أدب و فنون

جاذبية الموقع السياحي “إيمي نيفري” .. إصلاحات قليلة تجلب مؤاخذات كثيرة

جاذبية الموقع السياحي "إيمي نيفري" .. إصلاحات قليلة تجلب مؤاخذات كثيرة

على بعد 6 كيلومترات عن مدينة دمنات بإقليم أزيلال، وتحديدا بدوار افسفاس بجماعة تيفني، يوجد موقع سياحي يسمى “فم المغارة” أو “إيمي نيفري” بالأمازيغية، حيث يشكل، منذ زمن قديم، مزارا للسياح والمستكشفين، والباحثين عن الاستجمام، والراغبين في الترويح عن النفس، وعشاق المناظر الطبيعية والظواهر الجيولوجية، وهو ما دفع المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي والسياحي إلى القيام ببعض الإصلاحات لتحسين المكان، في وقت يثير جمعويون بعض المؤاخذات على تلك التعديلات

مغارة النوازل والصواعد

عند الوصول إلى “إيمي نيفري” عبر سيارة خاصة أو إحدى وسائل النقل العمومية، يبدو المشهد عاديا ولا يختلف عن أغلب المراكز الصغيرة التي يصادفها المسافر عبر الطرق الوطنية والجهوية؛ غير أنه بإطلالة خفيفة على الجانب الشمالي للطريق، يكتشف الزائر أنه واقف على قنطرة عالية جدا شُيّدت فوق مغارة كبيرة ذات منظر طبيعي أخّاذ، وهي عبارة عن نوازل وصواعد جيولوجية تكونت في حقب زمنية قديمة

وعلى غرار الكثير من المناطق السياحية المنتشرة عبر ربوع المملكة، استغل شباب المنطقة إقبال السياح المغاربة والأجانب لضمان مورد رزق، حيث أقاموا مطاعم شعبية ومقاه لتوفير بعض الخدمات التي يحتاجها زوار المنطقة، خاصة خلال العطل المدرسية وفصلي الربيع والصيف، آملين في مدبري الشأن المحلي أن يساهموا، في حدود مسؤولياتهم، في تنظيم الفضاء أكثر، من أجل تحسين ظروف استقبال الراغبين في الاستمتاع بجمال الطبيعة

في جولة أسفل القنطرة، عبر درج طويل ومنحدر، توجد بقايا نوازل على شكل مخروطات تكونت بفعل تسرب مياه الأمطار ومرورها عبر طبقات صخرية، قبل أن تظهر على سقف المغارة على شكل ثريّات بلّورية؛ غير أن يد الإنسان أجرت تعديلات على المكان تسبب في الحد من تسرب المياه عبر الجهة العلوية للمغارة، وأدت إلى عرقلة العمليات الكيميائية والجيولوجية بشكل كبير، ما انعكس سلبا على المنظر الطبيعي للنوازل والصواعد، وأثار غضب متتبعي الشأن المحلي بالمنطقة

منطقة جميلة..لكن

طارق القن، عضو جمعية شباب إيمي نيفري، أوضح أن “المنطقة جميلة وتجذب الزوار من داخل وخارج المغرب، وتشكل مورد رزق للعديد من الأسر، لكن القنطرة التي تعلو مغارة إيمي نيفري تحولت إلى موقف لسيارات الزائرين، ومحطة لسيارات النقل من الصنف الأول والنقل المزدوج…”، مضيفا: “كما تم تشييد محلات على شكل براريك فوق القنطرة، ما دفع الجمعويين ومستغلي المقاهي، منذ 2017، إلى مراسلة مختلف الجهات المعنية بهدف التدخل والمحافظة على القنطرة وحمايتها من الانهيار الذي يهددها بفعل عوامل بشرية

وقال المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “تقدمنا في أوقات سابقة بمطالب إلى عامل الإقليم ووزير الداخلية، من أجل منع الأنشطة التجارية والسيارات من استغلال القنطرة حفاظا على سلامتها، خاصة بعدما ظهرت تشققات وبدأت بعض النوازل تتساقط، مشكّلة بذلك خطورة على زوار الموقع، لكننا لم نتوصل بأي رد، والقنطرة مازالت مهددة إلى اليوم، وبالتالي فإن المشاريع البسيطة التي يقوم بها أبناء المنطقة مهدد بالإفلاس

وأضاف طارق القن، الذي يمارس نشاطا تجاريا بمقهى شعبي بإيمي نيفري: “طالبنا بإخلاء البقعة وتحويلها إلى حديقة، وبعدما جرى قبول المشروع وانطلاق الأشغال على مستوى الرصيف والنافورة والدرج والسور…، تفاجأ الجميع بتوقف الأشغال قبل إجراء اللمسات الأخيرة”، ملتمسا من المسؤولين، من خلال المراسلات المبعوثة إلى العمالة ووزارة الداخلية، “إتمام مشروع الحديقة واحترام الفضاء العمومي

مراسلات إلى المسؤولين

وجاء في المراسلات، التي تتوفر هسبريس على نسخ منها، أن “الرواسب الكلسية بدأت تتساقط من أسفل القنطرة التي ظهرت عليها تشققات وأصبحت مهددة بالانهيار بسبب ضغط وزن السيارات، ما ينبئ بوقوع كارثة لا قدر الله، وما سيترتب عن ذلك من أضرار بالغة، خاصة أن العمل والقوت اليومي لأبناء المنطقة مرتبط بالسائح وبالقنطرة، إضافة إلى الكارثة البيئية والاقتصادية التي قد تنتج عنها

كما أشارت المراسلات إلى أن “إمكانية إحداث موقف للسيارات متاحة في عدة أماكن، كطريق أيت الراس وطريق اواريضن وطريق ورزازات، لكن التأكيد على خطورة الوضعية وطلبات التعجيل بحل المشكل لم تسفر عن أي رد من الجهات المعنية”، مضيفة أنه من الضروري “التعجيل بتوقيف مصدر الخطر القائم، وإيجاد مخرج لهذه المعضلة قبل انهيار القنطرة والتسبب في عزلة تامة لعشرات الدواوير، وتفادي سماع خبر انهيار القنطرة ونتائجه المأساوية

هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى