أخبار آفيان

ثمار العمل الجماعي : إفرض نموذجا

العمل الجماعي  أو تيويزي كان دائما لدى أبائنا و أجدادنا الوسيلة  الأنجع للقيام بالأشغال التي تصب في المصلحة المشتركة لأهل القرية سواء في أفيان أو في القرى الأخرى بتراب النحيت .

سبق و أن تحدثنا عن تلك الأيام الخوالي عندما كان أهل أفيان يخرجون للعمل بشكل جماعي في أنرار و اللحظات الجميلة التي عشناها و نحن نشارك الكبار و قت الدرس و عزل الشعير عن التبن و المواويل التي كان يرددها الرجال و أمسيات أحواش من تقديم نساء و فتيات القرية …. ذكريات جميلة.

أود في هذا المقال أن أتطرق إلى مجال آخر من مجالات العمل الجماعي بأفيان ، كل منا ، نحن أبناء أفيان ، سبق و أن زار تلك البركة الواسعة الموجودة قرب واكراراض الموطن الأول لأهل أفيان ، بركة أو حفرة كبيرة حفرها أجدادنا في مكان منحدر لتخزين مياه الأمطار لتوريد قطعان الماعز و الأبقار ، الحاجة أم الإختراع كما يقال و لم يكن لأجدادنا من وسيلة لإطفاء عطش دوابهم و ماشيتهم سوى إفرض

يظهر في الصورة من اليسار إلى اليمين :  علي بن الهاشمي ، المرحوم سعيد بن الهاشمي، امحمد بن الهاشمي ، المرحوم همو مبارك ،الحاج امحمد نايت لحسن أموح ، المرحوم محمود نايت فضول ، الشخص السابع في الأعلى بقميص أبيض و تارازا لم أتعرف عليه

إفرض تم إصلاحه و ترميمه بسواعد أهل القرية عدة مرات آخرها في بداية التسعينات ، و أظن أنه حان الوقت لإعادة تجربة العمل الجماعي في إفرض لأن الساكنة ما زالت في حاجة إليه و أن الماء ما زال مفقودا بالوجه الذي يغطي حاجيات السكان و الماشية .

أعتقد أن العمل الجماعي  ، أو تيويزي بلهجتنا السوسية ، ما زال مطلوبا لتنفيذ بعض الأشغال ذات المصلحة المشتركة بين أهل القرية أو بين أبناء منطقة معينة ، فلا يجب إسناد كل الأمور التي تشغل بال الساكنة  إلى جهة معينة واحدة كالجماعة القروية أو الجمعية بل لا بد من تضافر الجهود لإنجاح مثل هذه المشاريع

ما زلت أتذكر جيدا  في منتصف الستينات و أنا طفل أتى إلى تمازيرت لقضاء العطلة الصيفية  فإذا بي أشارك أقراني من أفيان و مكزارت و أزغار في العمل الجماعي الذي كان يقوده الكبار من كل قرى النحيت من أجل ترميم و إصلاح الطريق التي تربط سوق الثلاثاء بإمين تلات التي لم تكن معبدة في تلك الفترة و التي كان لا بد لها من ذلك الترميم حتى تكون صالحة لإستقبال عائلات المغتربين العائدين إلى تمازيرت بمناسبة العطلة المدرسية و أنموكار الذي أضحى في خبر كان ، كنا نقوم بتلك الأشغال صغارا و شبابا و كهولا من كل قرى النحيت في جو عائلي و أخوي و عند غروب الشمس نعود إلى قرانا في غاية الفرح و الإعتزاز بما قدمنا من مجهود لأجل عشيرتنا لنجد وجبة عشاء جماعية تنتظرنا، بعدها تننظم أمسيات أحواش  في مكان يتفق عليه  ، كما تبرمج لليوم الموالي مباريات في كرة القدم إما في أفيان أو بإغير نوامان

أتمنى أن ينتبه إخواني في أفيان و كل النحيت إلى مزايا العمل الجماعي المشترك و ما له من فوائد ستعود بالربح على الجميع ، و الله المستعان

 

 

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. لعمل الجمعوي في انحدار مستمر لأن الساكنة القروية اضحت لاتؤمن به فالغالبية العظمي من الشباب تتغاضي عنه وتحبد العمل بالمقابل رغم ان المجهودات المبدولة من طرف الجمعيات تصب في مصلحة هؤلاء٠

  2. في إطار العمل الجمعوي سيتم إصلاح  تمزكيدا نغارمان عما قريب لذا علي الأشخاص الذين يريدون المساهمة في هذا العمل الإتصال مع منسق هذه العملية الحاج امحمد أفيان والله الموفق٠

  3. بسم الله الرحمن الرحيم إصلاح إفرض كان إنجازا مفيدا جدا لبيئة القرية ,لأن الماء منه خلق كل شيء حي نتمنى أن يتبع ذلك أعمال أخرى تعاونية مفيدة, كإعادة زرع الصبار  هذه الفاكهة التي ازداد الإهتمام بها مؤخرا لفوائدها الكثيرة .كما نتمنى أن يشيد كل دوار إفرض خاص ب,ه لأن ذلك مفيد للبيئةويروي عطش الكائنات الحية.

  4. ان هذه الصور جميلة جدا وتذكرنا بفترة من حياتنا عندما نَأتي ببقراتنا لتشرب الماء هناك في نشاط وسرور
    شكرا لك اخي

  5.  

    شكرا أختي الكريمة ، تشجيعاتك ستزيدني حماسا و قوة  ، أرجو من الله أن أوفق في هذا العمل الذي لا أرجو من ورائه سوى تقديم خدمة بسيطة لكل أهل أفيان و النحيت و بالخصوص  الشباب منهم

    تحياتي  الصادقة و تقديري البالغ لك و لعائلتك الصغيرة و الكبيرة

     

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى