فلاحة

نعناع تزنيت .. نبتة شهيرة ترفع جرعة اللذة في “البراد” المغربي

"نعناع تزنيت" .. نبتة شهيرة ترفع جرعة اللذة في "البراد" المغربي

يعد الشاي من المشروبات التقليدية، التي يُدمن المغاربة على تناولها باستمرار، وهو يعرف إقبالا كبيرا من طرف جميع الفئات الاجتماعية بدون استثناء، ويستهلك بشكل يومي، بالرغم من الاختلاف في طريقة تحضيره بين مناطق المملكة، خصوصا في مدن الصحراء، التي تتميز عن غيرها بشاي مميز، فضلا عما يصاحب إعداده من طقوس وعادات ولمسات خاصة تجعله الأفضل على الإطلاق

ومنذ القديم ظلَّ الشاي المغربي مقرونا بنبتة النعناع التي تعطيه مذاقا نوعيا، مما يدفع مدمنيه إلى البحث عن أجود أنواع هذه النبتة وألذها، وأن تكون طبيعية وخالية من أي مواد كيماوية

ومن بين أنواع النعناع المشتهرة بجودتها ونكهتها المتميزة على الصعيد الوطني نجد نعناع تزنيت، الذي جعل المدينة قبلة مفضلة للباحثين عن هذه النبتة الملازمة الأزلية للشاي المغربي، والذين يضطرون إلى التوقف من أجل اقتنائها عند مدخل تزنيت الجنوبي الواقع على الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين شمال المغرب وجنوبه، حيث يعرض حوالي 20 بائعا باقات نعناع خضراء على عربات أنيقة أعدت لهذا الغرض

جريدة هسبريس انتقلت إلى سوق النعناع بتزنيت، والتقت دادا المحفوظ، أحد أقدم باعة هذه المادة بالمنطقة، الذي قال:  إنني جد سعيد بممارسة هذه الحرفة الشريفة منذ سنوات عديدة، حيث أقوم يوميا بمجهودات جبارة تبتدئ من الصباح الباكر باقتناء كميات من النعناع، وأظل حتى المساء موعد انتهاء عملي ورجوعى إلى مقر سكني، وهذا كله في سبيل إرضاء زبنائي الذين ألفوا بشكل منتظم اقتناء منسم الشاي من عربتي المتواضعة هاته

وعن سر الإقبال الكبير على نعناع تزنيت أوضح المحفوظ أن  : المناطق المشتهرة في الإقليم بإنتاج نبتة النعناع يمكن حصرها في أولاد جرار وآيت براييم وأتبان، والتي يلتزم فلاحوها بسقي محصولاتهم بمياه جيدة واعتماد أسمدة طبيعية وعدم استعمال الأدوية والمواد الكيماوية، وهي كلها مقومات جعلت نعناع تزنيت الأجود، وأعطت انطباعا جيدا لدى مستهلكيه

وأضاف المحفوظ “أستقبل يوميا، كما زملائي، العشرات من الزبناء، سواء القاطنون بتزنيت أو من مرتادي الطريق الوطنية، الذين يضطرون إلى التوقف من أجل اقتناء النعناع، والحمد لله لم يسبق لأي أحد أن اشتكى من رداءة سلعنا، بل على العكس أصبح لدينا زبناء دائمون يقصدوننا باستمرار في كل مرة يقومون بزيارة المدينة، وأكثر من ذلك، منهم من يطالبنا بتزويده بهذه المادة عن طريق سيارات الأجرة أو الحافلات الذاهبة إلى المدن المجاورة، خصوصا كلميم وأكادير

وفي تعليقه على المبادرة التي أقدمت عليها مصالح عمالة تزنيت قبل سنة تقريبا بتخصيص عربات تجارية لفائدة بائعي النعناع في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قال المحفوظ إنها  : خطوة جيدة تحسب للسلطات الإقليمية، حيث مكنتنا من العمل في ظروف جيدة وانتشلتنا من العشوائية، وقد أدينا واجب استفادة قدره 3000 درهم للعربة الواحدة

وأضاف أن : الجهات المسؤولة تبقى دائما مطالبة بالتدخل لفرض الالتزام بالنظام على بعض الحرفيين، الذين يعمدون إلى إغلاق الطريق على المواطنين، وكذا إرغام المستفيدين على استعمال عرباتهم، حتى نتمكن من العمل في ظروف يطبعها التنظيم، وتقديم خدمات جيدة للزبناء، وإعطاء صورة حسنة عن المدينة

وعن المشاكل التي تؤرقهم كحرفيين أوضح المحفوظ أن  : استعمال بعض المزارعين المبيدات الممنوعة خلال السنة الماضية وما رافق ذلك من ضجة إعلامية كبيرة، كان له أثر سلبي علينا بإقليم تزنيت، وقد أدينا ضريبته المادية بشكل مشترك مع الفاعلين الرئيسين، رغم أن لا علاقة لنا بالمشكل، وهو ما يستدعي من الجهات المسؤولة عن القطاع الخروج ببلاغات توضيحية في مثل هذه الحالات حتى يميز المواطن السلع الجيدة من الفاسدة

hespress

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى