تقاليد

يوم رمضان في تامازيرت

45497_10151605109929810_606927046_nلرمضان في تامازيرت نكهة خاصة وأجواء متميزة تختلف عن غيرها في سائر المدن المغربية ،

كل ما في تامازيرت بسيط وأصيل وطبيعي بلا تكلف ولا تصنع ، الأجواء مناسبة للصيام والقيام ، لا فتنة ولا منكر ولا محرمات ، الجوارح صائمة والقلوب مطمئنة والنفوس مرتاحة.

موائد الإفطار تمتاز ببساطتها و كل ما فيها أصيل ، الخبز والحساء والتمر ..انها حياة الفلاح السعيدة والهادئة ، وأجمل ما في تلك الموائد الأحاسيس الصادقة والمشاعر الدافئة والبراءة والطهر والصفاء .

نهار رمضان في تامازيرت صمت وسكون وهدوء تقاطعه أصوات الاغنام وترانيم الرعاة ، لا صخب ولا ضوضاء ، هناك تحت الشجرة استلقى أحدهم وسلم نفسه للكرى ، وهناك تحت الحائط اجتمع بعضهم للعب الورق ” الكارطة ” أو الضاما ، وأعينهم تتابع حركة  الظل التي يعرفون بها الزمن .

رائحة القهوة المنسمة بالاعشاب ” ازري ـ أسغار ” تملأ الأجواء ، و دخان تافارنوت تتصاعد في السماء ورائحة الخبز الشهية تغري البطون وتبعث على الجوع .

 تقترب الشمس من المغيب فترى قطعان الأغنام تعود من رحلتها بطانة شبعانة ،

 وتبدأ حركة الناس فترى الشيوخ في طريقهم للمسجد ، والصغار مبتهجين بصيام اليوم الأول ، بينما النساء  منهمكات في اعداد موائد الافطار .

حان وقت الافطار، في تمزكيدا ، حساء وخبز و قهوة وحليب ، انه افطار جماعي يومي عفوي غير مخطط له ، الناس في البادية السوسية مجبولين على الخير والبدل والعطاء والاحسان .

في الليل تحلو المسامرات والجلسات الرومانسية على ضوء القمر وتحت النجوم ، فتروى الحكايات والقصص والنوادر فيتفكه بها الشبان ويملؤون بها أوقاتهم .

ومع اقتراب وقت السحور تسمع صوت ” الدا عمر أولحس ” ” هذا لوقت نالسحور ياعباد الله كلوا واشربوا وتمهلوا “  ثم  يقول :” كلوا واشربوا وتخملوا ” إعلانا عن قرب الإمساك .

أما وجبة السحور في تامازيرت فيأتي في مقدمتها الطاجين والشاي ،لأن طبيعة العمل في البادية والمجهود العضلي  الذي يبذله الفلاح تتطلب وجبة دسمة تمكنه من صيام يومه  بدون متاعب.

وهكذا تتوالى الأيام إلى أن يحل العيد ولنا حديث في هذا الموضوع لاحقا .

بقلم  ابراهيم صريح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى