ولا تمش في الأرض مرحا . إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا
ـ الإسراء ـ صدق الله العظيم
الإنسان حين يخلو قلبه من الشعور بالخالق القاهر فوق عباده تأخذه الخيلاء بما يبلغه من ثراء أو سلطان , أو قوة أو جمال . لو تذكر أن ما به من نعمة فمن الله , وأنه ضعيف أمام حول الله , لطامن من كبريائه , وخفف من خيلائه , ومشى على الأرض هونا لا تيها ولا مرحا
فالإنسان بجسمه ضئيل هزيل , لا يبلغ شيئا من الأجسام الضخمة التي خلقها الله . إنما هو قوي بقوة الله , عزيز بعزة الله , كريم بروحه الذي نفخه الله فيه , ليتصل به ويراقبه ولا ينساه
ذلك التطامن والتواضع الذي يدعو إليه القرآن بترذيل المرح والخيلاء , أدب مع الله , وأدب مع الناس أدب نفسي وأدب اجتماعي . وما يترك هذا الأدب إلى الخيلاء والعجب إلا فارغ صغير القلب صغير الاهتمامات . يكرهه الله لبطره ونسيان نعمته , ويكرهه الناس لانتفاشه وتعاليه
وفي الحديث: من تواضع لله رفعه فهو في نفسه حقير وعند الناس كبير . ومن استكبر وضعه الله , فهو في نفسه كبير وعند الناس حقير