إداوزدوت

إداوزدوت : أنماط الحياة و العادات

 

هذا المخطوط كتبه أحد ضباط الادارة الفرنسية نهاية الأربعينيات من القرن الماضي حول قبيلة إداوزدوت
سنعمل خلال هذا الشهر الكريم على ترجمة فصول من الجزء الرابع من المخطوط الذي يتحدث عن مؤسسات القبيلة و القوانين العرفية و الحياة الدينية ، نتمنى أن نستمتع سويا مع فصول من التاريخ و عبق النوستاليجيا

“لا نعرف الكثير عن أي تجمع بشري طالما لا نعرف طريقة حياته…قل لي ماذا تأكل أقول لك من أنت”

(Hardy 1932)
أغلب ما يتغذى عليه ساكن الجبل من أصل نباتي وله علاقة وطيدة بالموارد المحلية (الشعير و الذرة) هذين النوعين من الحبوب من الأهمية بما كان فسنوات القحط و الجفاف (حينما يغيبان) تأتي بالفقر و الأوبئة المميتة. البلد فقير و المحصول الزراعي بالكاد يكفي لسد الحاجيات، و تملك كل عائلة قليلا من الأرض و تعيش على محاصيلها و على الأموال التي يرسلها أفرادها المهاجرون.
البرنامج الغذائي للإنسان الزدوتي لا يختلف عن برنامج باقي ساكنة الأطلس الصغير هناك وجبتين أساسيتين في اليوم، الأولى وسط النصف الأول من النهار و الثانية عند نهاية اليوم يضاف إليهما (أزكيف) في الصباح و فطيرة من الشعير بعد الزوال (تانورت).
إليكم البرنامج الغذائي لأسرة زدوتية ميسورة:
(أزكيف) المعد من الشعير تهيأه النساء اللواتي يقمن من النوم قبل طلوع الفجر.
حوالي التاسعة أو العاشرة صباحا، لدى بعض العائلات الميسورة جدا، يتم إعداد كسكس الشعير مع بعض الخضر إن وجدت، تقطف من البساتين المحلية أو يؤتى بها من السوق و أحيانا يكون معه قليل من اللحم، أو يتم الاكتفاء بوجية (أزكيف) تكون أكثر تركيزا من (أزكيف) الصباح، (أزكيف إزضاين) و يكون اللبن هو المشروب الأساس.
حوالي الرابعة أو الخامسة مساء تحضر (تانورت)

galette d’orge

يقطف منها كل فرد حصته و يغمسها في زيت الأركان.
في المساء يكون طبق (تاكلا) المعدة من الذرة، تملأ المعدة، و تقدم ساخنة في إناء كبير (يقصد تازلافت)، تحفر وسطها حفرة توضع فيها الزيت أو اللبن. أمام هذا الطبق الشهي يجلس كل فرد و يخلط بعناية كرة (تاكلا) مع الزيت قبل أن يبتلعها من راحة يده و الحريصون على اللياقة وحدهم يستعملون ملاعق من خشب.
ذلك هو البرنامج الغذائي الاعتيادي، غالبا ما يكون بسيطا و ناذرا ما يكون معقدا فالإنسان الأمازيغي بطبعه ذو تغذية بسيطة

frugal،

فقط في المناسبات الكبرى أو بحضور ضيوف مهمين يمكننا مشاهدة طواجين الدجاج و لحم الغنم و الماعز، عدا ذلك لا يأكلها أحد.
اللحم طعام غير اعتيادي

plat de luxe

بعض الناس يشترونه من الأسواق المجاورة، فرغم أن لكل أسرة قطيع غنم و ماعز لكنه ناذرا ما نذبح للاستعمال الشخصي المنزلي، باستثناء الحفلات الكبرى التي تكون مرتين أو ثلاث في السنة. كبش عيد الأضحى يتم تسمينه و إعداده لهذا الحدث الكبير و لا يمكن للأسرة أن تتخلى عن قطيع الماعز و الغنم حتى في السنوات العجاف.
تنتهي الوجبة الغذائية أحيانا بتناول العسل، و يتم الاحتفاظ به في الغالب للأطفال و المرضى أو تنتهي “بأملو” عجينة اللوز الثقيلة أو بالزبدة المذابة (تاموديت نيغد أودي إفسين).
إعداد الشاء رمز للسعادة و الراحة و له مناسبات و طقوس خاصة، تصاحبه نقاشات طويلة (تامدرزت) قبل النوم أو عند الاستراحة من العمل.
حينما يدخل غريب على الأسرة، تختفي النساء، لكنه في الأوقات العادية يأكل الجميع على نفس المائدة وفي نفس الطبق و مع الأطفال. طريقة الأكل هي الشيء الذي لا يتغير كثيرا مع تغير الوضعية الاجتماعية للأهالي المحليين و البرنامج الغذائي للغني يشبه برنامج الفقير رغم أنه يختلف عنه من حيث الكم و متنوع قليلا.
أمغار أو التاجر الذي اغتنى من ممارسة التجارة رغم أنهما يمتلكان منزلا أكثر اتساعا و به غرفة جميلة للاستقبال (يقصد أمسري) لكنهما يكلان “أزكيف” و “تاكلا” مثل باقي الناس…(يتبع).

القبطان

CLEMENT

 دراسة حول قبيلة إداوزدوت. يوليوز 1949

ترجمة:  ذ محمد افقير باحث في قضايا التنمية و إعداد التراب 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى