المزيد

إلى كل أم.. لا تُفّوتي تربية طفلك للغير ولا تبخلي عليه بحنانك

إذا كانت معظم الأدبيات النفسية والتربوية تجمع على مركزية أهمية دور الأم في تربية الأبناء واكتسابهم للمهارات وتشريبهم قيّم المجتمع الأخلاقية والدينية، فإن معظم الأمهات العاملات

قد تخلين -كليا أو جزئيا- عن أدوارهن لفائدة المؤسسات التربوية من حضانة وروض ومدارس، أو لوسائل الاتصال الحديثة، بما فيها التلفزة أو الأنترنيت والألعاب الإلكترونية وغيرها، أو لخادمات البيوت، اللواتي يتحولن -مكرهات- إلى أمهات بالنيابة أو إلى بعض الجارات غير العاملات أو الجدة، ويزداد الأمر صعوبة يوضح محمد أحميد «خبير تربوي»، إذا كانت تصورات الأم لتربية ابنها مختلفة كثيرا عن الممارسة الفعلية للتربية في البيت أثناء غيابها، حيث يشعر الطفل بالتناقض بين القول والفعل


ولا يقصد بحضور الأم في حياة طفلها التواجدُ في المكان، بقدْر ما يعني استغلال زمن اللقاء -مهما كان قصيرا- في ممارسة التنشئة التربوية؛كالالتزام بتوديع واستقبال الابن -البنت أثناء ذهابه أو عودته من الروض، المدرسة بابتسامة وقبلة معبّرة عن شوق الأم لرؤية ابنها واستغلال وقت تواجدها في البيت لإشراك الطفل في إعداد الطعام الذي سيأخذه معه إلى المدرسة ثم قضاء وقت قصير في الإنصات المرهف إلى الابن -البنت عن كيفية قضاء يومه الدراسي ومشاركته أفراحه والتقليل من أحزانه، استغلال وقت تناوله الطعام لتمرير بعض القيّم والتوجيهات والنصائح، شريطة العمل بها لتقديم النموذج على ذلك، تخصيص الوقت الكافي للطفل -الطفلة، بعد العودة من العمل ومرافقته أثناء انجاز واجباته والتنسيق المنتظم مع الأساتذة في شأن تمدرس الأطفال وعدم الانشغال عنه وتوديعه بقبلة على خذه، حتى يظل الأثر العاطفيّ لقبلة الأم وحديثها المطمئن له صمامَ أمان يحتمي به من الأحلام المزعجة ومن الكوابيس، إلى جانب استغلال أحد أيام العطلة الأسبوعية (السبت أو الأحد) للنزهات أو الرحلات
وعليه، فإن فرص التواصل والتنشئة الاجتماعية والتربوية -رغم ضيق حيزها الزمني- تبقى متعددة ومرتبطة بمناسبات اجتماعية وأسرية ودينية وإنسانية، وهو ما يُحتـّم على الأم حسن التدبير الزمني اليومي والأسبوعي والمناسباتي، بدل الانشغال الذاتي بالمناسبة ذاتها، وإبعاد الطفل عن الانخراط الهادف في الاستعداد لها والاستفادة منها، بالفعل والمشاركة والانخراط بدل الملاحظة، والإنصات إلى الراشد بدعوى أنه صغير وغير مدرك لما يدور حوله وأن زمن اكتساب المعارف والمهارات وتشرب القيّم سيتم في المراحل القادمة من حياته

http://www.almassae.press.ma حسناء زوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى