
فقد جاء الإسلام ديناً شاملاً متوازناً، جاء ينظم شؤون الدنيا والآخرة، ويعنى بشؤون الفرد والمجتمع، ويعنى بشأن الفرد بالروح والجسم والعقل.. يريد المسلم القوي في جسمه وعقله وروحه وإيمانه، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
وفي الوقت الذي كانت فيه بعض الأديان لا تهتم بالجسم الإنساني، ولا تهتم إلا بالروح، بل بعضها يقوم على تعذيب البدن بتحريم الطيبات وزينة الله؛ لتصفو الروح وترقى (كما يزعمون)؛ جاء القرآن يعارض هذه الوجهة ويقول: {يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين، قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} الأعراف:32
جاء الإسلام وعنى بالجسم الإنساني، وسمع الناس لأول مرة في جو الدين هذه الكلمات النبوية: [إن لجسدك عليك حقاً]. ومن حق جسدك عليك أن تقويه إذا ضعف، أن تنظفه إذا اتسخ، أن تريحه إذا تعب، أن تعالجه إذا مرض، بل أن تقيه ما استطعت من الأمراض
هكذا أراد الإسلام، أن ينشئ أمة قوية، ولا يمكن أن تكون الأمة قوية إلا إذا كان أفرادها أقوياء، فمن الأفراد يتكون المجتمع كما يتكون البناء من اللبنات، وهل يوجد بنيان قوي من لبنات خاوية ضعيفة؟ لا يمكن؛ لهذا كان حرص الإسلام على إنشاء الفرد الصالح القوي في كل ناحية من النواحي ومنها الناحية الجسمية