فلاحة

منظمة الزراعة والأغذية توصي المغرب بتطوير نبتة التين الشوكي

منظمة الزراعة والأغذية توصي المغرب بتطوير نبتة التين الشوكي

قال تقرير صادر عن منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة إن الصبار (التين الشوكي) من النباتات القيّمة التي يمكن الاستفادة منها كغذاء وعلف للماشية في الأراضي القاحلة، واعتبارها الملاذ الأخير للأمن الغذائي

وأوضحت المنظمة أنه على الرغم من أن معظم أنواع الصبار غير صالحة للأكل، إلا أن “صبير التين الهندي، أو ما يصطلح عليه أكناري، يعد من الأنواع التي تحمل الكثير من الفوائد، ولاسيما إذا أُعتني بها كمحصول زراعي بدلاً من اعتبارها عشبة برية ضارة”؛ وقالت إن هذا النوع من الصبار  : يمتاز بالصلابة والقدرة على الصمود، ويصلح كغذاء ملاذ أخير مفيد وكجزء لا يتجزأ من أنظمة الزراعة المستدامة والعناية بالماشية

وجاءت في التقرير الذي حمل عنوان “إيكولوجيا المحاصيل، زراعة الصبار واستخداماته”، عدد من النصائح حول كيفية الاستفادة من هذه النبتة في الطهي، إذ يستخدمها سكان موطنها الأصلي، المكسيك، منذ قرون في الطهي، وتعد الآن من تقاليد الطعام الراسخة لمحبي الأكل في صقلية

وتؤكد المنظمة الأممية على أهمية الاعتناء بنبتة الصبار، خصوصاً مع ظروف تغير المناخ وتزايد مخاطر الجفاف، من أجل رفع قيمته ليصبح محصولاً أساسياً في العديد من المناطق

في المغرب تم إدخال نبتة الصبار لأول مرة سنة 1770، وهي اليوم متوفرة في جميع أنحاء البلاد، وكنتيجة للجفاف تطورت المساحة التي توجد فيها خلال العقدين الماضيين من 50 ألف هكتار سنة 1998 إلى 120 ألف هكتار حالياً

وحسب أرقام التقرير، فإن منطقة كلميم- سيدي إفني تمثل أكثر من 50 في المائة من المجموع بأكثر من 50 ألف هكتار، تليها منقطة الحوز – قلعة السراغنة بنسبة 30 في المائة، بحوالي 33 ألف هكتار؛ في حين تأتي خريبكة في المرتبة الثالثة ودكالة في المرتبة الرابعة

ويشجع تحديث الفلاحة المغربية عبر مخطط المغرب الأخضر زراعة الصبار كبديل في المناطق الأقل ملاءمة للفلاحة، حيث تتم زراعة أكثر من 4000 هكتار سنوياً وسط المغرب. وقد ظهرت في السنين الأخيرة العديد من التعاونيات في المناطق القروية لتثمين وتحويل الصبار لإنتاج المربى والخل وعلف السيلاج وزيت البذور

لكن الصبار في المغرب، وفي جميع بلدان البحر الأبيض المتوسط، أصبح مهدداً من الحشرة القرمزية، ويرجح أن يكون مصدرها مورسيا أو ألميريا، وتنتشر خصوصاً في سيدي بنور واليسوفية، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء فسوف تتكاثر وتدمر الصبار بالمغرب وتصل إلى الجزائر وتونس

وبالإضافة إلى المكسيك والبرازيل، تنتشر هذه النبتة في دول شمال إفريقيا، ومن بينها المغرب والجزائر وتونس، وتعد مصدراً للغذاء، كما تخزن الماء في فروعها لتشكل بذلك بئراً نباتياً يمكن أن يخزن ما يصل إلى 180 طنا من المياه للهكتار الواحد، وهو ما يكفي للحفاظ على حياة خمس أبقار بالغة، ما يشكل زيادة مستدامة في إنتاجية المراعي التقليدية

وحسب التقرير فإن المحاصيل تزداد عندما يزرع الصبار إلى جانبها، باعتباره محصولاً محسناً للتربة. كما أن إدخال الصبار في النظام الغذائي للماشية يساهم في تقليل توليد الميثان لدى المجترات، ما يسهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

وتؤكد المنظمة أن السر البيولوجي في نبات الصبار يكمن في عملية التركيب الضوئي الخاصة به، وهو به أيضاً حامض المخلدات، الذي يسمح للنبات بسحب الماء خلال الليل. وبإمكان صبير التين الهندي العيش في درجات حرارة تصل إلى 66 درجة مئوية، إلا أن عملية التركيب الضوئي تبدأ بالتباطؤ فوق 30 درجة مئوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى