المزيد

أرشيف: أنموكار سيدي أحمد أوموسى

حسب بعض المصادر ، الخميس المقبل هو موعد أنموكار السنوي لسيدي إبراهيم بن عامر ، و ستعطى الانطلاقة لهذا الموسم الديني بالسوق الأسبوعي ثلاثاء النحيت ، لكن الملاحظ هو أن هذه المناسبة الدينية التي كانت في الماضي توفر لساكنة قرى جماعة النحيت أجواء احتفالية و فرص للتلاقي و إحياء صلة الرحم و كذا خلق رواج تجاري في السوق الأسبوعي ثلاثاء النحيت ، هذه المناسبة مع الأسف فقدت الشيء الكثير و لم تعد تثير اهتمام السلطات و لا مسؤولي الجمعيات الممثلة للسكان .

في بعض المدن و المناطق ثم إحياء مواسم قديمة  بتشجيع من السلطات نظرا لما لهذه المواسم من فوائد اقتصادية و سياحية على المنطقة و الساكنة ، في حين حافظت مدن و جماعات قروية أخرى على مواعيد مواسمها السنوية ، أما عندنا فالموسم  الديني الوحيد الذي كان آباؤنا و أجدادنا يحتفلون به فهو في طريق الزوال و الاندثار

لتقريب قراء موقع أفيان على الأجواء التي يمر فيها أنموكار أقدم هذه التغطية لأحد أبرز مواسم أنموكار بسوس :  أنموكار سيدي أحمد أو موسى

 جرى الموسم التقليدي السنوي أو أنموكار سيدي أحمد أوموسى في 17 غشت 2009، حيث شهد كعادته كل عام إقبالا شعبيا كبيرا و خاصة في يومي الأربعاء و الخميس و هو اليوم الرسمي و الذي عرف حضورا رسميا و شعبيا أكبر، عدسة شبكة و منتديات إداوسملال زارت الموسم يوم الثلاثاء و نقلت لكم مجموعة من الصور تجدونها بآخر الموضوع.

و كعادة سملالة كل سنة فهم لا يفوتون الفرصة لزيارة الموسم، فرغم انه تزامن مع قرب حلول شهر رمضان و مغادرة الأغلبية من أبناء المنطقة نحو المدن، فقد حج للموسم عدد كبير من سملالة تفرقوا على طول أيام الموسم، و لم يحل بعد المسافة و نذرت و غلاء وسائل النقل العمومية من زيارتهم لتازروالت، و لكن الملاحظ هو كون هذه الزيارة تقتصر على التبضع و الدعاء بضريح سيدي أحمد اوموسى دون أن تعطى فرصة لأبناء تازروالت و أبناء سملالة للقاء و صلة الرحم و تبادل المعلومات حول تاريخهما المشترك، و قد قمنا بزيارة دار الضيافة التي أنجزتها الجمعية الإحسانية لإداوسملال بمدخل الضريح، ولا حظنا أنها بدأت تشهد بعض الحركة و توفر الضيافة لبعض زوار تازروالت من أكل و شرب و مبيت، لكننا سجلنا غياب الحركة في الجانب المخصص لضيافة العنصر النسوي، كما أننا لم نلتقي باي من ابناء سملالة بها حيث يفضل الكثير منهم المقاهي الشعبية المنتشرة بأرجاء ساحة أنموكار على أن يستضافوا بدار الضيافة، و هم بذلك يفلتون فرصة اللقاء و التعارف بينهم و الحديث حول منطقتهم و تاريخهم بحضور كوب شاي، بعض الزوار التقيناهم و كانوا معجبين بالهندسة المعمارية للمشاريع التي أنجزتها الجمعية الإحسانية لإداوسملال من بيت فقيه المدرسة العتيقة إلى دار الضيافة النسوية و الرجالية ثم مدخل ضريح سيدي أحمد اوموسى، لكنهم لا يجدون من يجيب على استفساراتهم عن من بناها و عن كيفية تشجيع مثل تلك المبادرات، تماما كما لا يجدون من يدل الزوار عن معلومات تاريخية حول العلامة سيدي أحمد أوموسى و منطقة تازروالت ويكتفون بما دول على لوحة بمدخل الضريح، و هنا نتمنى من رابطة شرفاء سيدي احمد أوموسى مستقبلا أن يفكروا في تخصيص دليل أو أشخاص يروون عطش الزوار من المعلومات و يجيبوا على تساؤلاتهم، و لا تفوتنا الفرصة لشكرهم على حسن ضيافتهم و كرمهم بمجرد ان يعلموا انك قادم من أرض سملالة.

 

ارتفاع حرارة الجو لم يسمح للكثيرين بزيارة كل فروع السوق الشعبي الكبير الذي امتد على مسافة الوادي و فضل الكثيرون الزيارة الليلية حيث تكون الحرارة نسبيا منخفضة، من الناحية التجارية ضل الموسم وفيا لسمعته حيث يشمل كل ما قد يخطر على بال الزائر و خاصة بعض البضائع التقليدية و التي اختفى بعضها من الأسواق الأسبوعية بالمنطقة، لكن الأكثر مبيعا يبقى التمر و الحناء و بعض مواد الزينة و التجميل، و هذه المواد التي قد يرتفع ثمنها مقارنة مع أسواق أخرى لأنها تحمل صفة ما يسمى “البروك” أي أنه بمجرد انها تباع بتازروالت فيعتقد البعض أن بها بعض البركة، و يقومون بشراء كميات مهمة منها تكفي لتوزع كهدايا على الأصدقاء و الجيران و باقي أفراد العائلة. أما الجانب الترفيهي فظل هو أيضا وفيا لعادته حيث حضر العديد من الفنانين الأمازيغيين لتنظيم حفلات فنية بالموسم، و غيرها من العاب الأطفال و فن الحلقة، و لكن هذا الجانب لم يستطع أن ينزع عن موسم سيدي أحمد أوموسى صبغته الدينية و الروحية و هذا ما يجعله مميزا و يدفع الكثيرين من كل أرجاء الوطن و خارجه لزيارته سنويا، و قد لفت اتباهنا وجود ممثلات احدى المنظمات الأمريكية و هن يقمن بنصح الزوار عبر لا فتات و دمى يعلمون بها الصغار و الكبار أهمية النظافة، نفس هذه الناشطات ينشطن في إداوسملال في المستوصفات و المدارس، و قد ادى اتقانهن لتاشلحيت الى تخوف بعض الفاعلين الجمعويين من أن يكون لهن نشاط تبشيري بالمنطقة و دعوا المسؤولين لتحمل مسؤولياتهم في مراقبة أنشطة مثل هذه المنظمات الأجنبية و مدى تأثيرها على شريحة حساسة من المواطنين يغلب عليهم الفقر و الأمية. أما ساكنة المنطقة فيشتكون من ما سموه هجوم كبير لموجة من النشالين و المتسولين طوال أيام الموسم، حيث يقول أحد ابناء المنطقة ان بعض العائلات قدمت لتازروالت منذ اليوم الأول من الموسم و احترف أبناؤها النشل و سرقة الزوار داخل اسواق الموسم، في حين احترفت الأم و الأب التسول على مدارج و مداخل الضريح، كما أن الزوار يشتكون من صعوبة الطريق الإلتفافية غير المعبدة التي يجبرون على المرور بها و ذلك ضمن خطة المسؤولين لتجنب إزدحام العربات وسط المركز، حيث يعاني الناس من غبار الطريق غير المعبدة و خاصة عندما تترافق مع حرارة جد مرتفعة و حين يستعمل الكثير من الزوار و سائل نقل عمومية غير مغطاة، و ما يثير حفيظة بعض الزوار هو حين يطلب منهم دفع رسوم او ضريبة للجماعة من درهمين فما فوق، حيث يقول البعض انه على التجار فقط دفع هذه الضريبة و ليس على الزوار كما يؤكدون انها يجب ان تكون اختيارية كنوع من المساهمة و ليست اجبارية. و يبقى موسم سيدي أحمد أوموسى من افضل المواسم التقليدية التي حافظت على هويتها عبر التاريخ، و يبقى علينا نحن كسملالة أن نفكر اكثر في استغلال الموسم للتعرف و الحوار مع من يشاركونا نفس التاريخ، فمثلا لماذا لا تكون هناك لقاءات بين علماء المدارس العتيقة بإداوسملال و علماء رابطة شرفاء سيدي أحمد أوموسى و يحضرها شباب المنطقتين، و هنا يأتي دور الجمعيات في تنظيم مثل هذه اللقاءات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى