فلاحة

أركان زيت المعجزات

http://www.wijhatnadar.com/home.html

يعد زيت أركان من الثروات الطبيعية النادرة والمهمة التي ينفرد بها المغرب, هذه الزيت، التي يعتبرها البعض عجائيية، لما فيها من فوائد للجسم خصوصا في مجال التجميل

ولطالما حرصت النساء السوسيات  ومنذ القدم على استعمال أركان لترطيب البشرة وحمايتها من التجاعيد، وتغذية الشعر، والأظافر، كما استعملته لعلاج الروماتيزم والأكزيما وحب الشباب، وعلاج عدد آخر من الأمراض الجلدية، التي له مفعول شبه سحري

 وزيت أركان هو مستخلص من حبوب أو ثمار شجرة أركان، وهي شجرة تنمو في جنوب المغرب, يستخرج زيتها من لب ثمار الشجرة، التي تعصر بين حجرين ضخمين في عملية بطيئة وشاقة. ويستخرج كيلوجرام واحد من الزيت من كل 100 كيلوجرام من لب الثمار

 وجميع الأبحاث المختبرية، التي أجريت على عينات من زيت أركان داخل وخارج المغرب دائما كانت نتيجتها باهرة، ما لفت أنظار الكثيرين في أوروبا وأمريكا الشمالية إلى هذه الزيت، التي أضحت ذات شهرة عالمية

 فتأثير الأركان بات مؤكدا علميا في الحفاظ على نضارة البشرة والشعر، وفي تأخير الشيخوخة وعلاج السرطان، وأمراض القلب والشرايين والبروستاتا وتضخم الغدد اللمفاوية، كما أن لها خاصيات مضادة للالتهاب والروماتيزم وأمراض الأطفال, أما الأمراض الجلدية فإن تأثيره العلاجي يبلغ حدود الغرابة، حيث كانت النسوة المغربيات، وما يزلن، يستعملن زيت أركان لعلاج الحصبة, فبعد أن يطلين بها جلد الأطفال المصابين، يشفى الأطفال من الحصبة سريعا، ومن دون أن تخلف أي ندوب

و في دراسة علمية نشرت أخيرا في إحدى المراجع العلمية العالمية، جرى الكشف عن وجود عنصر كيميائي جديد في هذه الزيت “المعجزة”، كما يصفها العديد من الناس، يمنح خاصية شفاء الجروح من دون ترك ندوب, لذا تجد كبريات شركات التجميل تتهافت سنويا بهدف دمج زيت أركان في بعض منتجاتها

وفي المغرب أصبح الاهتمام بشجرة أركان، والوعي بقيمتها، يزداد يوما بعد يوم, إذ يجري تشجيع التعاونيات والجمعيات التي تشتغل في هذا المجال، والتي تساعد نساء تلك المناطق على تحسين وضعيتهن المعيشية والمادية، ما يوفر الاستقرار لأهالي القرى، وبالتالي الحد من الهجرة الجماعية نحو المدن

وهناك مخاوف من أن يهدد تزايد اهتمام العالم الخارجي بقاء شجرة الأركان, والذي يكمن في محاولات لإنتاج الزيت بكميات كبيرة, ما سيؤدي إلى استنزافها, الشيء الذي دفع العديد من الجهات إلى محاولة حمايتها عن طريق غرس عدد كبير من أشجار أركان, وأيضا التفكير في وضع قانون يحميها باعتبارها جزءا مهما من التراث المحلي

وحاليا بات الإقبال على استعمال هذه الزيت رائجا بشكل كبير, للعناية بالوجه خصوصا منطقة تحت العينين والتي يكسبها نظارة ومرونة ويحميها من التجاعيد, كما تستعمله الحوامل بكثرة خلال فترة الحمل وحتى بعد الولادة للوقاية من خطوط الحمل وشد جلد منطقة البطن, ومن مزاياه انه يحمي من أشعة الشمس ومغذي ليلي ممتاز

ومن أشهر الأكلات التي تحضر بزيت أركان في منطقة سوس”أملو”,وهي أكلة تقليدية لذيذة جدا، وتتكون من زيت أركان واللوز والعسل أو السكر، قيمتها الغذائية عالية، أما طريقة تحضيرها فهي بسيطة، تعتمد على مزج اللوز المحمر والمطحون بالعسل وزيت أركان، حيث يتم الحصول على سائل ثقيل يدهن على الخبز، أو يغمس فيه، ويقدم مرفقا بالشاي

ومن الغريب أن كل المحاولات لاستنبات شجرة أركان في المعامل أو في التربة من فروعها أو بذورها باءت لحد الساعة بالفشل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى