المغرب يراهن على القروض الصغرى لتوفير فرص الشغل

  تعتزم الحكومة المغربية استخدام القروض الصغرى لتوفير مليوني عمل دائم على مدى العشر سنوات المقبلة عوض عشرة ملايين التي كانت مبرمجة حاليا

 وتستفيد مؤسسات القروض الصغرى من الضريبة على القيمة المضافة منذ 2006، وكان مقررا أن تتوقف هذه السياسة في 31 ديسمبر

لكن في محاولة لمساعدة قطاع القروض الصغرى على التوسع ولتشجيع صغار المقاولين لتطوير أنشطتهم، ستُمدد فترة الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة حتى31 دجنبر 2016 حسب تصريح إدريس الأزمي الوزير المنتدب المكلف بالميزانية أمام البرلمان الاثنين 10 ديسمبر

فالتمويل بالقروض الصغرى يساهم في خلق فرص حقيقية في المغرب. فالقطاع يحظى بمكانة خاصة داخل النظام المالي المغربي ويعتبر قوة دفع حقيقية من خلال الدور الذي يلعبه في الإدماج المالي وخفض البطالة والاندماج الاقتصادي للشرائح الأضعف في المجتمع عبر تأسيس مناصب الشغل وأنشطة مدرة للدخل حسب الأزمي

وبحسب مركز محمد السادس لدعم التمويل الاجتماعي، فإن القطاع ساعد حتى نهاية 2011 على خلق حوالي مليون منصب شغل دائم و 6000 منصب عمل مباشر في جمعيات القروض الصغرى

طارق السجلماسي، رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات القروض الصغرى طارق السجلماسي قال إنه على الحكومة والقضاء حماية مصالح القطاع الذي يتمتع بمؤهلات ويخلق 1.2 عمل عن كل قرض. وأضاف أن الهدف يكمن في رفع عدد الوظائف الدائمة خلال العشر سنوات المقبلة من مليون إلى مليونين ليصل العدد الإجمالي للمستفيدين إلى 3.2 مليون

محمد الشرغوني الباحث في الاقتصاد أكد أن دعم صغار المقاولين من خلال التكوين ورفع الوعي أمر أساسي لتطوير مشاريعهم

ويبدو أن السلطات المغربية ملتزمة بفكرة توسيع القطاع. ففي رسالة أمام مؤتمر الصخيرات الذي انعقد في 11أكتوبر حول القطاع، شجع الملك محمد السادس تعزيز التمويلات الصغرى

وقال الملك ” يتعين أن يظل القطاع وفيا لمهمته الأصلية ألا وهي دعم وتمويل ومواكبة أصحاب المشاريع المدرة للدخل في أوساط الساكنة المحرومة. كما يتعين مراعاة البعد الإنساني في عملية تحديد الاحتياجات المالية٬ وذلك بغية توسيع دائرة الفرص والاختيارات المتاحة المطروحة أمام المواطنين المغاربة٬ نساء ورجالا

.وبحسب الوزير المنتدب المكلف بالميزانية فإن هناك خططا لتغطية البلاد بشكل أشمل مع إعطاء الأولوية للمناطق القروية التي تعاني من الفقر. فالهدف هو تغيير الحياة اليومية للنا

فؤاد لهدف، 35 سنة، حصل على قرض صغير بمبلغ 5000 درهم قبل خمس سنوات. وفتح ورشة صغيرة واشترى آلة خياطة مستعملة. وبفضل دبلومه في الكهرباء، يقوم بإصلاح الأجهزة الكهربائية المنزلية فيما تصلح زوجته ملابس الزبائن

وقال لهدف “بفضل هذا المبلغ الصغير، تغيرت حياتي. أنا الآن لدي عمل قار وبعد سنتين من العمل، حققت الاكتفاء الذاتي. اليوم تمكنت من استئجار منزل بعد أن كنت في السابق أعيش مع والداي

ويضيف “البداية ليست سهلة. عليك أن تتحلى بالجرأة لتُقدم على الخطوة الأولى. أسعى إلى توسيع مقاولتي بمدخراتي“

عن المغاربية