فلاحة

كلثوم وفاطمة وحنان.. قصص نساء يَقُدْنَ تعاونيات لمئات الفلاحين

كلثوم وفاطمة وحنان.. قصص نساء يَقُدْنَ تعاونيات لمئات الفلاحين

من ثلاث مناطق مغربية مختلفة جئن إلى العاصمة الألمانية برلين، الأولى تنتمي إلى جنوب البلاد، والثانية إلى شماله، والثالثة أتت من الجنوب الشرقي للمملكة.. كلثوم وفاطمة وحنان ثلاث نساء مغربيات قاسمهن المشترك اختيارهن لمجال صعب، وهو رئاسة تجمعات كبرى لتعاونيات تضم في صفوفها المئات من الفلاحين غالبيتهم رجال، وفي مجتمعات محافظة لا تعترف للمرأة بغير مهنة وحيدة هي ربة بيت

هسبريس التقت النساء الثلاثة على هامش مشاركتهن في الأسبوع الأخضر ببرلين، يعرضن منتوجات مغربية هي الزعفران بالنسبة لفاطمة، والصبار كمجال اشتغال كلثوم، في الوقت الذي اختارت فيه حنان إنشاء تعاونية لزيت الزيتون، فحكين عن بعض مشاكلهن، وهن اللواتي يشتغلن في مجال رجولي بامتياز اسمه الفلاحة

كلثوم.. صاحبة “أكناري” التي جمعت 140 فلاحا

من منطقة أيت باعمران، وبالضبط سيدي إفني جنوب المغرب، جاءت كلثوم حمادي إلى برلين لتسويق منتجات “أكناري”، أو الصبار المعروف “بالهندي”، وفي جعبتها الكثير من المنتوجات المستخرجة من هذه النبتة، تعرض المربى والدقيق والزيوت، والعديد من مواد التجميل، وشرائح مرقدة، وكلها مستخرجة من “أكناري” الذي تغطي شجيراته الشوكية غالبية جبال أيت باعمران

وتحكي كلثوم رئيسة مجموعة “أكناري جبال آيت باعمران” لهسبريس عن أهمية “الهندية” في عيش الساكنة القروية، لذلك “جاءت فكرة تأسيس مجموعة ذات النفع الاقتصادي بسبب تخبط التعاونيات المحلية في إشكاليات التسويق، ومتطلبات السوق من حيث الجودة والتسويق”، تقول كلثوم التي اعتبرت الصبار “أهم مورد للعيش لساكنة آيت باعمران، وخصوصا النساء منهم

كلثوم، الحاصلة على شهادة الإجازة في الاقتصاد من جامعة القاضي عياض بمراكش، تؤكد أن “أهم الإشكالات التي تطرح عليهم تتجسد بالأساس في تسويق هذه المنتوجات بسبب عدم قدرة الفلاحين على دراسة علمية ودقيقة لمتطلبات السوق

وأفادت الشابة الثلاثينية، التي اشتغلت في المجال التعاوني لمدة تزيد عن العشر سنوات، أن أكبر المشاكل التي تواجه المرأة القروية المنخرطة في التعاونيات ضعف التكوين، وما يطرح ذلك من تحدي ضمان جودة المنتوجات وحسن تسويقها، قبل أن تستدرك أنها “استطاعت أن تتجاوز العديد من هذه الإشكالات، حيث جعلت اليوم من قاعدة مبدأ العمل مقابل الأجر هي الأصل في الوقت الذي كانت تشتغل فيه دون أجر

حنان.. بنت وزان التي استطاعت تأطير 300 امرأة

حنان لشهب، رئيسة مجموعة نساء الريف لإنتاج زيت الزيتون ومشتقاته، اشتغلت لمدة 12 سنة لتصل إلى مرحلة تجميع 300 امرأة في واحدة من أقوى التعاونيات النسائية في الشمال المغربي

حنان اعتبرت، في حديث مع هسبريس، أن هدف المجموعة هو تحسين دخل النساء القرويات، عن طريق تحسين جودة زيت الزيتون بمنطقة وزان”، مسجلة أن النساء هن الأكثر اشتغالا في هذا المجال

هناك العديد من المشاكل التي تواجه المرأة القروية المشتغلة في المجال الفلاحي”، تقول حنان التي اعتبرت “أن المدة الزمنية التي اشتغلت فيها مجموعتها منذ تأسيسها سنة 2002 مكنتها من اكتساب خبرة مهمة تجاوزت بفضلها العديد من الإشكالات، وعلى رأسها التسويق”، مبرزة أنه “بالكثير من الصبر استطعنا أن نغطي بفضل هذه المجموعة الكثير من مصاريف النساء المنخرطات

حنان، والتي درست سنتين بعد الباكالويا، اختارت أن توجه رسالة عبر هسبريس مفادها “ضرورة العمل على حماية المستهلكين من مخاطر الزيوت غير المراقبة، والتي تغزو السوق الوطنية في ظل ضعف المراقبة، منبهة في هذا السياق إلى أن “هناك إشكال كبير مرتبط بطريقة تسويقها، والتي على المستهلك نفسه أن ينتبه لها

فاطمة..سيدة الزعفران التي تتقدم ألفي فلاح في تالوين

ليس من السهل أن تشتغل المرأة في منطقة كاتالوين بمدينة ورزازات في مجال كالفلاحة، وليس من السهل أيضا أن تكون المشتغلة مديرة لمجموعة تضم 24 تعاونية لإنتاج وتسويق الزعفران، ضمنها ألفا فلاح، لكن فاطمة آيت الظهر استطاعت أن تتقدم هذا الحشد الكبير من الفلاحين، وتؤسس إلى جانبهم مجموعة “دار الزعفران” لإنتاج وتسويق الزعفران الذي يعتبر أغلى التوابل في العالم

في حديثها مع هسبريس، أفادت فاطمة أن “عملها وسط الفلاحين غالبيتهم رجال يتطلب مجهودا مضاعفا، في مجتمع له نظرة قبلية وحكم مسبق على منافسة المرأة للرجل في مجال يحتاج مجهود عضلي مضاعف

وتعتبر فاطمة أن “التحدي الأول الذي يتعين على النساء في مثل هذه المناطق تجاوزه، يتجلى في النظرة الدونية لقدرة المرأة على العطاء والإبداع في مجالات كانت وما تزال حكرا على الرجال

فاطمة، الحاصلة على الإجازة في الأدب الإنجليزي، أكدت أن من أبرز تحديات الترويج للذهب الأحمر، كما تحب أن تسميه، هي طريقة التسويق في ظل غلاء ثمنه، وارتفاع المنافسة وخصوصا الإيرانية

وأوضحت المتحدثة أن هذه المادة، التي تعتبر تالوين مركزا مهما لها، يمكنها أن تساهم بشكل كبير في خلق دينامية اقتصادية مهمة لأبناء المنطقة، لكن ذلك مشترط بتكتلهم وانخراطهم القوي في هذه المجموعات” تقول فاطمة

هسبريس

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى