إداوزدوت

القبيلة ـ تقبيلت

 

قبل أن أترككم ، أيها القراء الأعزاء أبناء أفيان و النحيت و كل إداوزدوت ، مع تعريف القبيلة في المغرب و دورها في حياة المواطن حسب المؤرخ عبد الوهاب بنمنصور رحمه الله ، قبل هذا أود أن أبدي ملاحظة لا شك سيتقاسمها معي عدد من أبناء إداوزدوت خصوصا أؤلائك الذين شاهدوا بأم أعينهم ما فعله الفكر الأروبي المادي بالإنسان هناك حيث جرد من إنسانيته و أصبح مجرد آلة للإنتاج و الإستهلاك ، هذا النمط من التفكير دخل  المغرب و بدأ يغزو عقول بعض شبابنا السوسي :   يتنكرون لأصلهم ، لا  يأبهون لا بالعادات ولا بالتقاليد الحميدة ، و لا يصلون أرحماهم ، و لا يحترمون كبارهم … 

نعم للتقدم و الإستفادة من التجارب الحضارية الأجنبية و لكن لنبقى متشبتين بديننا الإسلامي الحنيف  ، و غير مفرطين في هويتنا الأمازيغية الأصيلة  ، و متمسكين بإنتمائنا إلى قبيلتنا إداوزدوت التي نتمنى لها و لأبنائها كل الخير

قراءة ممتعة

نقتبس مما قال مؤرخ المملكة المغربية الأستاذ عبد الوهاب بن منصور عن القبيلة في المغرب، ونستخلص منه تعريفا شاملا عن القبيلة في المغرب، محاولين وضع ملخص مبوب بالعناوين البارزة، ليتيسر للقارئ معرفة المضمون من هذا التعريف الهام للقبيلة المغربية

————————–

القبيلة في المغرب

يقول مؤرخ المملكة أن النظام القبلي احتل مكانا مرموقا في الحياة العامة للأقطار المغربية واستمر يحتلها ويطبعها بطابعه إلى عهد قريب، فخلال قرون طويلة كانت القبيلة هي المحور الذي تدور عليه فيها جميع الحركات السياسية والتقلبات الاقتصادية والتطورات الفكرية والاجتماعية

——————-

علاقة الفرد بقبيلته

وعن علاقة الفرد بقبيلته يقول مؤرخ المملكة، والفرد في كل الحالات شديد الإخلاص لقبيلته شدة إخلاص القبيلة له، هي تمنعه من طالبيه وتدافع عنه بالقوة وتتحمل عنه الديون والديات، وهو يجود بنفسه في نصرتها، ويتحاشى معرة خذلانها، وينوه بمآثرها، ويشيد بمفاخرها، ويتغنى بأمجادها، ويرى لها الفضل على من عداها، همه الأكبر أن يبصرها عزيزة الجانب، منيعة الحوزة

——————-

مكونات القبيلة

يمكن تفصيل مكونات القبيلة كما رواها مؤرخ المملكة المغربية حيث قال

كانت القبيلة هي أعلى قمة في النظام السياسي والاجتماعي الذي عرفه البربر سكان المغرب الأولون قبل الإسلام، وقد كانت تبتدئ في قاعدتها من

الأسرة : الخلية الأولى التي هي الأسرة المتركبة من أب وزوجة أو عدة زوجات وأولاد يطيعون والدهم حق الطاعة ويؤولون جميع تصرفاته تأويلا حسنا وينظرون دوما إليه بعين الإجلال والاحترام

العشيرة : ثم ترتفع الى مستوى العشيرة المشتملة على عدد من الأسر تنتمي الى جد واحد، وترتبط برابطة القرابة الوشيجة

العمارة : ثم ترتقي الى مرتبة العمارة أو البطن الذي تجمع عشائره شتى جوامع الصهر والجوار والمنفعة المشتركة

القبيلة : وتنتهي في القمة بالقبيلة التي تحتوي في الغالب على عدد من البطون تؤلف بيتها وحدة الدم والنسب، وتشمل في النادر بطنا أو عدة بطون من غيرها انحازت لها وانضافت إليها في أوقات بعيدة أو قريبة لسبب من الأسباب فأصبحت معدودة منها بحكم الحلف والولاء

——————-

النظام القبلي

ويمكن تفصيل النظام القبلي حسب ما رواه المؤرخ كما يلي

المجال : كان لكل قبيلة محيطها الخاص الذي تعيش فيه وتتقلب منعزلة عن غيرها من القبائل أو شبيهة بالمنعزلة، فلها في حالة ما إذا كانت مستقرة ترابها الوطني، وفي ما إذا كانت راحلة مجالها الحيوي الذي تستميت في حماية حوزته، وتمنع بحد السيف غيرها من القبائل أن تنتجع مراعيه أو تستقر فيه

الرئيس: وشيخ (أمغار) تجتمع عليه كلمتها

 

المجلس : وجماعة تنظر في المصالح وتحكم في الخصومات، وتقرر في شؤون السلم والحرب والصلح والديات

القانون: وقانون يحدد الأحكام، ويبين الحلال والحرام

اللغـة: ولهجة تتميز عن سائر اللهجات

الادخار : ومطامر عمومية لخزن الغلال والأقوات – ونضيف للمؤرخ الحصون أيضا بالنسبة لقبائل سوس الجبلية

الاقتصاد : وأسواق أسبوعية لبيع الفائض منها وشراء المستورد من البضاعة التي تتوقف عليها الحياة

سوق جمعة تافراوت إداوزدوت

المناسبات : ومواسم وأعياد تقترن في الغالب بالأشغال الفلاحية ينصب فيها أهل القبيلة خيامهم، ويظهرون زينتهم، ويتسابقون في ميادين الفروسية، ويتنافسون في المطاعم والمشارب، ويتبارون في حلبات الرقص ومجالس الغناء

——————–

مصير القبيلة

ويقول المؤرخ عبد الوهاب بن منصور عن النظام القبلي في العصر الحاضر ومستقبله

شمس النظام القبلي يعيش على أطراف النخيل، فقد حلت فكرة المواطنة ذات المدلول السياسي الواسع، وفكرة الجماعة القروية ذات المدلول الإداري والاقتصادي والاجتماعي الضيق محل العصبية القبلية الموروثة من العصور الإنسانية البدائية، والمنبثقة من عوامل وظروف عتيقة لا صلة لها بالظروف العصرية والعوامل ذات المفاهيم الجديدة

ويضيف محذرا من عواقب عدم الاهتمام والالتفات إلى هذا الموروث الإنساني والحضاري والثقافي العريق، فقال

وسيأتي يوم تندثر فيه القبيلة بالمرة كما اندثرت في الأقطار المتحضرة والشعوب المتطورة، وتبقى محلها العمارة أو الجماعة التي يرتبط أفرادها برابطة المصلحة المشتركة والمنفعة المتداخلة لا برابطة القرابة النسبية

 

http://tribus-de-souss.blogspot.com/2009/05/blog-post_4360.html

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى