أدب و فنون

من يوميات طفل في زمن الكورونا  تــــــابع 2

 

91839972_1584006921755141_4791653587740524544_n من يوميات طفل في زمن الكوروناًُ الحلقة 1 أدب و فنون

بقلم : الأستاذ المحجوب سكراني1523065084 من يوميات طفل في زمن الكوروناًُ الحلقة 1 أدب و فنون
دفعا للملل ، وبعيدا عن الاشاعات وتداول أخبار الرعب ، ارتأيت أن أتقاسم معكم هذه المحاولة المتواضعة ، متمنيا أن تروقكم …. عبارة عن حلقات تصور معاناة الأطفال تحت مظلة ” الحجر الصحي “
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من يوميات طفل في زمن الكورونا  تــــــابع 2
… وبمجرد ولوجه ، ألحت عليه الأم أن يغسل يديه بالماء والصابون ، وببراءته المعهودة سألها : وهل حان موعد الغذاء ؟ إذن سأوقظ أبي …أجابته بالنفي ، وأردفت : إن الصابون عدو ” لكورونا” فهو الذي يقضي عليها دون غيره . أحس بأشواك تنغرس في جسده النحيل وصاح منفعلا : مرة أخرى كورونا ، قلت لك ألف مرة لا ترددي على مسمعي هذا الغول …ورغم ذلك فقد انصاع للأمر وبدأ في فرك يديه لا رغبة في النظافة ، بل رهبة من الشر … وهو يداعب الماء المنهمر من الصنبور ، تخيل نفسه مستلقيا قرب شلال صاغيا لخرير مياهه المتدفقة ، ليفاجأ بصوت ينهره ويحثه على تفادي تبدير الماء ، انتبه وتذكر في الحين معلمه وهو يستدل بقوله تعالى ” وجعلنا من الماء كل شيئ حي ” فأدرك أن الذي وبخه على حق …صوت عويل يمزق سكون البيت ، اعتقد “علي” أن مصدره هو الفيروس الذي يتألم من جراء اجهاز الصابون عليه ، غير أن ذلك لا يعدو أن يكون بكاء أخته الصغرى أيقظها الجوع فأخذت تتلوى في مهدها كما حامل الفيروس في سرير الانعاش…جال الطفل في بيته المتواضع ، غرفتان ومطبخ ونافذة يتيمة ينفذ منها ضوء الشمس محتشما…رائحة البطاطس المقلية أزكمت أنفه ، ولم تدع ركنا الا وقد ختمت عليه توقيعها …من النافذة يتسلل صراخ الجارة “للا خدوج” وهي توبخ صغارها على ازعاجهم لها ، وتتوسل الى الله أن يرفع هذا البلاء لكي يعودوا الى أقسامهم لتنعم هي بقسط من الهدوء والسكينة .
أصغى “عبد القادر” باهتمام لما دار بين زوجته وابنه “علي” ، غير أنه تظاهر بالنوم ، وتعمد عدم اقحام نفسه في الموضوع لأنه على يقين تام أن اقناع الطفل بتقبل الواقع من باب المستحيلات ، أضف الى ذلك أنه بدوره لم يستوعب بعد ما يرى وما يسمع ، أو بالأحرى لا يرغب في ذلك ، لأن همه الوحيد والأوحد على الأقل في هذه الظرفية هو تدبير وضعه المادي الذي أملته ظروف اغلاق “مقهى السعادة ” حيث يشتغل كنادل …فبعد عشرة أيام بالتمام والكمال ـ كما سجلها في مذكرته ـ سيرغم على تسديد دفعة قرض بنكي استلفه قبل ثمانية أشهر بغية تغطية مصاريف العقيقة وعيد الأضحى…اضافة الى سومة الكراء وفاتورة الماء والكهرباء ، وكلها التزامات لا تعترف بالتأجيل أو المساومة…الوضعية تستدعي من ” عبد القادر ” أن يضرب الأخماس في الأسداس ، ويحاول قدر الامكان الحصول على التعادل …تقاذفته الهواجس ، وشعر بضيق واختناق ، فنفض عنه الفراش ويمم شطر المطبخ كعادته، وكل أمله أن يظفر بكأس شاي منعنع، تناوله في صمت رهيب و……..يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى