مشاهير آفيان

الجدة

اسمحوا لي أيها الإخوة هذه المرة أن أحدثكم عن جدتي رحمها الله و أسكنها فسيح جناته  ـ إمي عيش ـ كما أناديها ، أما عندنا في القرية فالجدة يطلق على القابلة التي تساعد النساء الحوامل على الولادة ، و هذا دليل آخر على الاحترام الواسع التي تحظى به النساء عندنا في القرية

إمي عيش التي تعلمت منها حب الأرض ، أرض أفيان ، كان أكثر من جيل من  رجال ونساء أفيان يناديها بالجدة و كانت رحمها الله تفتخر بذلك أيما افتخار و تعتبرهم تماما كأبنائها و أحفادها

كانت تحب أطفال أفيان و في جيبها ـ أشليق ـ تحمل دائما شيء من الحلوى ـ الفنيد ـ أو الحمص لإهدائها  لهم مع جملة من النصائح حول النظافة و احترام الوالدين و وجوب التعلم

إمي عيش كانت ـ  تامغارت  ـ ،بمعنى الكلمة هي صاحبة الرأي و المشورة  ، كانت هي المسيرة الفعلية لشؤون الأسرة

لم تركن يوما إلى الكسل و الخنوع و لو عندما تقدمت في السن ، كانت تحلب البقرة ، تهيء اللبن و الزبدة ، تنسج الحنبل و جلاليب صوفية لأبنائها و أحفادها ، زد على ذلك أنها لها دراية واسعة باستعمال الأعشاب لأغراض طبية ، صندوقها لم يكن يخلو من هذه الأعشاب : تمزوريا ، وزوكني ، إفزي ، أماغوس ، … و أحيانا كانت تستدعى لعلاج بعض المرضى صغارا و كبارا  من أفيان و من القرى المجاورة

كما أنها كانت بارعة في طهي خبز تفارنوت أو تانورت ، إتقانها و تجربتها أهلاها لطهي الخبز في الأعراس سواء في قريتنا أفيان أو في القرى المجاورة

إمي  عيش كانت متمسكة بموطنها أفيان و لم ترد قط أن تغادر قريتها في اتجاه الدار البيضاء أو مكناس عند أبنائها عندما تقدم بها السن رغم كل الإغراءات و التدخلات

إمي عيش ، و اسمها الكامل هو عائشة بنت محمد بن همو بن بوقدير تاريخ إزديادها يقدر في السنوات الأخيرة من العقد الأخير من القرن  19 و توفيت رحمها الله في مارس 1981، كانت رحمها الله مثالا للمرأة السوسية الأبية العاملة التي تضع مصلحة أسرتها فوق كل اعتبار ،توفى زوجها  تاركا وراءه 4 أبناء  بنتان و ولدان،  فتكفلت بأسرتها كما يجب رغم الضروف الصعبة التي كان تجتازها البلاد أنذاك جراء ما خلفته الحرب العالمية الثانية من أزمة مالية و عدم إستقرار أمني ناهيك على التهميش الذي طال مناطق  من المغرب كانت تصنف في خانة المغرب غير النافع


رحمك الله جدتي ,  أدعو لك دائما و لكل أمهاتنا و جداتنا بالرحمة والمغفرة و الرضوان آمين

حسن الختام الصلاة و السلام على خير المرسلين و على آله و صحبه
و السلام

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بسم الله الرحمان الرحيم اقدم في هده العجالة الطرق التي تستعملها عمتي عيشا موح كما تعود نا منادتها يتعرض الرضيع بحكم طراوة جسمه الى كسور في ظهره واعراض اخرى لانه لم يكتسب بعد المناعة الكافية تضعه الطبيبة المحنكة في خرقة من الكتان وتمسك بطرفيها بينما تمسك الام بالطرف الاخر ويمخضنه برفق كانه في ارجوحة وتعود العضام الى مكانها ثم تلفه في خرقة اخرى من الصوف الا الراس وتربطه باحكام بخيط من الكتان اما ادا شم وانتفخ راسه فتضعه على ظهر امه وتغطيه بطبقتين من القماش وتخرج الى الخلاء وتقطع ( واغريم (  وادا سقط الفك الاعلى على الاسفل فلا يسطيع الطفل الرضاعة فتدخل ابهامها في فمه وترفع الفك بلطف ويعود الى مكانه اما ادا اصيب الكبار بالتسمم الغدائي  تضع اوراق النعناع في اناء كبير و تملاه بالماء حتى يغلى ثم يشرب المريض كمية كبيرة وتضع في حلقه ريشة وتساعده على استفراغ ما في بطنه اما المراة النفساء فتبقى في سريرها مدة اسبوع كاملة يدبحون لها كل يوم دجاجة بلدية يطبخونها بزيت اركان  ويضعون عجين دقيق الشعير في غطاء الطاجين فينضج بالبخار الصاعد من المرق ثم يخلطون اللحم بعد نزع  العضام وتاكله المراة لتستعيد عافيتها

  2. بسم الله الرحمان الرحيم افصل قليلا في نسب عمتي عيشا موح كما يعجبني ان اناديها فهي بنت محمد بن همو اخت العباس بن محمد بن همو من ابيه وامه واخت محمد بن الهاشمي والهاشمي بن الهاشمي من امهم ايطو بنت مبارك بن سعيد نيت ايشو من دوار تلات نفرض تزوجها محمد بن همو ومات عنها مقتولا في حرب الباشا حمو حيث وقع في الاسر معه عدد من ابناء افيان فساقهم العساكر الى تارودانت ولما وصل الى ايت مسعود اغمي عليه من فرط التعب والجوع وثقل الاغلال فامر قائد الجيش بفصل راسه  وعلقوه مع رؤوس القتلى بساحة اسراك اوراغ ليكونوا عبرة لباقي القبائل ليستسلموا وتركهم صغارا فتزوجت ايطوا با لهاشمي بن محمد بن الحسن ثم تقدم عابد بن محمد بن بوقدير وطلب يد عائشة منهما فتزوجها وولدت له محمد والحنفي وفاطمة المعروفة بشطا ورقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى