الاخبار

فَايسبُوك.. إمبراطورية زرقاء تُواصل توسعها في عالم الويب

"فَايسبُوك".. إمبراطورية زرقاء تُواصل توسعها في عالم "الويب"
 

قبل شهرين من الآن، اشترى موقع التواصل الاجتماعي ‘فَايسبُوك’ شركة ‘واتس أب’ الخاصة بالمحادثة الفورية عبر الهواتف الذكية، بحوالي 19 مليار دولار أمريكي في واحدة من أضخم الصفقات في تاريخ الانترنت، وقبلها، تحديداً سنة 2012، استحوذ الموقع على شركة “انستغرام” لتبادل الصور بصفقة بلغت مليار دولار، وفي هذا الشهر، امتلك ‘فَايسبُوك’ موقعا آخر هو ‘أوكولوس’ الخاص بتقنيات العالم الافتراضي، بصفقة وصلت إلى ملياري دولار

منذ تأسيسه سنة 2004، والموقع لم يكف عن التطور، إلا أن البدايات التي كان فيها مساحةً للتواصل الاجتماعي، لا تمت بصلة لواقع هذه الشركة في السنوات الأخيرة، حيثُ تحوّلت إلى ثاني أكبر امبراطورية إلكترونية في العالم بعد “جوجل” (حسب تصنيف موقع أليكسا)، وصارت نواياها لاحتكار الانترنت واضحة بعدما استحوذت على كل الشركات الصغيرة القادرة على منافستها، بل أن الأمر لم يتوقف عند الشراء، فـ”فَايسبُوك’ يعكف منذ سنوات على استنساخ الخدمات والتقنيات نفسها التي توجد في مواقع أخرى، من أجل جعله الموقع الأول في العالم الجامع لكل شيء

فبعد أن كان من المتسببين لـ”ماسنجر” بالإفلاس وأدى بشركته ‘مايكروسوفت’ إلى إعلان توقيفه ودمجه في برنامج ‘سكايب’، يظهر أن “فَايسبُوك” عاقد العزم على التسبب بالإفلاس لمواقع أخرى، ولا أدلّ على ذلك، استنساخه لتقنيتين أساسيتين عند منافسه ‘تويتر’، الأولى هي ‘متابعة’ حسابات النشطاء، بحيث صار ممكناً لكل واحد منا أن يتوفر على عدد لا محدود من المتابعين عكس ما كان عليه الحال سابقاً بالاقتصار فقط على لائحة الأصدقاء التي لا تتجاوز 5 آلاف واحد، وهي تقنية مأخوذة من موقع ‘تويتر’ الذي كان يسمح للمستخدِم بأن يتابَع من عدد لا محدود من باقي المستخدمين. أما التقنية الثانية، فهي الوسم أو “الهاشتاغ” الذي كان أحد أكبر خصائص ‘تويتر’، قبل أن يتحول إلى إحدى سمات ‘فَايسبُوك’ كذلك

وفيما يتعلق بعالم تقييم المنتجات الفنية كالأفلام والألبومات الموسيقية، فـ”فَايسبُوك” أدخل منذ أشهر تقنية التقييم عبر منح عدد معين من النجمات لمنتج ما، حيث يريد في هذا الصدد، مزاحمة مواقع أخرى عرُفت بأنها مساحة لمثل هذا النوع من الخدمات، وكمثال على ذلك، موقع

IMDB

الذي يعرفه عشاق السينما كمكان لمعرفة النسبة التي قيّم بها المشاهدون فيلماً معيناً

أما فيما يخص مقاطع الفيديو، فمنذ سنوات و”فَايسبُوك” يتيح لمستخدميه نشرها على صفحاتهم، إلا أن الملاحظ، أن هذه الخدمة لم تنتشر كما يريد الموقع حتى الأشهر الأخيرة التي تعرف نشاطاً واضحاً من غالبية الصفحات في نشر مقاطع فيديو دون الاستنجاد بموقع “اليوتيوب”، مزايا نشر الفيديو على صفحة فيسبوكية هي متعددة، ومن بينها الحصول على أكبر قدر من التفاعل، وجذب معجبين جدد للصفحة

ولا تتوقف الرغبات التوسعية للامبراطوية الزرقاء عند هذا الحد، فأنباء قوية تروج هذه الأيام عن عزم “فَايسبُوك” منافسة “جوجل” حتى في عمق تخصصه، ونتحدث هنا عن البحث على شبكة الانترنت، فقد نقلت وكالات أنباء تصريحات لمؤسسه مارك زوكربغ، يؤكد فيها نيتهم مباشرة هذه الخدمة، بفضل توفر الموقع على بيانات لا يملكها أي محرك بحث آخر. زيادة عن تسرب تقارير تفيد توجه الموقع لمنافسة شركة “باي بال” المتخصصة في إرسال الأموال عبر الانترنت

في هذا السياق، يشير حمزة فرتاسي، من النشطاء الفاعلين داخل موقع “فَايسبُوك”، أن هذا الأخير بيّن منذ سنوات رغبته في السيطرة على عالم الانترنت، فزيادة على ما ذُكر أعلاه، فالتطبيقات التي أنشأها مبرمجوه تحاول أن تستنسخ كل ما هو موجود في المواقع الأخرى، لدرجة أن حتى الألعاب متاحة بكثرة داخل الموقع، وبالتالي فـ”الفَايسبّوك” يحاول أن يجعل الزائر يقضي أكبر مدة ممكنة من الوقت على صفحاته، وبالتالي الزيادة في غلّته داخل العالم الافتراضي

ويضيف حمزة، وهو الذي سبق له أن اكتشف وجود ثغرات خطيرة بـ”فَايسبّوك”، أن تهافت الموقع المذكور على تفعيل خاصيات أو تطوير تطبيقات أخرى، أدى إلى إهماله الجانب الأمني والخصوصي للمشتركين، الأمر الذي أدى إلى تجاوزات خطيرة في حق ملايين مستخدمي هذه الشبكة

إلا أن الرغبات التوسعية لـ”فَايسبُوك” لا تنجح في كل المرات، فقد كان قد فتح الباب سابقاً من أجل بريد إلكتروني خاص ينتهي ب

@facebook.com

لمنافسة شركتي جوجل وياهو، إلا أنه لم يحقق أي نجاح يذكر، ليقوم بتعطيل هذه الخدمة رافعاً الراية البيضاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى