مشاهير آفيان

رجال من أفيان (13) : الحسن نايت الحاج

بسم الله الرحمان الرحيم

نشأ الحسن نايت الحاج يتيما لكن بفضل الله وجد أما قوية ساعدته  على حمل أعباء الحياة لان زوجته أنجبت أولادا صغارا مما يلزمها الجلوس في المنزل للتفرغ لتربيتهم ورعايتهم ليكبروا بسرعة ويكونوا سندا لأبيهم
إمتلك الحسن قطيعا مهما من الماعز وبقرة وبغلة كانت الأم تساعد ولدها في أعمال الحرث  وجني الثمار تدافع عنه عندما تكالب عليه الأعداء من كل مكان ووزعوا أرضه قطعة قطعة، منهم الورثة ومنهم أصحاب الصدقات  اخذوا أكثر من ثلاثة أرباع أرضه بدون وجه حق  ، انهارت قواه وبلغ منه اليأس مبلغه لكن وجد بجانبه أمه القوية تقدم له الدعم وتشجعه على تخطي هده المرحلة الصعبة وأخذت بيده حتى وصلت به إلى بر الأمان

كان الحسن مولعا برقصات أحواش لا يغيب عنها مهما كلفه ذلك من ثمن ، كان يحسن  إستعمال القراقب   أي’ تقرقاوين’  وسط مرقص أحواش ، يتوسط الحلقة ويرقص متمايلا برأسه يمينا وشمالا  رافعا صوته ‘ار ايصاعييض’

اتفق الجميع على انتخابه أمينا للدرست رقصة أحواش المفضلة عند قبيلة إداوزدوت وأصبح مكلفا بجمع وإصلاح الآلات من بنادر وطبول كان يحملها على بغلته إلى المكان المزمع إقامة أحواش فيه  مهما كان بعيدا أو قريبا  دون ملل ولا كلل وحمل اسم الأمين لا  يناديه احد إلا بهذا الاسم

أسوق هنا قصة وقعت له

كان  الموسم الفلاحي جيد  وجادت الأرض بخيراتها ، اصفرت السنابل وأينعت وحان وقت قطافها واستعد الناس للحصاد وكان يقين الناس في الله كبيرا لا يتركون شبرا واحدا دون حرث وهناك مثل متداول بين الناس إن الحرث هو الذي يبقى أما الحصاد فلا يبقى منه شيء كان الحسن من هؤلاء لا يترك شيئا مما تبقى له من الأرض دون حرث وصل وقت الحصاد انهمك الناس في العمل وصلوا إلى الأماكن البعيدة وفي يوم من الأيام قالت له أمه إني مللت الذهاب للمبيت في المنزل فمعظم الوقت نستنزفه في الطريق ولهذا قررت أن أبيت هنا أنا وهذه المرأة التي تساعدنا لنقوم باكرا ونستغل سقوط الندى لحصد اكبر كمية قبل طلوع الشمس الحارة فاذهب ونم في المنزل وفي الصباح الباكر التحق بنا لتحمل ما حصد ناه إلى النذر قال لها لا يمكن أن أتركك في الخلاء ستفترسك الذئاب والسباع ألحت عليه وطمأنته أنها تستطيع الدفاع عن نفسها ولا داعي للخوف لما يأس منها ذهب وهو يحوقل مرددا ‘لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

جمعت الأم كومة كبيرة من أخشاب أركان وكومة كبيرة من الأحجار أسدل الليل ستاره الأسود على الوادي تعشت هي والمرأة الأخرى وطفلها وربطت حمارها بقربها وجحشها يجري ويلعب أشعلت نارا بلغت شرارتها عنان السماء وأرهفت السمع وهي نصف نائمة وقبل طلوع الفجر اشتمت الحمارة رائحة وحش يتربص بهم فخافت على ولدها وأخذت تدفعه برأسها إلى جدع الشجرة لتحميه من الخطر المتربص وتنفخ بأنفها وتضرب الأرض بحوافرها استيقظت للا خليج على اثر هذا الهرج واستمرت الحمارة على وضعها كأنها تستغيث بها لتحمي جحشها من المفترس أضافت المرأة أخشابا كثيرة إلى النار واشتد وهجها أضاء جنبات الوادي وترمي بالأحجار في كل اتجاه ‘أرمان اوداي’ أي إلى أين أيها اليهودي وكانت هده العبارة يقولها الرعاة إذا هجم الذئب قطعانهم  استيقظت المرأة الأخرى ورفعت ولدها على غصن الشجرة وتتوسل إليها قائلة أرجوك لا تدعيه يأكل الحسن ولدي ‘لحور نم الللا خليج ايكا اور اش لحسن’يأس الوحش ولم يستطع الاقتراب ثم انهزم وولى هاربا

وفي الصباح الباكر ركب الحسن بغلته حاملا طعام الفطور لأمه ومساعدتها يقدم رجلا ويؤخر أخرى ولما اقترب اشتمت البغلة رائحة الوحش فأحجمت عن المسير همزها باللجام وبرجليه لكن دون جدوى أصرت على العودة إلى البيت وتسمرت مكانها لا تخطوا خطوة واحدة إلى الأمام تسرب الشك إلى نفس الأمين وفهم الأمر وما جرى لامه العزيزة فصرخ بصوت  اهتزت لها جنبا ت الغابة ‘اح أيمي كيغ سكت غكر ايت النحيت اشا افيس امي دو غار سخوريغ غمي ن وفا ‘ياويلتي أصبحت أضحوكة بين ايت النحيت أكل السبع أمي بينما كنت أشخر بافيان اخذ يبكي ويلوم نفسه سمعت أمه صراخه وبكائه ونادته قائلة أنا الذي أكلته وليس هو

قلنا كان الحسن الأمين  مولعا بأ حواش ،ذات يوم مرضت أمه مرض الموت واتفق أن أقيم حفل كبير بافيان حضره جميع أعيان القبيلة

استأذن أمه هل يذهب أو يبقى بجانبها وبقلب الأم العطوف وهي تعلم أن ابنها مدمن على أحواش يحبه إلى النخاع أذنت له بل أمرته أن يذهب للحضور مع اقرانه أخد قرباباته  ـ تقرقاوين ـ بعد أن ودعها وقبل رأسها ودعت معه ‘فكغاك الرضا’ ودخل المعترك يرقص ويعزف ويتمايل لاح الصباح وعاد الحسن إلى المنزل  حيث وجد أمه أسلمت روحها إلى بارئها وأعاد قولته الشهيرة  اح ايمي كيغ سكت نايت النحيت تموت امي ارتشطاح غمي نوفا
توفى الحسن الأمين بعد انقضاء اجله ودفن بمقبرة افيان

ترك أربعة أولاد وبنتين رحمه الله وأكرم مثواه آمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى