المزيد

نسبة نجاح علاج العقم ترتبط بطول مدته

تعاني الكثير من النساء من العقم، لكن جهلهن بمجموعة من المعلومات التي يجب اتباعها في علاجه، وغياب التغطية الصحية من بين الأسباب التي تؤدي إلى فشل العلاج وعدم بلوغ نتيجة إيجابية، فيما يلي يقدم طبيب أمراض النساء والولادة عبد الإلاه الشنفوري مجموعة من أسباب العقم وبعض النصائح الضرورية لنجاح نسبة العلاج

الحديث عن العقم يجب أن لا يقتصر على النساء فقط، وإنما يجب الحديث عنه عند الزوجين معا، لأن العقم قد يكون متعلقا بالرجل كما هو الحال عند المرأة، ونسب العقم الآن أصبحت متساوية بين الجنسين معا في المجتمع المغربي حيث يمكن القول إن نسبة 10 في المائة من المتزوجين يعانون من العقم. وهذه النسبة يكون فيها 45 في المائة من طرف المرأة و 45 في المائة الأخرى من طرف الرجل، أما نسبة 10 في المائة المتبقية فتبقى أسبابها مجهولة لأن التحاليل الطبية لدى الزوجين تكون إيجابية ولا تظهر أنهما يعانيان من أي سبب


كما لا يمكن الحديث عن أسباب العقم عند المرأة دون الحديث عنها عند الرجل والتي يمكن حصرها في ارتفاع الخصيتين عند الطفل واللتين تبقيان في بطن الطفل، ومن المعروف أن درجة حرارة البطن المترفعة تؤثر على الخصيتين بالرغم من عدم تكون الحيوانات المنوية عند الجنين، ولهذا فإن عدم عرض الطفل على الطبيب وإعادة الخصيتين إلى مكانهما عند الطفل قبل سن السابعة فإنهما تشكلان مشكلا عند البلوغ بالنسبة للطفل، لأن الخصية تفقد وظيفتها التي هي إنتاج الحيوانات المنوية ويصبح هذا المشكل سببا من أسباب العقم، وهذا السبب منتشر بكثرة في صفوف الرجال في المغرب
ثم السبب الثاني يتمثل في التعفنات الجنسية وغير الجنسية التي تصيب الرجال، وأيضا الأمراض العضوية كالسكري وأمراض الغدد، وأخيرا استعمال بعض الأدوية كالعلاج الكيميائي عند مرضى السرطان والذي يؤدي إلى العقم عند الرجال
الأمراض التناسلية والهرمونية أهم أسباب العقم
بالنسبة للنساء يكون الأمر معقدا أكثر لأن الجهاز التناسلي للمرأة أكثر تعقيدا من الجهاز التناسلي للرجل، ويمكن تقسيم أسباب العقم عند المرأة إلى أمراض تناسلية كبعض الأمراض التعفنية التي تصاب بها البنت الصغيرة ولا يتم علاجها في حينها فتعطي مضاعفات عند الكبر، ثم وجود التصاق داخل الرحم أو انسداد قناتي فالوب، ثم التقرحات والالتهابات التي تجعل الرحم لا يستطيع استقبال البويضة الملقحة بالحيوانات المنوية
ثم الأسباب الهرمونية التي تتعلق بمبيض المرأة حيث نجد بعض النساء في المغرب يعانين من كثرة الشعر على جسدهن، وهذا الشعر دليل على وجود خلل هرموني يؤثر على عملية الإباضة وهذا الأمر يمكن علاجه بأدوية بسيطة جدا، لكن إذا لم تكن المرأة على علم بهذا الخلل من خلال عدم انتظام الدورة الشهرية ولم تسارع إلى علاجه فهذا يؤثر على خصوبتها خاصة إذا تزوجت في وقت متأخر وبذلك لا ينفع العلاج في سن 39 أو 40 سنة
وأيضا من بين أسباب العقم عند النساء هو القيام بعملية الإجهاض في ظروف غير صحية، لأنه يترك التصاقات داخل الرحم أو في قناتي فالوب
بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى كالتشوهات الخلقية في الجهاز التناسلي للمرأة، والتي تؤدي إلى العقم عند المرأة، وبذلك يمكن القول إن أسباب العقم عند المرأة تبقى أكثر مقارنة مع الرجل، لكن النسبة تبقى متساوية بينهما
تعتقد بعض النساء أن تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة يؤدي إلى الإصابة بالعقم، وهذا خطأ كبير لأن مفعولها يتوقف بمجرد التوقف عن تناولها، لأنها يمكن أن تأخر الحمل لمدة لا تزيد عن الشهر أو الشهرين لكنها لا يمكن أن تكون سببا في العقم، فالدراسات في جميع أنحاء العالم التي أجريت في هذا الميدان لم تثبت هذا الاعتقاد. وهذه الحبوب ليست إلا لتنظيم النسل عند النساء
نصائح لنجاح علاج العقم
من النصائح التي يمكن تقديمها للمرأة في حال كانت دورتها الشهرية غير منتظمة أن تزور الطبيب في الثلاث أو الستة أشهر الأولى من الزواج، من أجل تشخيص المشكل وأخذ العلاج الذي يكون سهلا وفعالا
على المرأة أن تنتظر على الأقل سنة على الزواج من أجل التأكد من وجود مشكل، والبحث عن علاج لأن القاعدة الطبية فيما قبل كانت سنتين، لكن بما أن الزواج اليوم يكون في سن متأخرة لذلك ارتأت المنظمة العالمية للصحة أنه يمكن للطبيب مباشرة تشخيص العقم بعد مرور سنة من الزواج
أن يباشر الطبيب التشخيص مع الرجل أولا قبل المرأة لأن التحاليل الأولى الخاصة بالرجل تكون سهلة وغير مكلفة، أما التحاليل الخاصة بالمرأة فهي كثيرة جدا ومكلفة
يجب على الأزواج عدم تضييع الوقت عند أطباء الطب العام، وإنما يجب عليهم التوجه مباشرة إلى طبيب متخصص خاصة إذا كانت الزوجة في سن متقدمة فوق سن الخامسة والثلاثين سنة، لأنه يجب أن يتم التشخيص أولا لمعرفة وتشخيص العلاج المناسب
كما يجب على النساء أن لا يغيرن الطبيب المعالج والانتظار على الأقل سنة لتظهر النتائج لأن هذا المرض يحتاج لوقت طويل حتى تبدأ نتائج العلاج في الظهور
أمية المرأة أكبر عائق أمام علاج العقم
من المشاكل التي تواجه الأطباء مع النساء الباحثات عن العلاج هو أن النساء غير واعيات بمرضهن، فارتفاع نسبة الأمية وجهل أغلبية النساء بالقراءة والكتابة لا يساعد على علاج العقم لأنه يحتاج لضبط الأمور «والحساب»، وبذلك فالنصائح التي يعطيها الطبيب للمرأة لا تطبق جيدا، وهذا عامل يساهم في انخفاض نسبة علاج العقم في المغرب بالمقارنة مع الدول المتقدمة التي تنخفض فيها نسبة الأمية
وأيضا عدم الصبر والالتزام مع الطبيب حتى تظهر النتائج فتغيير الطبيب بين الفينة والأخرى من شأنه هدر الوقت والمال من خلال إعادة إجراء الفحوصات الطبية المكلفة
تشخيص العقم مكلفة جدا
يبدأ الطبيب تشخيص العقم عند المرأة بإجراء تحاليل سريرية، ثم إجراء التحاليل الخاصة بالإفرازات المهبلية للمرأة للتأكد من عدم وجود تعفنات، بالإضافة إلى قياس نسبة الهرمونات الخاصة بالمرأة في دمها، وإذا ما كانت نسبة الهرمونات عادية ، يقوم الطبيب بإجراء الفحص بالصدى، وإذا لم تنفع كل هذه الفحوصات في إظهار سبب العقم يقترح الطبيب في نهاية المطاف استعمال المنظار الداخلي للرحم من أجل تشخيص السبب، أو المنظار الباطني للبطن، وكل هذه الفحوصات مكلفة وللأسف الشديد كما يعرف الجميع فالعقم لا يدخل في التغطية الصحية، وهذا مشكل آخر لأن مؤسسات التغطية الصحية تعتبر بخلاف جميع الدول المجاورة للمغرب أن العقم ليس بمرض، لذلك يجب إعادة النظر من طرف هذه المؤسسات في هذا المشكل الذي تنتج عنه مآسي اجتماعية كثيرة، لأن الكثير من الأزواج يبدؤون العلاج لكن لا يستطيعون إكمال المشوار إلى نهايته لأن هناك تحاليل مكلفة.
العلاجات متوفرة لكنها مكلفة
يختلف العلاج باختلاف أسبابه فمثلا إذا كان السبب هو الأمراض التعفنية التي لم يتم علاجها في بدايتها فإن العلاج يكون بأدوية ومضادات حيوية تعطي نتيجة إيجابية في ظرف لا يتجاوز الثلاثة أشهر، أما إذا تعلق الأمر بالتصاقات الرحم أو انغلاقات قناتي فالوب فيمكن إجراء عمليات جراحية بالمنظار الداخلي للرحم أو المنظار الباطني للبطن، بالإضافة إلى العلاجات الهرمونية التي توصف للمرأة من أجل مساعدتها على تنظيم دورتها الدموية أو منشطات عملية التبييض وهذه العلاجات كلها تبقى بسيطة، في حين تبقى الجراحة أكثر تعقيدا، وهناك بعض النساء اللواتي لا تؤدي الجراحة إلى نتائج إيجابية عندها يمر الطبيب إلى أطفال الأنابيب هذه التقنية المكلفة التي تحتاج لأدوية باهضة الثمن، وآلات مكلفة، ومن حسن الحظ أن التكلفة قد انخفضت في السنوات الأخيرة بسبب انتشار هذه المراكز على صعيد التراب الوطني أي ما يعادل 20 إلى 25 مركز للعلاج بتقنية أطفال الأنابيب ، وفي القريب سيفتتح مركز تابع للدولة سيخفض من تكلفة العلاج لأنه سيكون في مستشفى عام
غياب التغطية الصحية يخفض نسب نجاح التلقيح
يحاول الأطباء إيجاد حل للمشكل بنسبة 50 في المائة، لكن تبقى 50 في المائة الأخرى التي يمكن إيجاد حل لها عن طريق إما التلقيح العادي الذي يعتبر أقل تكلفة من تقنية أطفال الأنابيب لكن نسبة نجاحه تبقى منخفضة وتصل ما بين 15 إلى 20 في المائة ، أما التلقيح عن طريق أطفال الأنابيب تصل ما بين 20إلى 25 في المائة ما يعنى أنه ليست هناك تقنية ناجحة مائة بالمائة، لذلك يطلق عليها إسم محاولة الإنجاب بهذه التقنيات، لذلك يجب على الطبيب أن يأخذ الوقت الكافي حتى لا يصدم الأزواج بالنتيجة، لأنه في الدول المتقدمة يمكن للأزواج القيام بثلاث إلى أربع محاولات بسبب وجود التغطية الصحية، وهذا ما يجعل نسبة النجاح مرتفعة عندهم، أما في المغرب فالأزواج يكتفون بمحاولة واحدة بسبب غياب التغطية، لكن النسبة المئوية عموما تبقى نفسها لتطور هذا المجال في المغرب

مجيدة أبوالخيرات

http://www.ahdath.info

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى