إداوزدوت

سوس في القلب و في الذاكرة

مقدمة: كنت دائما أتساءل لماذا ينادون على أهل أفيان و القرى المجاورة له ب إكوزولن ؟ لم ألق جوابا شافيا ، كل ما حصلت عليه هو أن هذه التسمية   مشتقة  ، و الله أعلم  ، من  اسم قبائل جزولة التي تقطن منذ عهود قديمة أرض سوس  المباركة

أقدم للقراء الأعزاء موجز البحث الذي قمت به عبر الإبحار في عالم الأنترنيت

 

جاء في مقدمة كتاب ـ قبائل سوس ـ  للأستاذ الباحث محمد زلمادي مزالي أن سوس هي موطن قبائل جزولة

سوس وجزولة وجهان لعملة واحدة، فجزولة هي سوس، لأن مجالات قبائل جزولة الجغرافية تقع كلها في أراضي منطقة سوس الحالية ابتداء من سفوح جبال الأطلس الكبير الغربي الى وادي درعة،

و يؤكد هذا التحديد الجغرافي المؤرخ الكبير ابن خلدون الذي ذكر في مقدمته محددا ومعرفا لبلاد جزولة حيث قال

 

كزولة بطن من بطون البربر وجذم من أجذام البرانس، وبطونهم كثيرة، ومعظمهم بالسوس، ويجاورون لمطة ويحاربونهم

 

ويقول أيضا في مقال آخر

وأرض سوس مجالات لكزولة ولمطة، ولمطة مما يلي درن، وكزولة مما يلي الرمل والقفر

———————–

لمطة : هي الاسم القديم للمناطق التي تستوطنها حاليا قبائل أيت باعمران، ولمطة من الجزوليين

 

درن : هو الاسم القديم لجبال الأطلس الكبير، ولا زال يسمى عندنا في الأوساط السوسية باسم أدرار ندرن

 

البرانس : شعب أمازيغي كبير من القدماء، قد ألحق ابن خلدون نسب جزولة اليهم

 

———————-

ويقول الاستاذ امحمد العثماني في كتابه ألواح جزولة

 

جزولة هي ما يطلق عليه اليوم، عمالة أكادير – يقصد ولاية أكادير الكبرى – باستثناء ملحقة إيموزار إيداوتانان وملحقة تافنكولت، وكلتاهما بالأطلس الكبير، وقد اعتقدت والله أعلم أن أبناء جزولة قد انتشروا في هذه المنطقة السابقة المحدودة، لا يشاركهم فيها غيرهم إلا قليلا، بسبب الهجرة

ويقول عن التوزيع القبلي في سوس أو جزولة

إن الاقليم الذي نعبر عنه في اصطلاحنا بجزولة يشتمل على أربع دوائر، وكل دائرة تضم عددا من القبائل، وكل قبيلة تشتمل على قرى قد يصل عددها الى ما يزيد على 5500 قرية، وهذه الدوائر هي

 

دائرة أكلميم : وتضم مجموعة من القبائل وهي كثيرة ونكتفي بذكر بعضها والرئيسية منها

أيت باعمران – الاخصاص – إفران – تاغجيجت – تاكنا – أيت أومريبض – تامانارت – إيمي أوكادير أو (فم الحصن)

–دائرة إنزكان : وتضم مجموعة من القبائل وهي كثيرة ونكتفي بذكر بعضها والرئيسية منها

كسيمة – مسكينة – هشتوكة الغربية – هشتوكة الشرقية – هوارة (أولاد تايمة) – أيت باها – تانالت (أيت صواب) – أيت وادريم – إداكنيضيف

دائرة تارودانت : وتضم مجموعة من القبائل وهي كثيرة ونكتفي بذكر بعضها والرئيسية منها

أولاد برحيل – أولاد يحيى – إيرازان – أولوز – إنداوزال – إيداوكايس – إيغرم – إيسافن – كطيوة – إداوزدوت – إداوكنسوس – أيت عبلا – توفلعزت – طاطا – تيسينت

دائرة تيزنيت : وتضم مجموعة من القبائل وهي كثيرة ونكتفي بذكر بعضها والرئيسية منها

ماسة – المعدر – الساحل – أيت ابراييم – أنزي – إداولتيت – تافراوت – أمانوز – أيت وافق


————————————

 

 

أما الموقع الإلكتروني المفيد و الممتع لآيت صواب فهو يحدثنا بتفصيل أكثر عن قبائل جزولة المنتشرة على أرض سوس الممتدة من جبال الأطلس الكبير إلى تخوم االصحراء

 

وصف المؤرخون في العصور الإسلامية موقع سوس ببلاد جزولة فأعطوا بذلك للرقعة الجغرافية بعدا بشريا، بمعنى أن سوس هو موطن جزولة . ولكن جل الجغرافيين والمؤرخين الذين كتبوا عن جهة سوس تقاربت كتابتهم حول تحديد المنطقة فهذا عبد الواحد المراكشي يحدد بلاد سوس بعد الحديث عن مراكش فيقول:«فمراكش هذه آخر المدن الكبار بالمغرب المشهورة به، وليس وراءها مدينة لها ذكر وفيها حضارة ، إلا بليدات صغار بسوس الأقصى فمنها مدينة صغيرة تسمى تارودانت وهي حاضرة سوس وإليها يجتمع أهله، ومدينة أيضا صغيرة تدعى زجندر وهي على معدن الفضة يسكنها الذين يستخرجون ما في ذلك المعدن وفي بلاد جزولة مدينة هي حاضرتهم أيضا تسمى الكست. وفي بلاد لمطة مدينة أخرى هي أيضا لمطة فهده المدن وراء مراكش، فأما تارودانت وزنجدر فدخلتهما وعرفتها، ولم أزل أعرف السفار من التجار وغيرهم وخاصة إلى مدينة المعدن المعروفة بزجندر، وأما مدينة جزولة ومدينة لمطة فلا يسافر إليهما إلا أهلهما خاصة»

فالمدن الصغار التي ذكرها المراكشي من تارودانت إلى لمطة هي المعروفة حتى اليوم بسوس لأنه قال” بليدات صغار بسوس الأقصى فاليعقوبي في القرن التاسع الميلادي يجعل السوس الأقصى مدينة إلى جانب مدينتي تمدولت وماسة وهو يحدد سوس:”سوس مدينة إلى جانب مدينتي تمدولت وماسة: مما يفيد أن هاتين المدينتين كانتا من أهم المدن السوسية.قلت: أما تامدولت فلم يبقى لها وجود اليوم وأما ماسة فما زالت تتسع. وسرعان ما يوسع اليعقوبي رؤيته فقال:«وسوس هو ما وراء جبال درن أي ما وراء الأطلس الكبير، وينتهي عند نول لمطة حيث تبتدئ المنطقة الصحراوية»

وهذا يشبه نظرة البكري في القرن11م الذي يحدد سوس بما وراء درن لينتهي عند نول لمطة حيث تبتدئ الصحراء» . ونجد أن ابن خلدون يحدد السوس الأقصى بما وراء مراكش، وفيه تارودانت وافران(الغيران) وينتهي إلى القبلة عند مصب نهر درعة ويخترقه نهر سوس إلى البحر. وهذا التحديد هو الشائع في العهد المريني كمنطقة لجباية الضرائب حيث قسم المرينيون المغرب إلى خمسة أقاليم لجمع الضرائب. وهذا التحديد هو الذي ساد في العهد السعدي فهناك مصدران يؤكدان هذا المعنى “الأول” وصف إفريقيا حيث قال: «سأتعرض الآن لناحية سوس الواقعة وراء الأطلس إلى جهة الجنوب المقابلة لبلاد حاحة، يبتدئ غربا من المحيط، وينتهي جنوبا في رمال الصحراء، وشمالا في الأطلس، وشرقا عند منابع نهر سوس الذي سميت به هذه الناحية». أما المصدر الثاني: سجل جمع الضرائب لأحمد المنصور الذهبي المعروف بـ”ديوان قبائل سوس”، وفيه أسماء قبائل سوس المعروفة لهذا العهد. اسم “سوس” ظل يطلق على المنطقة التي حددتها هذه المصادر التي أوردناها منذ بداية العهد العلوي حتى الآن، وهو ما خلف الأطلس الكبير جنوبا إلى الصحراء ومن المحيط الأطلسي إلى وادي درعة

 

وفي سوس العالمة لصاحبه محمد المختار السوسي يعرف سوس:«نعني بسوس في كل أعمالنا التاريخية في هذا الكتاب وغيره ما يقع من سفوح درن الجنوبية إلى حدود الصحراء من وادي نول وقبائله من تكنة والركائبات وما إليهما إلى حدود طاطة وسكتانة

 

ونتساءل هل لفظة “سوس” و”جزولة” و”المصامدة” يقصد بها المنطقة نفسها؟ فنجد المختار السوسي يأخذ بهذا التحديد وسماه “بلاد جزولة” وسمى كتابه “خلال جزولة” فجاءت جزولة في كتابه مطابقة لحدود “سوس


وعندما نبحث عن حدود هذا الموطن في التاريخ القديم، فنجد المؤرخين الرومان الذين تحدثوا عن القبائل الأمازيغية القديمة، يذكرون أن موقع جيتولة: (جزولة) يمتد في شمال إفريقيا من المحيط الأطلسي إلى أواسط الجزائر الحالية، منحصرا بين المواقع التي يحتلها الرومان شمالا إلى أقاليم إثيوبيا جنوب

 

أما عند الأوروبيين فإن منطقة سوس تعتبر أرضا غامضة. ولا يكاد يعرف عنها سوى مدنها الساحلية ولا تحتوي الخرائط التي وضعها الأوروبيين حتى بداية القرن 19 إلا على خطوط تشير إلى بعض الطرق والمسالك وقد استمر هذا الغموض إلى بداية الحماية. وما يمكن استنتاجه من هذه التحديدات المختلفة أن اسم سوس استعمل في أول الأمر للدلالة على رقعة جغرافية واسعة تمتد من تلمسان إلى المحيط الأطلانتكي ثم أصبح مجال هذه الرقعة يتقلص شيئا فشيئا فانقسم إلى قسمين أدنى وأقصى، ثم اختفت تدريجيا عبارة أدنى وأقصى، وبقي سوس دالا على الرقعة التي يطل عليها القادم من الشمال عندما ينحدر من السفوح الجنوبية للأطلس الكبير. والذي يمكن أن نستخلصه أن منطقة سوس يكتنفه الغموض، لأن الدول المتعاقبة على الحكم تغير استراتيجيتها التي تخضع دائما للتقسيمات الإدارية والعسكرية والاقتصادية من حين لآخر حسب الظروف والأحوال

 

 

ويحد سهل سوس من الشمال جبال الأطلس الكبير، وجنوبا يحده الأطلس الصغير بجباله الغابرة في القدم ويطل على الواجهة الأطلسية بسهل منفتح

 

كما يعرف سهل سوس تدرجا في الارتفاع من الشرق نحو المحيط، كما يعبر السهل محور مائي مهم استمد اسمه من المنطقة وهو واد سوس الذي يستمد مياهه من السفوح الجنوبية والشمالية للأطلسين الكبير والصغير وحسب مارمول كربخال في كتابه إفريقيا: «واد سوس اتخذ إقليم سوس اسمه من نهر وهو أكبر أنهار بلاد البربر في جهة الغرب، ويدعي بعضهم أنه هو الجزيرة التي كان بها قصر آنطي وحدائق الهسبيرند، ويبدو مع ذلك أنه هو أونة بطليموس التي يجعلها في الدرجة الثامنة طولا، والثامنة والعشرين وثلاثين دقيقة عرضا، يخرج هذا النهر من الأطلس الكبير، بين هذا الإقليم وإقليم حاحا، ثم يخترق سهول سوس متجها نحو الجنوب إلى أن يصب في المحيط قرب كرسطن، ويسقي أكثر البلاد خصبا وسكانا في تلك المنطقة، ويتخذ منه السكان جداول يسقون بها حقول قصب السكر، ويفيض في الشتاء حتى لا يعبر من أي مكان، إلا أنه في الصيف يمكن عبوره من كل جهة»

كما عرف سوس بتشكيلة نباتية قل وجودها في المغرب وهي تشكيلة أركان والتي تمتد على مساحة كبيرة في المنطقة، ووردت في كتابات الرحالة ولكنها أصبحت اليوم تتعرض للاجتثاث بفعل التدخل البشري

 

وصنف مناخ سهل سوس ضمن المناخ المتوسطي حيث يعرف تساقطات مهمة وحرارة معتدلة، نظرا لانفتاحه على البحر حيث يتلقى المؤثرات المحيطية الرطبة، كما أن سلسلة الأطلس الصغير تحول دون وصول المؤثرات الصحراوية الحارة والجافة، مما جعله إقليما غنيا من حيث الموارد المائية، حيث تعتبر فرشة سوس من أهم خزان مائي بالمغرب لكن بفعل الاستغلال المفرط لها، أصبحت اليوم تعرف تراجعا مستمرا مما يحتم التعجيل بالحفاظ عليها

اقتصاديا

عرفت المنطقة بمؤهلاتها الفلاحية مما جعلها قطبا فلاحيا مهما على الصعيد الوطني من حيث إنتاج البواكر، والفواكه، نظرا للتربة الغرينية الخصبة وللموارد المائية الكثيرة، هذا والمنطقة عرفت تاريخيا بإنتاج السكر، وخير دليل على ذلك وجود بقايا منابع السكر بمنطقة تازمورت، كما أن انفتاح على المحيط جعل السواحل تعرف نشاطا بحريا، ارتبط بالصيد وبالتجارة الخارجية

كما تجلى البعد البشري في أقدمية الاستقرار السكاني بالمنطقة، يعتبر الأمازيغ سكان المنطقة الأوائل «ويعتبر سكان سوس ضمن الشعوب التي كانت تقطن شمال إفريقيا مند القديم»

«والمؤكد تاريخيا أن غالبية سكان سوس من المصامدة وفيهم أقلية زناتية وصنهاجية، وقد خالط هؤلاء كثير من العناصر النازحة وبالخصوص الأفارقة والعرب واليهود والاندلسيون، وقد اندمجت كل هذه العناصر ضمن القبائل المستقرة في سوس في نهاية القرن التاسع عشر

 

 

فالزنوج الأفارقة تواردوا على سوس من السودان” إفريقيا الغربية” أما اليهود وهي أقدم جالية استقرت بالمغرب كان استقرارها بسوس بعد مغادرتهم لفلسطين في عهد نوبوخد نامر، وقد انضاف إلى هؤلاء بعض اليهود الذين طردتهم البلاد الأوربية في مختلف العهود ونذكر بالخصوص الواردين من اسبانيا سنة 1492 ومن البرتغال 1496

أما العنصر الأندلسي، فلا يمكن تتبعه إلا في الحواضر وبعض القرى مثل مدينة تارودانت التي لا تزال بعض أحيائها تحمل أسماء أندلسية مثل درب الأندلسيين”إيندلاس” ودرب”أولاد بونونة ” كما عرفت بها بعض الأسر مثل أسر”أيت الناصر” التي ترتفع بنسبها إلى السراج وزراء غرناطة

 

وهذا الاحتكاك ساهم في تنويع التشكيلة الثقافية للمجتمع السوسي و حققت العناصر المتساكنة في هذه المنطقة اندماجا قويا يتجلى فيما يربط بينها من علاقات وثيقة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي

 

 

 

 

الخاتمة : أرجو أن يكون القراء الأعزاء قد استفادوا من هذه المراجعة التاريخية التي لها صلة بأرض سوس العزيزة علينا جميعا و السلام

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ça me rappelle un peu les cours histoire/geo :))
    j’ai une faveur à demander; est ce que quelqu’un connaît l’histoire de notre douar « Afa » ?
    si quelqu’un connaît notre arbre généalogique, merci de partager avec nous les jeunes 🙂 j’imagine que beaucoup de jeunes « afayane » ne connaissent pas leurs origines et leur histoire familiale !

  2. اصل سكان سوس مختلف اختلاف جذري عن اصل الامازيغ فالامازيغ هاكروا من دول اورابا الغربية الشمالية اما اهل سوس فمن دول جنوب غرب آسيا و هذا يظهر في في ملامحهم و صفاتهم …… وهذا امر جلي لاصماب العقول و المنطق دون التقليل من مكانة اهل سوس و مكانتهم التاريخية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى