المزيد

حكاية شاب سوسي أعاد الحياة إلى شجرة الأركان.. ساهم في غرس 1000 شجرة في ظرف أربع سنوات


شجر الأركان هبة من الله لأهل أفيان ، هذه حقيقة لن يجادلني فيها أحد ، لكن هل أهالينا هناك  تعرف قيمة شجر الأركان ؟ هل يحافظ أهالينا على هذه الثروة كما ينبغي ؟ أما حان الوقت أن نفكر بجدية في حماية هذه الشجرة المباركة و نقود حملة للتوعية بمزايا أركان و الفوائد الكثيرة  التي ممكن أن تستفيد منها نساء أفيان من تعاونية لإنتاج زيت أركان و لو بالطرق التقليدية ؟

في هذا الإطار اخترت مقالين حول تجربتين:  المقال الأول حول غرس شجر الأركان و الثاني حول إنشاء التعاونيات النسائية لإنتاج زيت أركان

أرجو أن نستفيد من هاتين التجربتين و نفكر بدورنا، نحن أهل أفيان ، ماذا بوسعنا أن نعمل كي نحمي غاباتنا وهل من إمكانية  لخلق تعاونية نسائية لإنتاج زيت أركان في قريتنا يكون المشروع المقبل الذي ستقدمه جمعيتنا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نواة لهذه التعاونية إن شاء الله

المساء : 14 – 05 – 2009

بإقليم اشتوكة أيت باها، يرتبط اسم مصطفى أمحدار بميدان زراعة الأركان وبتعاونية مستنبت أركان السهب، فهذا الشاب المزداد سنة 1985، نشأ بقرية السهب بنواحي مدينة بيوكرى، على بعد 3 كيلومترات من غابة «ادمين» الممتدة على مساحة كبرى آهلة بشجر الأركان الضارب في عمق تاريخ الإنسان المغربي، وهي التي كانت تشكل له في طفولته الفضاء الرحب حيث يقضي مجمل وقته يجري هنا وهناك ويطوف حول تلك الشجرة الخالدة حتى بلغ 12 سنة من عمره سنة 1998 لتبدأ قصته مع أركان

«عندما كنت أجد نفسي في غابة ادمين، اتجه كأي طفل صغير إلى التأمل والملاحظة والاكتشاف والمغامرة، حيث وقفت على وضعية الغابة المتدهورة والآفة المحدقة ببطاقة الهوية المغربية «تركانت»، فكان أول ما أثارني وحرك خوالجي، وقوفي على مشهد مثير ذات مرة، حيث توجه رجل نحو شجرة أركان قديمة العهد، فاجتثها بفأسه في ساعات معدودة غير مبال بالسنين الكثيرة التي عمرتها تلك الشجرة

إيمان مصطفى بالقيمة التاريخية والإنسانية والبيئية لشجرة أصبحت مهددة بالانقراض، كان دافعا لأمحدار في قراره سنة 1998، حينما بادر بإنشاء مشروع بيئي كبير سنة قبل أن يصنف اليونسكو أركان تراثا إنسانيا، وقبل أن يعلم طفل قروي من الجنوب، بوجود منظمة اسمها اليونسكو، فكانت التجربة الأولى في حقل للزراعة البورية استغنت عنه العائلة، غرس فيه مصطفى حوالي 150 شجيرة، ضاربا بعرض الحائط الاعتقاد الراسخ في استحالة نمو شجرة أركان من جديد

كل شجرة أغرسها في التربة، تنغرس في نفسي حيرة كبيرة وقلق شديد، حيث أبقى أترقب متى سيشتد عودها وتؤتي ثمارها لتعود البسمة لغابة اشتوكن

تعتبر شجرة «الأركَان» من أهم الأشجار التي تنتشر في الجنوب المغربي، تعاند قسوة الطبيعة ووعورة التضاريس، في إصرار على الحياة

هذه الشجرة تمثل رمز الاستمرارية لدى كثير من ساكنة هذه الجهة، فهي لا توجد إلا في هذه المنطقة من العالم، وتشكل غطاء نباتيا تصل مساحته إلى 830 ألف هكتار

وتعد هذه الشجرة، التي لا توجد نظيرتها في أي بلد من العالم، من الأنواع النباتية المعمرة والقديمة جدا، وهي من فئة الأشجار الصنوبرية متوسطة الطول، حيث لا يتجاوز طول الواحدة مترين ونصف إلى ثلاثة أمتار، تبعا للمناطق وبقدرتها الخارقة على مقاومة الجفاف وعوامل التصحر، من خلال انتشارها في مناطق جافة وشبه الجافة

تزامن نموه المعرفي والدراسي وانفتاح وعيه على قضايا وآفاق واسعة، مع نمو مشروعه الذي، تشبث به وبدأ يفكر ويبحث عن سبل تطوير زراعة أركان، فكرس دراسته ووقته في خدمة مبادرته الإنسانية والبيئية، مواصلا سعيه الحثيث في التجريب أكثر من مرة، حتى نمت ال 150 شتلة لتصبح 1000 شجرة مثمرة بلغت أطوالها الثلاثة أمتار في ظرف أربع سنوات، فكانت الثورة أملا عادت معه البسمة لشجرة أركان..

تمتد غابة الأركان على مساحة إجمالية تتجاوز800 ألف هكتار موزعة على المجال الترابي لستة أقاليم هي: الصويرة وأكادير وإنزكان واشتوكة آيت باها وتارودانت وتيزنيت. وتعيش هذه الغابة حالة من التدهور المتواصل بفعل مجموعة من العوامل منها ما هو بشري، ومنها كذلك ما يرجع لقساوة الظروف المناخية وفي مقدمتها توالي سنوات الجفاف

وتعترض عملية «تخليف» أشجار الأركان صعوبات كبيرة بسبب التغيرات المناخية السريعة التي تعرفها منطقة تواجدها ولأسباب سوسيو ثقافية مرتبطة بالسكان، وكذا امتناع الخواص عن تشجير أراضيهم، إما بسبب خوفهم من نزع ملكيتهم لهذه الأراضي أو بسبب تضارب مصالحهم تجاه عملية «التخليف»

اهتمام جمعوي

1000 شجرة مثمرة من أركان، أناطت اللثام عن قرية السهب النائية، فأصبح مشتل مصطفى محط أنظار الفعاليات الجمعوية بإقليم اشتوكن واكادير الكبير، فبدأت الوفود من الباحثين والمهتمين وطلبة المعاهد الزراعية ومجموعات البحث من جامعة ابن زهر تتقاطر على قرية السهب للوقوف على «معجزة» مصطفى امحدار الذي أصبح مستنبته مزارا للبحث العلمي، و أصبح مصطفى خبيرا يؤطر الورشات التكوينية وينجز بحوثا، ويقضي عطلته الصيفية طالبا زائرا بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة لتوسيع خبرته ودعمها بالتكوين الأكاديمي، قبل أن تسعفه جديته واجتهاده ليكون من بين الثلاثة الأوائل المتأهلين في الاقصائيات الجهوية لاختيار المشاريع في برنامج  شالنجر 2007

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. اريد التعرف عليك والتواصل معك لمعرفة كيفية غراسة شجرة الاركان انا من الجنوب التونسي اريد خوض تجربة غراسة هذا النوع من الاشجار شكرا على المساعة

  2. نرحب بمشاركة الأخ محمد الناهض من تونس ، أما عن سؤاله حول غرس شجرة الأركان في  بلدته جنوب تونس أظن أن المصالح الفلاحية هي من يستطيع الجواب عن إمكانية نجاح غرس هذه الشجرة في بيئة أخرى غير المغرب

  3. السلام عليكم ورحمة اللة و بركاته
    انا انحدر من قرية بها غاباة من شجرة الاركان . لكن لاحظت ان اهل المنطقة لا يقومون بزراعته وبعد طرح السؤال
     قيل لي بانه لا يزرع .
    الشئ الذي لم اتقبله وبعد قراءتي لهاذا المقال تأكدة  من ذلك.
    طلبي منكم ان كانت لديكم بحوت عن طرق زراعة  ان تمدونا بها لكي تعم الفائذة وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى