تقرير يحذر من انفجار أوضاع السكن الاجتماعي بالمغرب

حذر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من انفجار الأوضاع داخل السكن الاجتماعي في المدن الكبرى، مسجلا أنه قد تتحول في السنوات المقبلة إلى بؤر متكاثرة باستمرار لانعدام الأمن والتوترات الاجتماعية

وقال المجلس، في التقرير الموضوعاتي الملحق بالتقرير السنوي حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي، والذي رفعه للملك محمد السادس، وحصلت عليه هسبريس، أن مشاريع السكن الاجتماعي الكبرى في المدن الجديدة تتلقى أفواجا من الأسر القادمة من مدن الصفيح

وأكد التقرير أن هذا الوضع يخلق وضعا اجتماعيا غير مسبوق يتمثل في تكوين مناطق سكينة مترامية الأطراف مكونة في الأغلب من عمارات تقطنها أسر ذات دخل ضعيف، كمـا أن نسبة البطالـة مرتفعة فـي صفوفهم، وخاصة فـي أوساط الشـباب، خاصا بالذكر المشاريع الكبرى فـي الـدار البيضاء كمشروعي  الرحمـة  و الهراويين

ونبه التقرير إلى ما اعتبرها امتدادا نمط تعمير حضري غير معقلن تم تواتره انطلاقا من العقد الأول من هذا القرن، مشيرا إلى أن هذه الخاصية عرفها نمط التعمير في المغرب منذ القديم، وذلك بعد إطلاق سياسية المدن الجديدة وإقرار الاستثناءات في مجال التعمير

وعزا التقرير عدم تحقيق سياسة المدن الجديدة للنتائج المرجوة إلى كون التصور الذي وضع لهذه المدن الجديدة كمجموعة من التجزئات لا تتوفر على أي إطار قانوني ومؤسساتي يتيح لها أن تكون محل تقاطع للسياسات العمومية”، مضيفا أنها ساهمت في التوسع الحضري عوض الحد منه، ما أدى إلى نمط غير مستدام لتدبير المرافق العمومية الحضرية والخدمات الاجتماعية وخصوصا في المدن الكبرى

وأوصى التقرير بضرورة تغيير الممارسات الحالية فــي مجــال إعــداد وتفعيــل وثائــق التعميــر، داعيا إلى الأخذ بعين الاعتبار البيئة والنجاعة الطاقية فــي فعــل البنــاء والتعميــر، وذلك للتحكم فــي التعميــر، وجعــل التخطيط الحضري مفتاح تدبيــر مستدام ومجــال لتحقيــق التقاطــع بيــن السياســات العموميــة بشــكل فعلــي

وأكد على ضرورة أن يكون التعميـر فـي خدمـة التنميـة المسـتدامة للمـدن عبـر مراجعـة صيـغ إعـداد وثائـق التعميـر واسـتحضار بعـد التنميـة المسـتدامة، وتوفير وسائل وشروط تفعيل وثائق التخطيط الحضري، ثم الأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي في التعمير الإجرائي، وفي تشييد البنايات الحضرية

وقدر التقرير العجـز فـي مجـال السـكن علـى المسـتوى الحضـري بمـا يفـوق مليـون وحـدة سـكنية، أي مـا يعـادل ثلـث حظيرة السـكن الحاليـة بالمغـرب، موضحا أن العجـز المتمثـل فـي المـدن الصفيحية والمسـاكن غيـر المجهـزة أو غيـر الصحيـة، مـرّده إلى انعـدام التـوازن المزمـن بيـن العـرض والطلـب فـي مجـال السكن المتناسب مـع إمكانيات الأسـر ذات الدخل المنخفض

هسبريس ـ محمد بلقاسم