مشاهير آفيان

رجال من أفيان ( 10 ) : احمد بن الحسن أكري

ولد احمد بن الحسن حوالي سنة1913حسب بطاقة الانتخاب وبعد بلوغه الرابعة من عمره أصيب بالعمى أو المياه الزرقاء

أصيب الناس بسنوات عجاف يبست الأرض وتشققت جف الضرع وقل الزرع وهلك الحافر والكراع وكثير من الناس هلكت واجبر الباقي على الهجرة الجماعية إلى ضفاف واد سوس ونواحي مراكش لعلهم يجدون لقمة تسد رمقهم , منهم من وصل إلى ضفاف نهر أم الربيع والشاوية والمجدبة وزناته وغيرها من النواحي الخصبة من المغرب

و أثبتت وثائق موثقة بان أهل سوس استوطنوا هده المناطق واستصلحوا الأراضي الزراعية وكونوا أسرا وماتوا هناك دون أن يعرف الكثير من الناس مصيرهم.ولقد اخبرنا عبد القادر رستم صاحب النقل الحضري بالدار البيضاء أن جده من سوس وعاش بمنطقة أولاد حريز وملك فيها أراضي شاسعة وصرح لنا الحاج بوقدير عبد الله انه اشتري أملاكا بمنطقة المجدبة أصل وثائقها تعود إلى أبناء سوس وحاحا


خرج الحسن واصطحب معه ابنه الضرير قاصدا منطقة انتوكا بشيشاوة ليلتحق بأخواله ايت بن أمغار من ايت ابورك وكانوا يعملون في البناء وكان هو أيضا بناء حدقا وصل إلى منطقة لالا عزيزة بجبل الأطلس الكبير وكان مكسوا بالثلوج أحس بالعطش وشرب من الماء الدائب وأصيب بمغص شديد أدى إلى وفاته أمر القائد  مولد وهو حاكم المنطقة بدفنه وإعانة عائلته على العودة .عادت الأرملة الثكلى مع صغارها إلى سوس بعد تزويدهم بالزاد نزلوا بدوار ايت بحان رحب بهم الحاج احمد البحاني ووفر لهم الأكل والمبيت بعد سماع قصتهم

كان خالي احمد يستعمل شريطا من الثوب يحدث صوتا مزعجا لإخافة العصافير لكي لا تفسد سنابل القمح والشعير وفي المساء يعود إلى المنزل  , ونظرا لشدة البرد في الليل كان يدخل الفرن أو تافارنوت هو وعابد نوكلال الذي كان يرعى  في تلك المنطقة , عندما ينتهون من طهي الخبز يتركون بعض حبات الفيطور مشتعلة لتسخين النائمين في السقيفة بعد إطعامهم وكان هدا الرجل الرءوف يأتي في الليل ليتفقد احمد وعابد  لكي لا تصلهما النار وفي الصباح يأتي الحاج البحاني  ويأمر أعوانه بدفن المتوفين بالليل وكانوا لكثرتهم يدفننهم بمقابر جماعية بجانب الوادي

بعد السنوات العجاف جاء عام أغيث فيه الناس أخذت الأرض زخرفها وازينت وانبتت من كل زوج بهيج استبشر الناس خيرا وعادوا أفواجا إلى  قراهم واستعدوا للحرث والزراعة لكن نفقت الدواب والبهائم واهتدى الناس إلى أسلوب جديد يجر الأقوياء المحراث ويمسك به الضعفاء  حتى حرثوا مدارات الدوار

جادت الأرض  بخيراتها بالرغم من صغر المسافات المزروعة  , ا صفرت السنابل في شهر مارس واستعد الناس للحصاد عاد الغيث وانهمر المطر من جديد فنبتت أوراق جديدة خضراء ارتفعت وأصبح طولها اكبر من الصفراء وأخرجت سنابل جديدة يقطف الناس السنابل الصفراء ويقتاتون منها من وسط اكلاس الجديد وفي شهر مايو نضجت الاخري وحصد الناس ويسمى هدا العام دو غلتين  اسكاس بو سنات الغلاة حصدوا مرتين في حرث واحد

 عايش المخضرم احمد اكري عدة أجيال كالحاج احمادين والحاج عثمان والحنفي بن عابد  , ثم الجيل الثاني كمحمد نأيت الحسن أموح واحمد اليزيد والحسين بن الحسن ومحمود  , والجيل الثالث كالحسن بن الحسن والحسين بن الهاشمي ومسعود وعبد الله نايت عيوش  , والجيل الرابع كا ليزيد نايت عثمان وعثمان بن الهاشمي ,  والجيل الخامس كعبيد نايت حمادين وعلي بن الهاشمي وغيرهم …  كان يرتجل النكتة وله بديهة كبيرة في النقد والتعليق الطريف والهادف

أدرج هنا بعض مواقفه  , كنت أقوده إلى السوق لشراء إغراضه وكان مولعا بأكل لحم  رؤوس الماعز سال احد الجزارين بالسوق  كم ثمن رأس الماعز قال له الجزار خمسة وعشرين ريال آدا احمد ,  رد عليه رأس العالم لا يساوي خمسة وعشرون فبالأحرى رأس معزة ميتة

كان أهل افيان يجلسون في الصباح بظل منزل الحاج عبد الله نأيت احمد وعندما يحس بالجوع ولم يبادر احد  إلى استضافته يقول لي يلاه أن نال ف اكليف أيزر تافوكت هيا لنرفع الغطاء عن اجباح النحل لترى الشمس وفي المساء يلاه أندل اكليف هيا لنغطي الاجباح يتخذها حجة لنذهب عند جدتي لنأكل ما طبخته لنا وكان جل طعامنا البيض حدثت قصة لي معه وأنا لا زلت صغيرا نأكل إحدى الوجبات يأكل هو المرق أولا وأنا دخلت في امحاح البيض حتى أكلتها كلها وسألته لمادا لم تأكل البيض ياخالي رد علي وهل تركت منه شيئا؟ 

كان الأساتذة المتعاقبون على مدرسة افيان يحبونه كثيرا لمرحه ويستأنسون بنكثه ولهجته المختلطة بتاشلحيت  وكانوا يستمتعون معه بأوقات مرحة تنسيهم الغربة وفراق الأهل وكان يضع حقه من اللحم في قطعة من الخبز ويدق علينا الباب ولو كان الوقت متأخرا من الليل وكنت اتراقد وأتظاهر بالنوم وفي الحقيقة انتظر خالي حتى يعطيني حقي انزوي إلى ركن في البيت تحت ضوء القمر واستمتع بأكل اللحم والخبز ثم أعود إلى فراشي وغالبا ما أنسى إغلاق الباب حتى اسمع عتاب أمي في الصباح  وهي تنهرني لأنني تركت الباب مفتوحا إلى الصباح ولكن لي فراسي فراسي

نذهب إلى السوق باكرا وأول ما نفعله شراء النعناع عشرد ريال  يقول له خالي هل عندك صرف ألفين ريال يقول البائع لا وفي يوم من الأيام سأله كالعادة هل عندك الصرف ألفين قال له الرجل نعم قال له احمد حتى احصل عليها وأعطيها لك. أي :  أرد ست بعد نغي نفاككت تصرف تست كان يحفر مطفية لجمع ماء المطر بمنزله الجديد وعرضت لهم صخرة صماء دخل عنده بعض أصحابه منهم السي مسعود وعلي الهاشمي والحسن فاخذوا يضربون تلك الصخرة واحدا تلو الأخر وصلت دورة السي مسعود واخذ يضرب ولكن صوت المعول يصل إلى  أدن احمد ضعيفا وعرف في الحال انه مسعود قال هدا ضرب الفقيه اصعد يا  ولدي إن كسرت راسي بضربك هدا أعطيتك أجرا أكثر مما يعطيك المخزن أي اختر زيت اقلال نيو فكغاك تغراض أكار ن لمخزن

اترك هنا المجال لإخواني القراء الأعزاء لإدراج بعض نكته ومواقفه حتى لا احتكر الموضوع وحدي  , توفي خالي احمد بعد مرض الم به ودفن بمقبرة افيان تاركا تراثا زاخرا يسع عدة مجلدات رحمه الله تعالى وغفر لنا وله

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عندما كنت أزور تمازيرت في العطل المدرسية و أنا ما أزال في الإعدادية ( الستينات ) كان المرحوم احمد أو الحسن يسألني بإستمرار متى سأنتهي من الدراسة و يلح علي أن أسرع في البحث عن الوظيفة لأنه : سيأتي يوما تنفد جميع الوظائف و لن يتبقى شيء منها ، أسرع .. باش أد تشبارت الفلوس غ وتاق
    كأنه ، رحمه الله ، يتنبأ بالعطالة و بإنسحاب الدولة من توظيف المتعلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى