المزيد

هل توقف الحكومة نزيف دعم لايستفيد منه الفقراء؟

صندوق المقاصة تحت مشرط لجنة تقنية في عملية جراحية لاستئصال الأورام الخبيثة التي تراكمت عبر السنين. هكذا تسابق الحكومة الحالية، الزمن لتجنب أسوء الاحتمالات لهذا الإرث الثقيل الذي كبد الميزانيةالعامة في العام الماضي أكثر من 50 مليار درهم، في الوقت الذي لم تعد تقوى على مجاراة تكلفة الصندوق المتزايدة، نتيجة ارتفاع فاتورتي الطاقة والغذاء بالأسواق العالمية، التي وصلت إلى مستويات من الصعب التحكم فيها

«قبل متم السنة الحالية ، سيتم التقدم بمشروع إصلاح الصندوق إلى المجلس الحكومي» يقول نجيب بوليف الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، مشيرا في اتصال مع «الأحداث المغربية» أن لجنة تقنية، تنكب حاليا على دراسة الملف، إذ من المرتقب أن تنهي أشغالها ال15 يوما القادمة بإعداد مقترحات

عن ملامح هذه الاقتراحات، رد بوليف أن ذلك سابق لأوانه الآن، مكتفيا بالتأكيد أنها «تقنية صرفة»، في الوقت الذي تظل مفتوحة على آراء مختلف الفاعلين والمهتمين، حيث تعتزم الوزارة في هذا الإطار تنظيم لقاءات معهم في أفق إغنائها، وذلك قبل المرور إلى «الشق السياسي» للموضوع يضيف الوزير مؤكدا أنه من الوارد جدا أن تطرح هذه الاقتراحات في مجلس وزاري في غضون الشهرين القادمين

الحديث عن إصلاح صندوق المقاصة، ليس وليد اليوم، بل يمتد إلى السنوات السابقة، من طرف مخلتف أطياف المشهد السياسي والجمعوي، بمافي ذلك وزراء في الحكومات السابقة الذي انتقدوا الصيغة الحالية للصندوق، بعدما تبين أن المخصصات المرهقة للصندوق تذهب للأغنياء وللشركات الكبرى، قبل الفئات الفقيرة التي من أجلها تم إحداث الصندوق، لكن أيا من الحكومات السابقة، لم يمتلك جرأة مقاربة الموضوع، رغم الوعود الكثيرة التي قدمت بهذا الخصوص

ف«سواء تعلق الأمر بالدقيق أو السكر أو المحروقات، فإن الشركات هي المستفيد الأول من الدعم العمومي»تأتى النبرة الغاضبة لمحمد بنقدور رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك، منتقدا في اتصال مع «الأحداث المغربية» الرضوخ لبعض اللوبيات التي تعمل جاهدة من أجل الضغط في اتجاه عدم إجراء إصلاحات، تهدد مصالحها الشخصية

«ما معنى أن تستمر الحكومة في دعم في دعم مادة الفيول؟ واش المواطن العادي الفقير كا يستهلك الفيول» يتساءل بنقدور منزعجا، قبل أن يخلص إلى أن بعض الشركات الكبرى التي توقع على أرباح حقييقية هي من تجنى ثمار الدعم، في الوقت الذي يعاني المواطن البسيط

«هادش قلناه ليهم خلال اجتماعنا بنجيب بوليف.. قلنا ليه هاذ الدقيق اللي بلا جودة واللي كاتخسرو فيه الدعم، راه تتم المضاربة فيه… وتعياو ما تراقبو ما غادي توصلو إلى لاشئ آ سيدي يلغيو هاذ الدعم ويعوض الفقرا»، يستطرد بنقدور، في إشارة إلى لقاء سابق جمع هيئات حماية المستهلكين للتشاور حول صيغ إصلاح الصندوق

أما مادة السكر، التي يدعمها الصندوق،فيجزم رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك، أن شركات المشروبات والمطاحن وكذلك أرباب المقاهي يستفيدون أكثر من غيرهم من الدعم الموجه لهذا الدعم، لذلك يقترح بنقدور، إلغاء هذا الدعم بالنسبة ل«سنيدة » و«السكر المقرط» الاقتصار على دعم «قالب السكر»، لأنه كيفما الحال، الأسر المغربية تعودت على استهلاك هذا الأخير في الوقت الذي يستعصي ذلك على الشركات وأرباب المقاهي، يسترسل بنقدور مختتما أن الإصلاح ليس بالمستحيل والحكومة لن تعدم الاستئناس بنماذج تم تجريبها هنا وهناك.. لكن شريطة توفر  : الإرادة السياسية الحقيقية

أحمد بلحميدي

http://menarapress.com

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى