مشاهير آفيان

رجال من أفيان (17): الحسن بن عثمان

963088_379443268831727_817974949_n

نشأ الحسن بن عثمان يتيما مع أخيه محمد بعد موت أبيهم المفاجئ  ، كافحت أمهم حتى بلغوا سن الثامنة والعاشرة على التوالي سافر مع أخيه إلى الدار البيضاء لطلب الرزق وعمل مساعدا  في عدد من المتاجر التابعة لأولاد النحيت  استطاع جمع قدر من المال واشترى دكانا بجوار أخيه بشاطئ السعادة بعين السبع
كان الحسن مولعا بالغناء والشعر يعزف على البند ير بمهارة كبيرة وعلى الطبل أعجب كثيرا بأغاني الروايس وطريقة عزفهم على( الرباب ولوطار) اشترى آلة الوتر واخذ يتعلم العزف عليها بمساعدة الرايس الحسن وهذا الريس كان يطوف على الدكاكين ويغني لهم وكان يتناول طعام الغداء عند الحسن بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع يستغلها الحسن لتعلم قواعد العزف المختلفة عن قواعد العزف باداوزدوت ، تعلم كيف يسوي الآلة وكيف يعزف عليها حتى أصبح من كبار الروايس العازفين على لوطار وكان يكتسب مهارة كبيرة في النقر على البندير (امنقر)مع رفيق دربه (خيرون) رحمه الله فقلما يفترقان يذهبان إلى سهرات احواش أينما  وجدت،  و مهما بعدت  المسافة بالليل والنهار في ربوع اداوزدوت وارغن واندونضيف . أسرد هنا قصة وقعت له وصاحبه ذهبا إلى سهرة بدوار اصفيض وكان الظلام مخيما على الطريق وغاب القمر  يستدلان على الطريق بضوء النجوم الخافت وكان الزمان فصل الصيف والغطاء النباتي كثيفا وكانت النعاج اذا اشتدت حرارة الشمس لا تستطيع أن تمشي دون أن تستظل وتضع رؤوسها ملتصقة ببطون أخواتها ويرسمن الطريق بأظلافهن ، ضل الحسن و خيرون الطريق و أخذوا طريق النعاج يحسبونها الطريق الصحيح حتى وصلوا إلى حافة خطيرة كادا أن يسقطا فيها لولا لطف الله قال له خيرون متهكما (تجلينا أسدي الحسن اغاراس ن اهراي أيد نكا) لقد ضللنا الطريق يا سيدي الحسن وتتبعنا طريق النعاج انفجر الحسن ضاحكا كعادته وقال له هيا لأجز صوفك (هي اكلاسغ)
ازدان فراش ابن الهاشمي بمولودين ذكرين أقام وليمة كبيرة استدعى لها كثيرا من الشعراء والراقصين امتد الحفل إلى طلوع الشمس ،  قلنا كان الحسن يقرض الشعر ويصوغ منه قصائد شعرية هزلية غنى تلك الليلة وشارك ابن عمه فرحه وقال في إحدى الأغاني موجها كلامه إلى ابن عمه (يان يورون أداك اهدو ربي ما توروت      تروت اكزين أجاد روا مغا تلين)  أيها الأب أصلح الله لك الولدين    ولدت جروين فاعد لهما حوشا ليؤويهم)
كان ادا حسين بسكون الحاء وكسر السين كما نسميه نحن أول من ادخل جهاز الراديو إلى النحيت وكان مذياعا كبيرا في حجم صندوق متوسط يعمل ببطارية في حجم بطارية السيارة (ألباتري ن الطومبيل)وبسلك هوائي يوضع على السطح وضعه في غرفة الضيوف والصق مكبرا للصوت بواسطة سلك طويل إلى المكان الخاص بالنساء والأطفال وكنا نجتمع مساء يوم الجمعة نستمع إلى برنامج خاص بالأطفال يسمى (لداعة ن افرخان )إذاعة الأطفال كان يهيئه مديع فكاهي من اندونضيف يسمى عمي موسى رحمه الله وكان يسرد علينا قصصا خرافية وألغازا واحجيات ممتعة (ارا فاسري) ويجيب على أسئلة المستمعين بأجوبة هزلية هادفة استفاد الناس منها كثيرا فلا تسمع يوم السبت الموالي إلا قال عمي موسى قال عمي موسى والكل يترقب الجمعة المقبلة كبارا وصغارا


كان الحسن مطيعا لأمه وفيا لأخيه الاكبر يعمل برأيهما وينتصح بنصائحهما يتفانى في خدمة أهل افيان من كان محتاجا يعطيه  ، من كان مريضا ينقله بسيارته إلى المستشفى  ، من مات يعزيه ويواسي أهله وأولاده  ، يساعد الأرامل ويوجه ويراقب الأيتام ويتعهد هم بالنظافة الجسدية وكذلك نظافة الملابس، أصيب المهدي بن محمد ببثور في رأسه (تفوريو)أو(الكوب)اخذ شفرة وحلق رأسه بما فيه من شعر وحبوب حتى عاد كله احمرا من الدماء اخذ خليطا من الرماد والكربون والزيت وغطا  رأس المهدي ثلاثة أيام ثم غسله بعشبة تسمى (تمصربين وكانت تنبت بجهة امولاين)ووجدنا رأسه لم يبقى فيه شيء من هذه الطفيليات إلى هذا اليوم

972989_379442142165173_1967673589_n

إبنه المرحوم حسن

إذا أرسلت لي أختي (الكلية أو كارطون ) من الدار البيضاء تضع فيها علب السردين وقنينة الموناضة لا اعرف فتحها فاذهب إلى (فكاك الوحايل)ادا حسين يضحك ويفتح العلبة بملقاط (اللقاض) ويضع القنينة على حجر بارز من جانب الباب ويضرب السدادة براحة يده فتطير في السماء ويقول لي تعلم يا جاهل (تاعلام ايبوجا ديي ابدا اور تسيكيلت ما يك اتنورزومن لموناضة دالسرديل)
 حكى لنا قصة وقعت له مع جاره صالح الزاولي كانت المدينة آنذاك قليلة السكان محدودة الأحياء واغلب المصطافين يذهبون إلى منطقة عين الذئاب المعروفة قال له صالح هيا لنهيئ جانب البحر وننقي منه الشوك والأحجار لنستقطاب المصطافين إلى منطقة عين السبع انفجر كعادته وقال : ياصالح لقد فقدت عقلك أتظن أن يترك الناس عين الدياب ويأتون عندك في عين السبع أظن أن الكلاب هي التي ستسبح في هذا الخلاء

601918_389861564456564_1472700276_n
كان يحملنا على السيارة ونذهب كلما ازداد عندهم مولود ذكر يحملون عجلا إلى ايت سيدي بودلا ويذبحونه تبركا نأكل اللحم ونشرب برارد شاي (تاصورة )الجيد (ارنزغور أدان) يومين ثم نعود
كان له ولد يحبه كثيرا اسمه الطيب اخذ له صورة وهو في وسط سلة من القصب وضعها في غرفة الضيوف كنا ننظر إليها بإعجاب ونتساءل كيف صوره داخل السلة وكانت الصور والتصوير نادرين آنذاك

603116_385757824866938_1186708499_n

     صديقنا عثمان أحد أحفاد أدا حسين

968922_389857267790327_668790996_n 

أصيب أدا حسين بمرض اطرحه الفراش يومين ثم فاضت روحه ودفن بمقبرة سباته بالدار البيضاء تاركا ولدا وبنتين رحمه الله وغفر له

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. رحمه الله بل ترك ولدان وبنتان الولدان هما
    حسن والطيب رحمهما الله توفي الطيب وهو لم يبلغ العاشرة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى