إداوزدوت

ذكريات السفر الجميل

أبناء الخمسينات و الستينات من آيت تمازيرت كانت لهم و لا شك ذكريات  مثيرة مع وسائل النقل من الدار البيضاء إلى سوق الثلاثاء بالنحيت ، في هذا السياق إخترت للقراء الكرام موضوع للأستاذ إبراهيم صريح من  آيت عبد الله ، قراءة ممتعة

 ذ. ابراهيم صريح

من منا لم يركب (الكار الحوس)ومن نا لم تدوخه التواءات (تيريت) ،لقد كانت حقا ذكريات جميلة مع هذه الحافلة الاسطورية الرائعة التي ارتبط اسمها بتامازيرت ،لقد كانت هذه الحافلة ولازالت الوسيلة الوحيدة التي تربط ايت عبد الله بباقي الوطن وهي التي فكت عنه عزلته وقربت المسافة بين تامزيرت و(الغرب) .

إن السبب الذي جعلنا نكتب عن هذه الرحلة الممتعة وعن هذه الحافلة الفريدة هو تلك الذكريات الجميلة التي يحتفظ بها كل واحد من مع هذه الحافلة العجيبة.

تنطلق رحلتنا من انزكان وما ادراك ما انزكان عالم المتسكعين والمتسولين واللصوص ،هناك في ركن من انزكان تقف حافلة صغيرة وأمامها (الكورتي) ينادي بأعلى صوته (ايت عبلا ….ايت باها …اداوكنضيف…)

وحوله أناس يظهر عليهم أثر البداوة والبساطة ينتظرون بشغف الانطلاقة نحو عالمهم الجميل (تامزيرت) ،أحيانا ترى أشخاصا تعرفهم فهذا من أزكر وهذا من أسدرم وهذا من بوكوزول ….

كما تظهرلك بعض النساء بلباسهن السوسي الجميل( تملحافت ) وقد غطين وجوههن حياء وخجلا ..

ومن بعيد ترى شخصا يجر عربة فيها خضر وفواكه وبعض المقتنيات حتى لايدخل إلى بيته بيد فارغة و(أتورفن انكان نس) ..

اقتربت ساعة الانطلاق و دا لحوس (رحمه الله) للإشارة فقط فهو صاحب هذه الحافلة لذلك سميت باسمه ، ينادي على لحس أوزغار (كريسون في عهد دا لحوس ) ليشغل المحرك (اديسكر أمارش ) في هذه اللحظة يتسابق الناس لأخذ مقاعدهم في الإمام ، فتضطرب القلوب وتتحرك المشاعر خوفا من (تريت) وشوقا إلى الأحبة الذي ينتظرون ..

تنطلق الحافلة في اتجاه ايت باها المحطة الاولى ،وفي الطريق تتعالى أصوات الناس وهم يتكلمون ويتحاورون ، وأحيانا تسمع صوت الغثيان (اراران ) .

كم هي بطيئة هذه الحافلة أنها أبطأ من السلحفاة لكن ما الجدوى فلا مفر منها ولابد يل عنها ست ساعات من العذاب والمعاناة .

هاهي ايت باها تظهر بين الجبال والشوق لتامزيرت يزداد شيئا فشيئا . ايت باها بلدة صغيرة متواضعة في كل شيء ، ولكن أجمل ما فيها الطواجن اللذيذة في تلك المقاهي الشعبية ،هاهو الكار الحوس يقف امام إحدى هذه المقاهي ودا الحوس يصرخ (نص نساعت تضومض)، يتفرق المسافرون لقضاء أغراضهم كل حسب حاجته ،ترتفع حرارة الشمس وتزدحم الحافلة ويصعب التنفس لامكان فارغ حتى للوقوف ، حتى أكياس الخضر ملأت كل جوانب الحافلة …

وتنطلق الحافلة باتجاه (تريت ) أو كما يسميها البعض الصراط المستقيم ، كم هي خطيرة تلك الطريق ووعرة ، خصوصا عندما تطل عن يمينك فترى حافة بعيدا فتصاب بدوخة وغثيان ، والبعض هنا يفضل النوم حتى لايرى هذا الكابوس المزعج ، ولاتعود القلوب الى أماكنها حتى تتجاوز الحافلة اداوكنيضيف وتنتهي تريت .

الساعة الثالثة بعد الزوال ونحن لازلنا في اداوكنظيف بطيء هذا الكار ، لكن ليس هناك بديل .

وتنطلق الحافلة باتجاه المحطة الأخيرة سوق السبت ايت عبد الله ، لكن اين هو السوق لازال بعيدا هناك دواوير كثيرة لابد من التوقف فيها لإنزال احد المسافرين .

وحين تتجاوز تيزي نتارقاتين يظهر لك ازرار بشموخه وهيبته وكبريائه ، فكأنه يقول لنا مرحبا بكم وحمدا لله على السلامة ،هانحن في اخفيفلو ،وقدأخذنا طريق اليسار وتركنا طريق تافراوت عن اليمين ، هاهي الدواويرتتوالى أفرني تتكي تولي أسدرم ازكر تاساكات ألوس تاكاديرت وأخيرا ايت عبد الله ، فحمدا لله على على سلامتكم من هذه الرحلة الطويلة ولكنها حافلة بالذكريات الجميلة .

http://4tata.wordpress.com/2011/10/05/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى