أخبار آفيان

تيويزي : لنصل الحاضر بالماضي

بعض  أبناء أفيان الغيورين إقترح إصلاح ( حوض ) إفرض نظرا للحالة التي أصبح عليها هذا الخزان المائي المهم ،  الإقتراح في محله و  فعلا حان الوقت  للقيام بعملية الترميم الضرورية لكي تجد ما تبقى من قطعان الماعز ما تطفئ به عطشها بالإضافة إلى الجمالية التي يعطيها هذا الحوض المائي للغابة حيث يصبح قبلة لأسراب من الطيور هاجرت المكان بعد أن وكح هذا الحوض ـ إفرض ـ الذي لم يرمم منذ عقود
في الماضي كانت ـ لجماعت ـ أي ممثلي الساكنة وكبرائها هم من يبادر و يقترح ما يجب القيام به لصالح القرية و ساكنتها ، و عندما  تتم الموافقة يبدأ العمل مباشرة في إطار عملية تيويزي

تاويزا أو  تيويزي  تعني المساعدة الجماعية التطوعية، أصلها من الأمازيغية: تويزي من فعل جذره ي س، بمعنى حمل أو ساعد على حمل شيء ثقيل. و  هذه المساعدة الجماعية تتم في شكل  في  عمل يقدم عن طواعية و بدون أي إكراه، من طرف أهل القبيلة أو القرية  لفرد  أو عائلة لا تستطيع بمفرد طاقتها ان تقوم بذلك العمل ,  و هي لا تلزم المستفيد أداء أي اجر أو مقابل

 و التعبئة الجماعية قصد انجاز بعض الأشغال ظاهرة عرفتها كثير من المجتمعات ,  إلا انه في  منطقة سوس يتميز بكونه نوعا من أنواع التعاضد الاجتماعي يطلق عليه تيويزي

 فالأعمال التي تكون موضوعا لتيويزي متعددة، أهمها تلك التي تتعلق بالأرض كالحرث و الحصاد، و نزع الأعشاب المضرة، و جمع المحصول و نفضه و دراس السنابل

 قد يستفيد  المدشرأو القبيلة من  تيويزي حينما تدعو الجماعة  – لجماعت –  إلى ذلك، من اجل انجاز أعمال ذات مصلحة جماعية، كبناء مسجد أو تحويل مجرى مياه من اجل السقي 

 تعبئ  تيويزي عمل الرجال و النساء و الأطفال، و في بعض الحالات يتم توزيع العمل تبعا للجنس أو للسن حسب طبيعة العمل المطلوب انجازه. هناك مع ذلك أعمال لا تتطلب إلا العمل النسوي كتلك التي تتعلق بالحياكة ,  فكل امرأة تجد نفسها مضطرة قبل بداية أي عملية نسيج لطلب مساعدة النساء الأخريات

 تكون المساعدة عن طريق تيويزي إما بتقديم اليد العاملة أو الدواب أو الإثنين معا. تستعمل  تيويزي بالدواب في حالة جمع المحصول نظرا لكون هذه العملية تتطلب الطاقة الحيوانية التي لا تتوفر عليها كل عائلة بمفردها، بحيث تتم تيويزي بالتناوب (تاولا) بين العائلات في المدشر

 لنعد إلى موضوع إفرض ،  و قبل ذلك أريد أن أثير إنتباه  الإخوة أبناء أفيان  إلى مسألة مهمة أشرت إليها في مقال سابق و هي  ضرورة تشجيع الساكنة ماديا و معنويا  و بالوسائل المكنة ، نشجعها كي تحافظ على الأنشطة الفلاحية ، فإذا كان إقتناء آلة الجرار سيشجع  على  فلاحة الأرض  بحول الله  ، فإن إصلاح حوض إفرض بالإضافة إلى توسيع الإسطبلات ـ لعزيب ـ سيشجعهم على تربية الماعز و الغنم
و هذه الأنشطة  إذا ما بقيت  مستمرة في أفيان ، فلا خوف على قريتنا مستقبلا  و ستبقى عامرة بآهاليها و قبلة  لأبنائها المغتربين يقصدونها في كل المناسبات الدينية و العطل المدرسية لإحياء صلة الرحم و قضاء أوقات ممتعة  مع الأحباب  و في حضن بيئة صحية سليمة  
إذن و كما إقترح الأخ إبراهيم الآمين ، أدعو الجميع أن يفكر بجدية في موضوع إصلاح إفرض ، و في موضوع توسيع لعزيب بالشكل الذي يرضي الجميع  , يجب أن نفكر  بشكل جماعي في حل مشاكل تمازيرت المرتبطة بالساكنة ، دور لجماعت ـ أو الجمعية ـ هو بالضبط  معالجة   المشاكل   ثم إقتراح الحلول مع توفير الإمكانيات
في إنتظار الإعلان عن تاريخ إنطلاق عملية تيويزي  / إفرض 2012 ، أدعو الله أن يوفقنا لما فيه الخير و السلام

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. صحيح السي يوسف تحتاج القرية لتضافر الجهود لتحقيق مصالح عدة أقترح بناء إفرض  في مكان آخر قابل للإمتلاء بسرعة وفيه جريان أكثر للمياه أما تعاونية المعز فهي تحتاج إلى انضباط المتعاونين في أداء مستحقاتهم ومساعدة الراعي في الأشغال وإلى سن قوانين ملزمة تنفدها اللجنة المسيرة وهناك 7 العزيبات والمكان فيه اتساع 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى