المزيد

المنشورات السلبية وتأثيرها على الفايسبوكي

تنشر المنشورات على الفايسبوك٬ بشكل تلقائي، وهذا ما يجعلها تسبح في فوضى صارخة تشتت ذهن المتلقي خصوصا الذي تعود على الترتيب في كل شيء. هذه المنشورات غير المرتبة يصعب في بعض الأحيان ترتيبها حتى في الذهن لأن الدماغ يتلقى العديد من المعلومات في ظرف وجيز. وهذا ما يجعله مرتبك في بعض الحالات خصوصا بالنسبة للمتلقي غير العادي الذي يحلل ويناقش وليس الذي يستهلك بدون أن يمضغ جيدا

لكن الفعل يتجاوز ذلك حينما يتعلق الأمر بالمنشورات التي تنطوي على أفكار سلبية. فهي تؤثر بشكل قوي على الفايسبوكي الذي ربما لا يعي حينها ذلك. لكن مع مرور الوقت سيجد نفسه قد شحن بطاقة سلبية يصعب التخلص منها. فالفكرة تؤثر على الذهن فينتج عن عملية التفكير التركيز ثم بعد ذلك يأتي دور الإحساس الذي يتحول إلى سلوك والذي يعطينا نتائجا تشكل الواقع فالمصير. فالمتلقي هنا لا يجب أن يوقع نفسه فريسة للتركيز السلبي لأن العاقل الباطن يخزن دون تمييز

هناك للأسف من هو على الفايسبوك إلا لنشر الفضائح والمشاكل٬ أو متخصص في زرع الفتن أو تقديم بلده في أسوأ الحالات. وهذا يولد طاقة سلبية خصوصا للذين ليست لهم مناعة نفسية تامة مائة بالمائة٬ بحيث يكونوا قادرين على تخطي هذه الطاقة لأنها لا شعوريا ستجد لها منفذا داخل إدارك المتلقي

قد تتوالى سلسلة من صور أو فيديوهات أو معلومات سلبية في غياب في بعض الأحيان لمنشورات تولد طاقة إيجابية لفايسبوكيين محفزيين. فيشحن المتلقي فيصاب بتوتر ينطبع على سلوكياته

للأسف هناك بعض الأطفال لديهم أصدقاء على الفايسبوك في الخمسينات والستينات من عمرهم. وهؤلاء الأطفال ضحايا سوء اختيارهم في ظل غياب مراقبة الآباء. فالطفل يجد نفسه يسبق سنه ويدخل في حوار صامت ربما مع منشورات تكبر سنه. فيجد نفسه مجبرا على تحمل شطحات أصدقائه الذين يكبرونه فيحرم بالتالي بأن يعيش في تواصل مع أبناء جيله. ولعل هناك مثال حي سمعته بالصدفة على الراديو أن هناك طفل على الفايسبوك كان يتواصل مع رجل كبير وكان يحرضه على ممارسات لاأخلاقية لتكتشف الأم فيما بعد أن هذا الرجل هو الأب الحقيقي لهذا الطفل.هي دعوة جادة لاختيار الأصدقاء الذين يحققون التوازن في حياتنا وليس الذين يحدثون خللا فيها عن قصد وبغير قصد

هنا لاأتحدث عن الذين ينشرون بعض أحاسسيهم السلبية من مرض ومشاكل لإشراك الآخر في ما يحسون به طلبا لدعم معنوي٬ ولكن أتحدث عن هؤلاء الذين ينشرون مواضيع عامة قد تكون بعيدة كل البعد عن المحيط السيوسيوثقافي للمتلقي٬ لكن هدفها زعزعة هذا الاخير وتحريضه على الانفعال والغضب بدل الحوار الجاد. لأنه ليس كل من على الفايسبوك يملك القدرة على التواصل بشكل موضوعي ومحايد. وله ملكة على التفكير والغربلة وبعدها أخذ القرار. في غياب أي معطيات حول مدى الوعي وهنا لاأتحدث عن المستوى الدراسي٬ يظل الفايسبوك يسبح في فوضى فكرية لأنه مفتوح على كل الاحتمالات

مازلت أذكر أنه كثيرا ما كنت أشير إلى الذين ينشرون فيديوهات صارخة أن يشيروا إلى أنها يستحسن على ذوي الأحساسيس المرهفة أن لا يشاهدوها أو تحديد السن. لكن للأسف غالبا ما يغفل الكثير عن ذلك. ولعله من الملاحظ أنه لحد الآن مازال البعض ينشر صور الرئيس السابق معمر القذافي في لحظاته الآخيرة حتى بعد موته وهذا شيء غير سوي ولا يعقل لأي مسلم أن ينشر ذلك إكراما للأموات

مازلت أذكر أيضا أن أحد أصدقائي الافتراضيين على الفايسبوك بعث لي في منتصف الليل صورة مكتوب عليها المغاربة يأكلون من القمامة. بدون تحية ولا حتى أي جملة لكي يستفسر عن حالتي النفسية أولا. فقلت له هاته الصورة سبق لي وأن شاهدتها منذ مدة طويلة وليست غريبة علي. سأتركك الان اسمح لي سأذهب لأنام فقال لي هكذا” سيري تنعسي انت لي جا معاك النعاس” لا أعرف ما الذي كان يريدني أن أفعله؟ هل أخرج للشارع حينها وأندد أو أبكي أو أصرخ. لماذا بعض الاشخاص يريدون أن يسقطوا علينا أحاسيسهم؟ وهذا ما قلته أيضا لصديق كان ينزعج كثيرا لأنه لاحظ أن بعض الطالبات لا يعبرن عن مستواهم الثقافي ولكن لا يجيدون سوى نشر الأبراج بشكل مسترسل. فقلت له تلك حريتهم الفكرية وأنه ليس كل من على الفايسبوك باغي يهرس راسو بالمناقشة والتحليل كما يقولون. ولكن هناك من هو هنا للتلسية فقط. فلا تنزعج وتغضب وتصاب بتشنج

هناك حقا جهل بالمعلومة. هناك من ينشر ما ينشره الآخرون بدون تمحيص. هناك من ينشر فيديو بدون معرفة عواقبه. هناك من ينشر صور لأناس بدون استئذانهم. هناك من ينشر ولا يعرف أنه يقدم دعاية مجانية لمنتوج ما. فليس كل ماينشر على الفايسبوك صحيح مائة بالمائة. وقد سبق وأن كتبت مرة لو كنت تصدق كل ماينشر على الفايسبوك فمن الأحسن أن لا تقرأ شيئا. هناك معلومات مغلوطة. هناك شائعات تنتشر بشكل فوري. هناك أخبار تنشر وفي الغذ نكتشف عدم صحتها. حتى بت أسمع خبار الفايسبوك خليها عندك

نجاة زوادي باحثة جامعية

http://www.wijhatnadar.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى