مشاهير آفيان

الأسطورة … بوقدير

حكاية جدنا  الأول بوقدير الذي وضع الحجر الأساسي لقريتنا أفيان  توارثناها أبا عن جد ، و من واجبنا كذلك أن نحكي تاريخ كفاح هذا الرجل من أجل الأرض ، أرض أفيان ، لشبابنا و للأجيال القادمة حتى تبقى تلك المحبة الجياشة التي تربطنا بأرض أفيان دائما متوقدة لا تنطفئ أبدا ، مهما ابتعدنا عن أرض أفيان لأي سبب لا بد من  العودة إلى أرض الأجداد

أسطورة بوقدير ، و اسمه الحقيقي هو عبد القادر بن الحسن بن يدير ـ بوقدير هو تصغير لاسم عبد القادر ـ أنه لما طالت سنوات الجفاف التي عمت البلاد كلها ـ نهاية القرن 18 الميلادي ـ غادر مضطرا  قريته التي كانت تسمى َ واكراراض َ الواقعة قرب المسيد أو ما يصطلح عليه تمزكيد نغرمان ، غادر القرية إذن و حط الرحال في إحدى القرى على ضفاف واد سوس ، هذه المنطقة لم تتأثر كثيرا بالجفاف كما هو الشأن في قرى و مداشر قبيلة إدا وزدوت

ما لم يكن في الحسبان ، وما لم يكن ليخطر على بال جدنا بوقدير هو أن جميع أهله  التي تركها في قريته ََ واكراراض ََ  توفوا بسبب وباء الطاعون الذي اجتاح عدة مناطق من المغرب كان ذلك حوالي سنة 1797 ميلادية حسب كتب تاريخ المغرب


لم يكن جدنا  بوقدير على علم بهذا الخبر الفظيع ، كذلك لم يكن يعلم أن جميع أراضي و ممتلكات عائلته   التي لم يبق منها سواه ستوزع على سكان القرى المجاورة لولا أن أحدا من أصدقاء أبويه كان مسافرا إلى سوس تعرف عليه و أخبره بما وقع بل ألح عليه أن يسرع في العودة  لأن تفويت ممتلكات عائلته إلى الغير على وشك الوقوع

الجد بوقدير الذي كان على وشك الزواج من إحدى بنات المنطقة و الاستقرار في إحدى القرى على ضفاف واد سوس ، تخلى عن كل مشاريعه و عاد مسرعا إلى بلدته

اختار بوقدير ذلك التل ـ أفا بالأمازيغية ــ أن يكون الموطن الجديد للعائلة التي ينوي تكوينها لتعويض أسرته التي أبادها الوباء  الخطير

لم يكن الأمر بالسهل لأن أطماع البعض الذين كانوا سيستفيدون  من الوزيعة ما زالت قائمة ، لذا كان لزاما على الجد بوقدير أن  يعدد الزوجات ويسرع في  الإنجاب  كي لا يترك مجالا للطامعين في أراضيه و ممتلكاته ، كما اقترح على صديقه الوفي و اسمه  الحاج أحمد ـ أما لقب الأمين فهو للحفيد الثالث و إسمه الشخصي هو لحسن ـ أن يشاركه الأرض و بالتالي أن يكون له سندا للدفاع عن هذه الأرض و حمايتها من المعتدين

خلف بوقديرخمسة  أبناء ذكور : محمد ــ الحسن ــ همو ـ يدير  و مبارك، و عشرة من البنات و أكثرمن 20 حفيدا  من الذكور ثم أكثرمن30 أبناء أحفاد بالإضافة إلى بناته و حفيداته سواء المتزوجات من أبناء عمومتهن أو الاتي تزوجن من أبناء القرى المجاورة ، و يمكن أن أجزم أن أحفاد بوقدير إلى حدود الجيل الخامس الذي يشكله مواليد الثمانينات قد تجاوز 400 حفيد  و حفيدة كلهم ينتسبون إلى بوقدير

إذن نجح الجد بوقدير في تحديه من أن يجعل من أفيان بلدة عامرة بالأهالي بعد أن قضى الوباء على كل عائلته  في واكراراض ، و نجح كذلك في التصدي لكل المؤامرات التي كانت ترمي أن تسلبه أرض أجداده ، هذا الأمر لم يكن بالسهل لأن في تلك الفترة  قانون الغاب هو الذي كان سائدا ، و كم من مرة كان الجد بوقدير و ثلة من أبنائه و نسائه و أحفاده مجبرين للدفاع عن موطنهم أفيان بالسلاح و البارود ضد الطامعين من الإقطاعيين و أذنابهم


 

هذه بخلاصة قصة جدنا بوقديركما سمعناها من أفواه أجدادنا وجداتنا أضفت إليها بعض المعلومات التاريخية إستقيتها من كتب التاريخ ، و بالمناسبة أشكر أخانا بوقدير عبد القادر الذي أفادني كثيرا لإنجاز هذا المقال و أشكره كذلك على مجهوداته لإنجاز شجرة عائلة آيت بوقدير التي سننشرها كاملة  هي و شجرة عائلة آيت الأمين حين يتم التدقيق في بعض الأسماء

الغرض من نشر هذا الموجز التاريخي هو حث أبنائنا و بناتنا على التشبت بإنتمائهم إلى أرض أفيان التي كافح من أجلها آباؤنا و أجدادنا ، و تشجيعهم على الإستمرار في العطاء و العمل ، كل من موقعه ، لأجل أفيان و أهل أفيان

ملحوظة : تمت إضافة صورتان إلى المقال : صورة لأطلال قرية واكراراض  ـ هنا أفتح قوسين لأقول أنه حان الوقت للتفكير في كيفية الحفاظ على هذا الموقع الأثري بل و إستثمارما يحتوي عليه من شجر الصبار لما لهذه الشجرة من مزايا غذائية و طبية ـ  و صورة حديثة لأفيان التي وضع جدنا بوقدير حجرها الأساسي  بداية القرن 19 أي حوالي سنة 1801ـ 1803  التي ما تزال في حاجة إلى تحقيق مشاريع تنموية لفائدة الساكنة

بعض الملاحظات لا بأس من الإشارة إليها
ـ أحد أبناء بوقدير و أعني به مبارك توفى دون أن يخلف ذرية
ـ كما أن سبعة من أحفاذه غادروا أفيان إلى وجهة مجهولة و لا يعرف عنهم أي شيء

كلمة أخيرة ، إذا كان نشاط أجدادنا مقتصرا على الفلاحة و تربية المواشي ثم التجارة ممن إلتحق بالمدن ، فإن شبابنا اليوم  تبارك الله ، ومن الجنسين معا،  ولجوا جميع مجالات المعرفة و  الشغل ، منهم الحاصل على شهادات جامعية عليا ، و منهم التقني المتخصص ، و منهم الطبيب ، و منهم الإطار الإداري و المالي ، و منهم أصحاب المهن الحرة و منهم الفنان … أستغل هذه المناسبة لأوجه دعوة صادقة إلى كل شباب أفيان الذي لم ينخرط بعد في المجهود الذي تقوم به جمعيتنا من أجل تنمية قريتنا أفيان  ، أن يبادر و يعمل كل  من الموقع الذي يختار و حسب إمكانيته من أجل أفيان و أهالينا هناك في أفيان


 


مقالات ذات صلة

‫13 تعليقات

    1. ذكر الأخ حسين إسم أغناج ذلك القايد الذي كان يستحوذ على أراضي الغائبين من السكان و كان ذلك في بداية القرن 19 ، و حكى لي الأخ عبد القادر عن ما سمعه من السلف بخصوص هجوم غادر من أحد قياد مرحلة حكم السيبة نهاية القرن 19 و يدعى الباشا حمو و كيف تصدى الجد بوقدير رغم كبر سنه بمعية ثلاثة من أحفاده للهجوم ، بحثت لمعرفة المزيد حول هذه المعلومات و إليكم ما توصلت إليه :
      ومن حسن الحظ أن حفظ لنا العلامة المختار السوسي، في رحلته الرابعة من موسوعته “خلال جزولة”، قائمة بأسماء القواد المخزنيين الذين تعاقبوا على حكم المدينة62 إلى حين سقوطها تحت نفوذ سلطات الحماية الفرنسية. ونذكر من ضمن هؤلاء: القائد محمد بن يحيا أغناج والذي بقي بالمدينة إلى حدود ( 1236هـ/ 1821م)، ثم القائد حمّاد بومهدي الهواري والذي امتد نفوذه بسوس من تارودانت وأكادير إلى سكتانة وواد نون، وقد استمر في الحكم إلى أن سجنه المخزن فيما بعد ( 1264م/ 1848م ).63 ثم توالت على المدينة بعد هذا التاريخ سلسلة من القواد كان أشهرهم: الباشا محمد بن بوشتا ابن البغدادي، الذي اشتهر فيما بعد بفاس، والباشا حمو الشهير، الذي أزاحه عن مكناس إليها الصدر الأعظم أحمد بن موسى، وكانت وفاته بها سنة (1318هـ/ 1900م). وقد ثار بها الباشا الكَابَّا على نفوذ حيدة بن مايس، واستمر في حكمها إلى أن قتل، بعد استيلاء أحمد الهيبة على تارودانت. ثم ما لبثت المدينة أن عادت إلى نفوذ آل حيدة64 الموالين للفرنسيين، بعد انهزام الهيبة أمام قوات الفرنسيين، التي يتقدمها التهامي الكلاوي سنة (1331هـ/ 1913م).

      أمضت المدينة سنوات عصيبة تحت نفوذ ضباط الشؤون الأهلية الفرنسيين، الذين كانوا يمثلون سلطات الحماية الفرنسية. وقد تبلور في أوساط شباب تارودانت – منذ الأربعينات – وعي سياسي مرهف، على يد وطنيين من أمثال القاضي سيدي رشيد المصلوت، جعلهم ينخرطون في صفوف حزب الاستقلال. ومع بداية الخمسينيات دخلت بها الحركة الوطنية بالمدينة منعطفا حاسما، حيث تبنت خيار المقاومة المسلحة على يد قادة شبان وطنيين نذكر من ضمنهم : مولاي عبد الحفيظ الواثر، سي محمد بن إبراهيم برهان الدين، الحاج حسن اللودعي، مولاي رشيد السملالي…65 وقد انخرط جل هؤلاء في الحياة السياسية لما بعد الاستقلال، وناضلوا من أجل بناء المؤسسات الديمقراطية الحرة، وقدموا من أجل ذلك تضحيات جسام ساهمت في تعبيد الطريق التي ولج منها المغرب عهد التحول الديمقراطي الذي يعيشه في وقتنا الراهن.

      http://wikimapia.org/1716959/ar/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D8%AA_taroudannt

  1. Merci beaucoup pour ces précieuses informations, c’est très important pour nous les jeunes de connaître nos origines. L’histoire de notre grand père Boukdir est une fierté pour les afayanes 🙂
    J’encourage les membres de l’association à faire participer le maximum de jeunes, hommes ou femmes, dans des projets de développement destinés à faire évoluer le niveau de vie des habitants de la région afayane. Il suffit de penser à des projets réalisables (compte tenu des conditions climatiques, ressources naturelles de la région…) et lancer un appel aux jeunes, chacun pourra y participer selon ses moyens et ses domaines de compétence. Moi personnellement je suis partante 🙂

  2. بسم الله الرحمان الرحيم زيادة على ما دكرت من مهن لابناء دوار افيان منهم ايضا الاستاد والممرض والدركي والشرطي والمقاول والسياسي وهناك ايضا دليل على النمو الدمغرافي لسكان وكراراض قبل الوباء معلومة حكاها لنا الحاج مبارك رحمه الله ان 100بنت تمت خطبتها في يوم عيد واحد وهناك دليل اخر وجود اطلال لبنايات متفرقة ورثها بوقدير منها اغرمان نيت سماعت توريرت توريرين اريزيان بونوال

  3. تشكراتنا الحارة لأخينا بوقدير يوسف على المعلومات القيمة وكدلك لكل من ساهم في إغناء هدا الموقع أريد إضافة معلومات قيمة مكتوبة في مستندات تاريخية منها أن أهل أكررض (إغرمان نوفيان) انقرضوا كلهم وبقي منهم خمس كانونات وهم 1- أيت علي الطالب 2-أيت علي نيت الخطير 3) أيت مبارك أخراز 4-أيت الفقير لحسن ايدير 5- أيت سعيد بن بوبكر, كما أريد تصحيح بعض ما سبق ومنه أن الحاج احمد ليس فقط صديق وفي لعبد القادر بن لحسن بن ايدير بل وارث من أبيه سعيد بن بوبكر بن محمد بن المختار الزدوتي وكدلك من زوجته مريم بنت مبارك أخراز التي ورثت بدورها من أمها حج بنت علي وأبيها مبارك بن عبد الله أخراز.كدلك أصحح لكي تكون شجرة الأنساب حقيقية أن لحسن الملقب بالأمين هو الحفيد الرابع للحاج أحمد نيت سعيد أبوبكر كمايلي لحسن بن محمد بن عبدالله بن ابراهيم بن الحاج أحمد بن سعيد بن بوبكر بن محمد بن المختار الزدوتي ونتمنى مزيدا من التنمية والرقي والتألق لموضع أفيان وأهلها وأبنائهم

  4. بسم الله الرحمن الرحيم نشكر الأخ النشيط عبد الفادر بوفدير على معلوماته التاريخية الوثائق المكثوبة أقوى من الرواية الشفوية  وهي متوفرة عند أغلب الناس  وكما سمعنا جميعا وقرأنا أن موضع أكرراض كلن آهلا بالسكان إلا أن االوباء المنقول بسبب الحشرات (البراغيث أو البعوض) قضى على عدد كبير من السكان  دفع الآخرين إلى الهجرة غالبا إلى منطقة سوس زد على دلك توالي سنوات الجفاف

  5. أشكر جميع المشاركين في هذا النقاش و هذا دليل على غيرة أهل أفيان على قريتهم و إفتخارهم بأصلهم ، المهم الآن أن ننظر جميعا إلى المستقبل لفائذة أفيان و ساكنة أفيان و نجتهد ، كل من موقعه و حسب إمكانيته ، على أن نجعل من جمعيتنا جمعية متماسكة متضامنة و فعالة من أجل تنمية أفيان التي نعتز بها جميعا ، و شكرا للجميع

  6. أشكركم على هاته المعلومات القيمة التي تساهم في إغناء معرفتنا بتاريخ أجدادنا. حبذا لو يتم الاشارة إلى المصدر الذي أخذت منه هاته المعلومات (سواء كانت كتبا تاريخية أو مقالات نشرت في مواقع أنترنيت مع الإشارة إلى مصادر موثوقة) و ذلك للاستدلال على ما تم نشره من جهة، و من جهة أخرى حتى يتسنى لكل من يهتم بالبحث و الاطلاع على تاريخ المنطقة، معرفة مصادر جديدة لتعميق أبحاثه. و شكرا

  7. بسم الله الرحمان الرحيم هده المعلومات تلقيناها شفاهيا كابرا عن كابر لان اجددنا مجتمع امي يقرا بادنيه ويكتب  بشفتيه ولكن ما يتعتق بوثائق الارض فانها موتقة ومحفوظة عند كبار السن اطال الله عمرهم لمن اراد الاطاع عليها فهي موجودة

  8. بسم الله الرحمن الرحيم نسأل الله تعالى أن يتغمد أجدادنا بالرحمة ويسكنهم فسيح جناته عاشوا من جبين عروفهم طوعوا الأرض بالمحراث وكسبوا المئات من الماشية ومنهم من حج بمشقة . كنت أصبر ساعات وأحاول قراءة كتابات قديمة لفقهاء عدول و سجلت ما دكرته سابقا.أعطي مثالا سعيد نيت بوبكر من أكرراض تزوج من تمجوط زهرة بنت ابراهيم النظيفية أم الحاج أحمد وكان له ولدان هم علي وأحمد ولكي نعرف التاريخ بالضبط الدي عاش فيه عبد القادر نيت لحسن أيدير الملقب ب بوقدير، في سنة 1235هجرية كان من بين الشهود الحاضرين حين كتب الحاج أحمد التركة لولديه ابراهيم وبوبكركثير من الكتابات تؤكد أن الحاج أحمد ورث من عائلته أيت سعيد أبوبكر وليس فقط صديق وفي لعبد القادر بوقدير نيت لحسن أيدير لهدا يجب تصحيح هده المعلومة الواردة في الموقع للأجيال التي نسأل الله تعالى أن تكون خير خلف لخير سلف آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى