساء في الإنجاب. لذلك، قامت الشركة بطلب استطلاع رأي، جرى فيه استطلاع آراء 1047 امرأة حول متطلبات رغبتهن في الإنجاب، بحسب موقع “فاميلي” الألماني.

أظهرت هذه الدراسة أن النساء الشابات بين 18 و 24 عامًا، يتأثرن بشكل كبير  بسبب تغير المناخ (21٪) وازدياد السكان العالمي (25٪) حيث يخططن للإنجاب بعدد أقل من الأطفال مما كان مخططًا له، ويتأثرن بالنقاش السياسي الدائر خصوصا من قبل جماعات حماية البيئة، لذا لم تعد رغبة الإنجاب مسألة شخصية بل أصبحت مسألة سياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى