إداوزدوت

جماعة النحيت : إحصائيات

 

بقلم الحسين آيت الرامي : في محاولة لتشخيص وضعية الساكنة في جماعة النحيت وعلاقتها بالهجرة الى المدن ووضعية النمو الديموغرافي بها توصلت الى ان هناك أربع فئات تمثل الساكنة في مجتمعنا النيحيتى
الفئة الأولى هي التي تسكن بأرض الجماعة رجال ونساء واطفال. هاته الفئة بدأت تتقلص كل سنة بدل التزايد الديموغرافي المعروف في اماكن اخرى في المدن عدد سكان جماعة النحيت محدد في 1883نسمة حسب إحصاء 2015م مقابل 2331 نسمة سنة 2004م. وما زالت الهجرة الى المدن مستمرة لمن سمحت له الظروف 
الفئة الثانية تتمثل في عدد كبير من ابناء المنطقة تربطهم علاقة سياحية بالمنطقة مرة في السنة لقضاء عطلهم وهم يعيشون مع عائلاتهم بالمدن طول السنة لكن علاقتهم بمسقط رأسهم لم تنقطع ويتتبعون عن بعد كل صغيرة وكبيرة عن بلدتهم. وزادت وسائل التواصل الإجتماعي الذي أنشأه بعض الغيورين عن المنطقة للتواصل الإفتراضي بين ابناء الجماعة وبه تم التعارف بين المهاجرين وتمت بفضلها لقاءات عديدة بين الساكنة سواء في المدن او في ارض الجماعة. كما بينت التعاطف والتعاون بين ابناء المنطقة جميعا الميسورين وغير الميسورين بتضامنهم وتفاعلهم مع عدة عمليات خيرية والفضل يرجع الى عدد قليل من المتطوعين الجمعويين ينتمون الى هذه الفئة.اللذين يعملون في ارض الواقع من اجل الصالح لعام
الفئة الثالثة جيل جديد من أحفاد تلك المنطقة. ازدادو بالمدن لكن جلهم تمدن بمعنى الكلمة انخرط في المجتمعات المدنية ناسيا اصوله وحتى لغته. تكونوا بالمدن منهم من حصل على شواهد عليا ونجدهم في عدة ميادين تزوجوا وولدوا لكن بدل زيارة مسقط رأس أبائهم رفقة ابنائهم لمعرفة اصولهم فضلوا قضاء عطلهم في المنتزهات والفنادق والشواطئ
الفئة الرابعة تخص النساء. منهن القاطنات بأرض الأجداد يحافظن على الثرات الثقافي وهويتنا الأمازيغية. رغم ظروف عيشهن القاسية. يمثلن اصوات انتخابية

تقريبا 500 عائلة هي المستقرة هناك حاليا يعنى عدد النساء وابنائهن. يحافظن عن التربية المحلية وبها تلقن الثقافة المحلية وتتبت الهوية وتتكون الشخصية. بالنسبة للفتيات انخرطت في التعليم منذ الثمنينات لكن الأغلبية ينقطعن عن الدراسة بعد السادس ابتدائي . وحليا اصبحت نسبة التمدرس عالية والحمد لله اصبحن الآن في الإعداديات والثانويات والجامعات بفضل تضافر جهود بعض الجمعويين والمحسنين واستعمال الواتساب من طرف جمعويين بطريقة ذكية في خدمة المصلحة العامة بتطبيق في ارض الواقع ما تمت مناقشته في العالم الإفتراضي من عمليات تضامنية كمساعدة الفتات النيحيتية لمتابعة دراستها في عمليات جمع المنح التي ساهمت فيها الساكنة ” من الفئة الثانية” ومحسنين خارج المنطقة وعمليات اخرى تضامنية مع التلاميذ والمستضعفين من الساكنة. ولا ننسى دور بعض النوادي الذي تكلفت بهم بعض الجمعيات للمساهمة في تكوين الفتيات بالمنطقة والأقسام للتعليم الأولي الذي اصبح به التعليم في جماعتنا كمثيله في المدن. والمشرفين على جمعية النحيت لدعم التمدرس لعبوا دور كبير في انجاح مشروع التعليم بالمدرسة الجماعية وروض الأطفال وفي السنوات الأخيرة واصلو عملهم الخيري بالإهتمام بالإعدادي والثانوي والجامعي
هذا الجيل ربما سيغير خريطة المنطقة مستقبلا واخاف ان يتسبب في فقدان الهوية شيئا فشيئا. لأن غياب المرأة في المنطقة يعنى غياب حارسات الثقافة المحلية. نظرا للدور الكبير الذي لعبته المرأة الأمازيغية في حيات الهوية الأمازيغية مند القدم. فلغت الأم لا تؤخذ الا من الأم. وبانقراض العنصر النسوي من ارض اجدادنا ينقرض معها كل شيئ. والأمثلة كثيرة من هذه الفئة بالمدن. وهي نوعان.
منذ السبعينات بدأ عدد كبير من المهاجرين الأوائل في لم شمل عائلاتهم بالمدن . وبهذا بدأ تكوين نوات من نوع خاص من نساء النحيت بالمدن. جلهن قضوا طفولتهن وتزوجوا وربوا ابنائهن بأرض الأجداد. اول شيء لدى أغلبية هن هو تعلم لغة المدينة “تاعرابت” والحدائق العمومية تستعمل للتواصل بينهن ومع بنات القبيلة وبنات قبائل اخرى. ومنهن من يتعلمن من ابنائهن باستعمال اللغة العربية في المنزل “كلغة أم” بديلة عن الاصلية وبها تمحى الأمازيغية من عدت عائلات. ومواقف الأبناء كان واضحا عند زيارة اجدادهم ولا يتواصلون معهم الا بالعربية. لم تتلقى هذه الفئة أي تعليم ما عدى المسجد للجيل الأول. تمتيليهم تكمن في تربية الأولاد وصلة الرحم وحضور الحفلات والأعراس. ومع تكاثر النمو الديموغرافي لهذه المجموعة ولدن الفئة الثانية وهي جيل جديد من بنات المنطقة جلهن تلقين التعليم ومنهن عدد محترم لديهن شواهد عليا واختصاصات ويمثلن المرأة النيحيتية في عدة مجالات. تعرفنا على عدد كبير منهن في مواقع التواصل الإجتماعي. لكن في الساحة نلاحظ غياب تام للمرأة . ماعدى بعض الحالات في نطاق العمل الجمعوي الخاص بالدواوير

هنا يمكن أن نقول بأن تمزيرت تعيش فترة صعبة لا تدري على من تعتمد لبقائها حية هل القاطنين الذين تتقلص نسبتهم بسب الوفيات والهجرة المستمرة. ام المهاجرين الذين ترعرعوا باراضيها قبل هجرتهم والذين يربطهم حنين دائم اليها. لكن بدون التفكير في العيش بها ما عدى بعض المتقاعدين الدين فكروا في الإستقرار بها وآخرين شيدوا بها مساكن عصرية لكن تستعمل لقضاء العطل او زيارات خفيفة موسمية لكن واجبات الحيات العائلية بالمدن ترغمهم في الإستقرار بها. ام تعتمد بلدتنا على الجيل الذي ولد خارج اراضيها ولم تكن بينهم وبين ارض الأجداد اية صلة الا القليل الذي تعرف عليها سطحيا رفقة آبائهم في العطل
الضربة القاضية أتت من المندوبية السامية للمياه والغابات بإعلان 84 % من أراضيها محفظة لصالحه. الإمتحان هنا عصيب لجميع الفئات
لا نلوم إلاّ أنفسنا فيما وقع من تهجير لبلدتنا والمثال ينطبق على قبائل اخرى . لأن الأرض هي حتما لمن يعرف بقيمتها المعنوية قبل المادية 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى