أدب و فنون

احواش بين الهواية والاحتراف

indexلا يختلف اثنان أن لكل جيل ثقافته واهتماماته وميولاته ، ولا يمكن ان نجبر ابناءنا أن يكونوا نسخا طبق الاصل لنا فيما نحب او نكره ، كما اننا قد نتفق ان الاذواق لا تناقش وانها ايضا تختلف من شخص الى اخر ومن جيل لجيل
وهكذا فاذا كان ابناؤنا اليوم لهم أسلوبهم في الفن اضف الى عدم اهتمامهم بثراتهم وثقافتهم ، لأسباب كثيرة سبقت الاشارة اليها ، فان هذا كله جعل جمهور احواش يتراجع بل يكاد ينقرض ولم يعد جيل اليوم الذي استهواه “الراب” و”البوب ” يطرب لأحواش ولا لتانضامت ولا لفن الروايس ولا لغير ذلك من الالوان التراثية
فبالامس كان جيلنا مولعا بل مسحورا بهذا الفن الجميل والراقي ، وكنا نقطع المسافات الطويلة لحضور لوحة من لوحات احواش خصوصا اذا سمعنا ان احد الشعراء المشهورين سيكون حاضرا في بوكوزول او تيتكي او تازالاغت او افرني أو تولي أو افسفاس
فنحمل الات التسجيل ( الموسجلة ) وعددا من البطاريات و الكاسيط والخبز والسردين ، وننطلق عبر مجموعات وكلنا حماس ونشاط وحيوية ، نستضيء بالقمر أو بالمصابيح اليدوية ، لا نبالي بالمسافات الطويلة التي نقطعها ولا بالهضبات والجبال ، كل ذلك يهون ويتلاشى بمجرد سماع صوت “تالونت ” أو “تزرارت ” أو “تاغريت
في أسرير ” أسايس ” الكل جالس بنظام و احترام ، يستمعون و يتمتعون بالاهازيج الشعبية الجميلة ، ويعبر الحاضرون عن اعجابهم باحدى الرقصات أو ببيت من الاشعار بعبارة ” وا بصاحتكم ” أو ” وابركات مرجبا بكم “…فيزداد حماس الشعراء و الراقصين وتتعالى الزغاريد وتسمع طلقات البارود
وهنا لابد ان نترحم على بعض الشخصيات التي ارتبطت اسماؤها بالتنشيط في احواش كالمرحوم “بن جامع ” من ادا وكنيضيف بصيحاته المشهورة التي لازالت جبال ايت عبد الله تردد صداها ، والمرحوم ” دا دا لحس نايت عدي ” من أمزاور ” بترحيبه المشهور
و يستمر الحال كذلك الى بزوغ الفجر ، فينهي الحفل ويعود المتفرجون كل الى بيته ضاربين موعدا مع رقصة أخرى في مكان آخر
هكذا كان احواش وهكذا كان الجمهور، البساطة والتواضع والصعوبات والتحمل من أجل لحظة من لحظات الزمن الجميل

اما اليوم فقد تغير كل شيء وتوفر كل شيء ، لكن أحواش فقد كل شيء … و أهم شيء الجمهور

بقلم ابراهيم صريح

http://www.igherm24.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى