الاخبار

نشطاء يطالبون الحكومة بالتحرك لحماية المغاربة من تلوث الهواء

نشطاء يطالبون الحكومة بالتحرك لحماية المغاربة من تلوث الهواء

“نريد أن نتنفس! على قادتنا التحرك!”. تحت هذا العنوان، وجه نشطاء بيئيون عريضة إلى رئيس الحكومة، عبروا فيها عن قلقهم من تلوث الهواء الناتج عن النشاط الصناعي، كما ضمّنوها مطلبا بخلق مرصد وطني لجودة الهواء، من أجل تزويد المواطنين بالمعلومات الدقيقة حول تلوث الهواء في المغرب

العريضة التي أطلقتها حركة الشباب من أجل المناخ بالمغرب، تضمنت أيضا مطالب باتخاذ إجراءات استعجالية تتعلق بتمديد وتكثيف المنطقة منخفضة الانبعاثات والتدابير المصاحبة لها، واتخاذ تدابير محلية في الجوار المباشر للمنشآت الصناعية الأكثر تلويثا للهواء، وإنشاء ممر أخضر على الطرق السيارة للمَركبات الأقل تلويثا، وتشجيع استخدام النقل العمومي

ويُعد مشكل الولوج إلى المعلومة المتعلقة بتلوث الهواء من أبرز الإشكالات التي تؤرق النشطاء المدافعين عن البيئية في المغرب، بحسب محمد بنعبو، رئيس جمعية مغرب أصدقاء البيئة، مبرزا أن هذا العائق يحُول دون معرفة مستوى تلوث الهواء الحقيقي، ومن ثم عدم القدرة على المقارنة بين الوضع المحلي والمعايير الدولية في هذا الجانب

وأضاف بنعبو، في تصريح لهسبريس، أن غياب الولوج إلى المعلومة، يعيق حتى معرفة أنواع المواد الملوثة للهواء في المغرب، مثل ثاني أوكسيد الكربون، والانبعاثات التي تفرزها المحطات الحرارية، لافتا إلى أن بعض المدن تشهد نشاطا صناعية ملوّثا للهواء جوار الأحياء السكنية، كما هو الحال في حد السوالم، حيث يتواجد معمل لـ”الزفت” تعب السكان من تقديم شكايات بشأنه دون جدوى

وحذرت حركة الشباب من أجل المناخ، في العريضة الموجهة إلى رئيس الحكومة، من الخطر المتفاقم لتلوث الهواء على المغاربة، خاصة الأطفال، باعتبارهم الأكثر عرضة لهذا النوع من التلوث، لكون جهازهم التنفسي وجهازهم المناعي غير ناضجين، ولكونهم يتنفسون بوتيرة أسرع مقارنة مع الكبار

واعتبرت الهيئة ذاتها أن “الأطفال يتعرضون لهذا السم غير المرئي على أبواب منازلهم ومدارسهم وفي كل مكان”، مشيرة إلى أن بإمكان الحكومة أن تحمي أطفال المغرب من خطر تلوث الهواء عن طريق إجراءات كثيرة أثبتت فعاليتها في تحسين جودة الهواء، الذي اعتبرت أنه “لا يزال بطيئا للغاية”، مشددة على أنه “عندما يكون هناك الكثير من الأرواح على المحكّ، يجب أن نتحرك بسرعة

علاقة بذلك، قال محمد بنعبو، إن “الدولة قامت بمجهودات كبيرة، من بينها وضع البرنامج الوطني للهواء في سنة 2019، لكن مقارنة مع السرعة التي ينتشر بها التلوث، فإن ما جرى القيام به قليل

وتابع بأن من بين المجهودات التي بذلها المغرب التزامه، وفق اتفاقية باريس، بالعمل على توفير خمسين في المئة من حاجاته الطاقية من الطاقة النظيفة في أفق سنة 2030، إضافة إلى أوراش الطاقة الشمسية والريحية التي جرى تدشينها، قبل أن يستدرك بأن هذه الجهود يوازيها “وجود شركات غير مواطنة تلوث الهواء

وجوابا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة قادرة على مواجهة الشركات الكبرى الملوثة للهواء وإحداث مرصد وطني لجودة الهواء، قال بنعبو: “قد يكون هناك ضغط من هذه الشركات، لكن على المجتمع المدني أن يضغط بدوره”، مضيفا: “يجب أن يكون المجتمع المدني طرفا في هذا المرصد إذا أُحدث، ويمارس حقه الدستوري في تتبع السياسات العمومية المتعلقة بتحسين جودة الهواء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى