الاخبار

عيد الأضحى في بلْدات سوس .. موسمُ الهجرة إلى الجنوب

عيد الأضحى في بلْدات سوس .. موسمُ الهجرة إلى الجنوب
 لا يكادُ يخْلو زقاقٌ من أحياءِ المُدن المغربيّة الكبرى، المتمركزة وسط المغرب، مثل الرباط والدار والدار البيضاء، من محالَّ تجاريّة ومطاعمَ صغيرة، تعودُ مِلكيّتها لأهْل الجنوب، أوْ “سْوَاسة” كمَا دَرجَ أهلُ المُدن الكُبرى على تسميّتهم

معَ اقتراب عيد الأضحى، يُغادرُ أهْل الجنوب المُدنَ الكُبْرى، ويعُودون إلى بلداتهم الأصليّة، لقضاء أيّام العيد رفقة ذويهم، خاصّة وأنّ أغلبَ التجّار الصغار وأصحابَ محالِّ التغذية يتّخذون من أيام عيد الأضحى عُطلتهم السنوية

ويَلْمسُ المرْءُ قبْل حُلول عيد الأضحى والأيام التي تَليهِ “فراغاً” ملحوظا في المُدن الكبرى، بسبب هجرة أهْل الجنوب إلى بلداتهم، حيثُ تُغلقُ المحالُّ التجاريّة والمطاعمُ الصغيرة، ويقول مراد، من الدار البيضاء: “إنّهم يتركون فراغا كبيرا

ويُمثّل التجار القادمون من سوس، قوة اقتصادية هامة بالنسبة للتجارة الصغرى والمتوسطة، وذلك منذ عقود طويلة، وإنْ كانتْ قوّتهم قد تراجعت نسبيّا على مستوى التجارة الكبرى أمام نخب اقتصادية كبيرى كالنخبة الفاسية، حسبَ الناشط الأمازيغي عادل أداسكو

وعَلى الرّغم من ذلك، فإنَّ التجارَ القادمين من سوس والذين يُشغّلون يداً عاملة مُهمّة، ما زالَ لهم وزْنٌ ثقيل على المستوى الاقتصادي في المدن الكبرى، ويتربعون على عرش التجارة الصغرى والمتوسطة، “وهذا ما يجعلهم يتركون فراغا كبيرا وتغيرا في مشهد الأحياء والدروب والأزقة عندما يغلقون دكاكينهم”، يقول أداسكو

وفي مقابل “الفراغ” الذي يُخلّفه “سْواسة” في المُدن الكبرى خلالَ أيّام عيد الأضحى، تعُودُ “الحياة” إلى بلدات سوس وقُراها النائيّة، التي ما فَتئتْ أهْلُها يهْجرون إلى المُدن، بحثا عن حياةٍ أفضل، خاصّة مع توالي سنوات الجفاف، حتّى إنّ كثيرا من البلدات في سوس أصبحتْ خاويةَ على عروشها، ولا تدبّ فيها الحياة إلا في عيد الأضحى أو العطلة الصيفية

وعلى الرّغم من أنَّ كثيرا من “سواسة” يقطنون رفقة عائلاتهم في المُدن، إلا أنهم يُفضّلون قضاء أيام عيد الأضحى في بلداتهم الأصليّة، ويعزو الناشط الأمازيغي عادل أداسكو سبب ذلك إلى الجوِّ الحميمي الذي تتم فيه طقوس الاحتفاء بالعيد في “البْلاد”، حيث يجتمع معظم أعضاء الأسر ويؤدون تلك الطقوس، مجتمعين في فضاءات القرية المنفتحة

ويُضيفُ المتحدّث أنَّ العيد في البوادي الأمازيغية له نكهة خاصّة، حيث تقاليد الجماعة مازالت حية، فضْلا عمَّا يرافق الاحتفال بالعيد من ممارسات فنية مثل أحواش بصفة خاصة، وهو ما يضفي على العيد في البوادي الأمازيغية نكهة خاصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى