فلاحة

تقنية زراعة الزعفران بالمغرب

المتطلبات المناخية والبيئية

 يزرع الزعفران في المناطق المرتفعة.وينبت بصفة عامة في المرتفعات التي يتراوح علوها مابين 650 م و1200 م يعتبر الزعفران نبتة ريفية. تتحمل ظروفا مناخية قاسية جدا نظرا لمورفولوجيتها و فزيولوجيتها. كما يعتبر نبتة الأيام القصيرة.بإمكانها مقاومة حرارة تقل عن 10-بل وحتى عن 15-درجة مئوية. أو درجة تفوق 40 + لعدة أيام.شريطة ألا تصادف هده الحرارة إحدى المراحل الحساسة للنبتة.

 توضح اغلب الدراسات المنجزة عن الزعفران تلاؤم هده الزراعة  مع مجموعة كبيرة من أنواع التربة شريطة أن تكون عميقة وسهلة الصرف ولا تتناسب زراعة الزعفران مع التربة ذات المحتوى العالي من الطين ولامع التربة الخفيفة.إلا أن الزعفران يمكن أن يتحمل تربة ذات المحتوى العالي نسبيا من الكلس (أحيانا أكثر من 20%) , لا يتأثر الزعفران بالحموضة الموجودة في التربة إذ ينمو في التربة القاعدية على السواء وبالرغم من كون حاجيات النبتة من الماء تبقى نسبيا متوسطة (600 إلى 700 مم/سنة) ,  فان حصص الماء يجب أن تتوزع بشكل جيد طوال دورة النبتة.

 اختيار الموقع

 يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار موقع الزرع المتطلبات المناخية والبيئية للنبتة(انظرص3).تستعمل عدة معايير لتحديد الموقع الملائم للزرع..إن توفر الماء، وتربة متوسطة العمق، صارفة للماء وغنية بالمادة العضوية، وتوجها ملائما كلها معايير مهمة يجب أخدها بعين الاعتبار عند اختيار الحقل.

 

الاشغال المتعلقة بالتربة والعمليات الزراعية

 يعتبر الزعفران نبتة ذات جذور حزمية .يتراوح متوسط طولهامابين3و4سنتم تبعا لظروف التربة والتقنيات الزراعية المعتمدة.وبسبب أن الزراعة معمرة ولا تتكاثر إلا عن طريق التكاثر الخضري (تشكل البصلات الجديدة فوق البصلات القديمة).تبقى هده الاستمرارية تحت التأثير المباشر.لطبيعة التربة.يقتضي أي غرس جديد سلسلة من العمليات الضرورية لتحضير التربة لوضع البصلات.إلا أن هده العمليات تختلف من منطقة إلى أخرى تبعا للحقل وللظروف المناخية.يمثل العدن (إزالة الأحجار) وتهيئة المدرجات عمليات ضرورية في عدد من المناطق المنتجة للزعفران بفعل التضاريس الجبلية وعدم توفر الأراضي المستوية.

 يعتبر الحرث المتصلب والعميق من 30 إلي 40سنتم ضروريا لتسهيل تهيئ الحقل للقيام بغرس جديد.ينجز هدا العمل.بصفة عامة.بواسطة محراث مجرور أو يدوي بواسطة منقب.إن الحرث الأولي ضروري لطمر المادة العضوية شهرا أو شهرين علي الأقل قبل الغرس.ويتم الحرث الثاني مباشرة قبل الغرس ويسمح بد مج سماد العمق مع إزالة الأعشاب الضارة.وبمجرد أن تصبح التربة رخوة.نلجأ إلي إعداد المسكبات أو اثلام الغرس واعتماد ميل بسيط لتيسير جريان الماء وتوزيعهالجيد داخل القطعة الأرضية.كما انه من الضروري القيام بعزق واحد إلي اثنين.بعد الغرس الأعشاب الضارة التي تشكل خطر مزاحمة الزهرة ولتسهيل انبثاقها.ثم تنجز عزوق أخرى عند الضرورة لتجنب تكون قشرة علي سطح التربة وترصص هده الأخيرة حول البصلة .ولتخفيض ضياع الماء ونسبة المزاحمة مع الأعشاب الضارة من حيث الماء وكدا العناصر المعدنية و الضوء.

 

الغرس

 

الحصول على الأصناف :

 تجنى البصلات في الفترة التي تجدد فيها مزرعة الزعفران.تتم إزالة الأغشية ولا يحتفظ إلا بواحدة حول البصلة قبل غرسها.لا تغرس إلا البصلات التي يتراوح قطرها ما بين 2.5و3سنتم. ولا تظهر بها أية تشوهات أو جروح.ويحتفظ بالبصلات الصغيرة جدا في المشتل ضمانا لنموها.

 مرحلةالغرس :

  إن مرحلة الغرس رهينة بالظرف المناخية للمنطقة وباستفاقة البصلة من سباتها.في المغرب. يحتم التقليد وحرارة الصيف الغرس في نهاية شهر غشت وبداية شهر شتنبر. إلا أن التجارب اظهر إمكانية الغرس حتى في شهر يونيو. اد تشجع النتائج المحصل عليها على دلك. ينصح بغرس البصلات مباشرة بعد جنيها.و إلا يجب الحفاظ عليها في مكان بارد ومهوى ورطب نسبيا حتى تبقي على خاصيتها الانتاشية.

 

كثافة الغرس :

 ترتبط كثافة الغرس الواجب اعتمادها على طريقة تدبير مزرعة الزعفران.فبالنسبة للتدبير السنوي.يعتبر عدد البصلات هاما نسبيا مقارنة بحالة الغرس المتعدد السنوات.فبالفعل.تلد كل بصلة ثلاث إلي أربع بصلات وبعد ثلاث سنوات من الغرس.نحمل على أكثر من 24بصلة للأرومة الواحدة.ويتمثل العامل الآخر المؤثر في الكثافة في تموضع البصلات لضمان استغلال جيد للتربة.يوصى بصفة عامة باستخدام 50الى70بصلة في المتر المربع لإنتاج جيد للزهور وبصلات الجيل الثاني.يرتبط هدا العدد بحجم البصلات وبتدبير الزراعة.

 

نظام الغرس وطريقته :

 يمكن أن يتم الغرس إما بواسطة مجموعات مكونة من 3 إلى 4 بصلات بالحفرة(غرس بالحزمة)أو بواسطة وضع بصلة واحدة في الحفرة ويتراوح عمق الوضع في الأرض مابين 15و20سنتم.كما يتراوح بعد الحفر مابين 10و 15سنتم على المسكبة أو الثلم بالنسبة للغرس بالحزمة.توضع البصلات أما على خطوط عادية أو مزدوجة أو مخمسة. كما يمكن أن يتم الغرس على اثلام عريضة من 40 إلى 50سنتيم وتضم كل واحدة4الى5خطوط غرس متباعدة ب10سنتم ويتراوح بعد الثلم الواحد عن الأخر ما بين 20 و 25 سنتم لتسهيل العزق ومرور العمال.ففي هده الحالة.توضع البصلات على عمق 15سنتم وعلى مسافة8سنتيم الواحدة عن الأخرى.وفي حالات أخرى.يتمثل النموذج المعتمد في للغرس في اثلام عريضة بمقدار25 إلى 30 سنتم في خطوط مزدوجة.ويتراوح عمق الاثلام ما بين 12و15 سنتم وتتباعد البصلات ب8 سنتم في نفس الخط وب 10 سنتم ما بين الخطوط المتجاورة . كما يمكن الوضع على مخمسات . أما بالنسبة للغرس السنوي بالكثافة الكبيرة فيمكن أن ينجز الغرس في الحفرة أوفيالحفيرة على طول خط الغرس. توضع كل بصلة على عمق يتراوح ما بين 10 و 15 سنتم وتتباعد عن اتلبصلة المجاورة ب 2 الى 3 سنتم.

 

التسميد

 

تستغل زراعة الزعفران التربة لعدة سنوات في اغلب الأحيان.ومن ثم فهي تتطلب تربة غنية بالمواد العضوية وبالعناصر المعدنية.تتكون معظم تسميدة العمق من غبار الأغنام أو الأبقار بمعدل 20الى40طن/ه يجب أن يكون الغبار متحللا ومدمجا في التربة قبل الغرس بشهر واحد على الأقل.لتيسير تحلل المادة العضوية من جهة ونمو وإزالة الأعشاب الضارة من جهة أخرى. كما يجب أن تدمج الأسمدة المعدنية في التربة بمعدل 40 الى 60 وحدة من الازوط .ومن 60 الى 80 وحدة من الفوسفور.ومن80الى100وحدة من البوتاسيوم.ويجب أن تنجز هده الاسهامات20الى30يوما على الأقل قبل غرس البصلات.أما بالنسبة لسنوات الإنتاج لأخرى.فيتم هدا الانجاز في حدود 20الى30يوما قبل تاريخ احتمال الزهور. ويتم نتر الأسمدة في دفعة واحدة.

 

السقي والحاجة إلى الماء

يقدر احتياج النبتة إلى الماء ب7000م3/ه/سنة.وبما أن الأمطار قليلة بالمغرب.يعتبر السقي ضروريا لضمان إنتاج جيد للزعفران.وتبقى الكميات ووتيرة الإسهامات رهينة بطبيعة التربة وبمرحلة النمو وبالظروف المناخية للمنطقة. وتختزن البصلة محتوى عال من الماء بفعل بنيتها النباتية. ومن ثم تقدر وتيرة الإسهامات بمعدل مرة واحدة إلى مرتين في الشهر. ويسهم السقي الواحد بنسبة 350الى500م3في الهكتار.إن عدد مرات السقي رهين بطبيعة التربة والتساقطات المسجلة. وبالخصوص بتوزيعها طوال الموسم الزراعي. يتم السقي الأول مباشرة بعد الغرس. بصفة عامة. يكفي سقي 8الى10 مرات لتلبية حاجياة الزراعية من الماء. تنجز عمليات السقي ما بين شهر شتنبر وابريل. ينجز السقي بالسيلان بغمر كلى للمسكبات أو لاثلام الغرس. ويتم في الصباح الباكر أو في أخر النهار لتجنب تبخر الماء.

 

مراقبة الأعشاب الضارة

 

يجب إزالة الأعشاب الضارة التي تدخل في منافسة مع البصلات. وتتم إبادة الأعشاب بصفة عامة يدويا. إلا انه يمكن استخدام “الباراكوا”(2الى 4لتر/ه) كمبيد للأعشاب قبل أو بعد انبثاقها. وتعتبر أفضل مرحلة للاستعمال من شهر يونيو إلى شهر غشت. عندما يكون الزعفران في راحة نباتية. ولا ينصح باستعماله في الأيام الحارة.

 

مشاكل الصحة النباتية للزعفران

 

يكون عدد الأعداء الطبيعيين للنبتة قليلا في الظروف الجافة. كما هو الحال بالنسبة للمغرب. غير انه يجب الحذر من الخيطيات ومن هجومات “الرزكتونيا” أثناء فترات شدة الرطوبة والحرارة. ويمكن أن تلحق هاتان الطفيليتان أضرارا مهمة بالبصلات وبصفة عامة، يمكن التحكم فيها بواسطة المعالجة الكيميائية قبل أو حتى بعد الغرس .

 

جني الزعفران ومردوده

 

تظهر الزهور من 4الى6 أسابيع بعد الغرس. تعتبر عملية جمع زهور الزعفران دقيقة جدا وتتطلب يدا عاملة مهمة .ويمتد إزهار الزعفران على مدى أسابيع عديدة ليبلغ أوجه حين يتجاوز 60/من الزهور المنبثقة في نفس الوقت ودلك خلال الأسبوع الأخير لأكتوبر. وتجنى الزهرة كلها. كما تزهر البصلات ذات الحجم الكبير أولا. في وقت لاحق.

 تجنى الزهرة قبل تفتحها. ويتم دلك في الصباح البكر قبل حرارة النهار لتجنب ذبول السمات الذي يحدث ساعات قليلة بعد تفتح الزهرة. بمجرد تعرضها لأشعة الشمس. بصفة عامة. لاتتجاوز مدة الجني 2الى3 ساعات في اليوم. ينتقل جامعو الزهور وسط الممرات مابين الخطوط ويجنون الزهور التي تتواجد على مقربتهم من الجانبين مع الحرص على عدم إتلاف زهر البصلات الأخرى التي لم تتفتح بعد. تؤخذ الزهرة من الأساس ما بين إبهام وسبابة اليد وتقطع بواسطة الأظافر.يجمع المحصول في سلات صلبة لتجنب التكدس والتكسر السمات. توضع السلات تحت الظل للحيلولة دون جفاف الزهور. يعتبر الزعفران الذي تم جنيه عندما تكون الزهور متفتحة كليا من الدرجة الثانية في الجودة بسبب ضياع جودة طعمها عندما تتعرض لأشعة الشمس.

  ترسل الزهور بعد الجني إلى منزل أو حظيرة لفصل السمات (الزعفران الحقيقي)عن الأجزاء الأخرى للزهرة.تنجز هده العملية في نفس اليوم مباشرة بعد الجني.تتحكم الاحتياطات المتخذة أثناء فصل السمات في جودة المنتوج. وعندما تعزل السمات. تجفف تحت الظل أو على النار. يفقد الزعفران بعد التجفيف5/4من مائه يفوق الوزن المتوسط للسمات الطرية ل100زهرة 3غرامات كما يقارب الوزن بعد التجفيف 600ملغرام.

 إن المردود المتوسط لهكتار واحد من الزعفران متقلب. بحيث لا يتجاوز المردود في بعض مزر عات الزعفران 2الى3كلغ /ه ونجد في أخرى حيث تقنيات الإنتاج متبعة بكيفية جيدة. مردودا يفوق 10كلغ/هـ .

 تكون مدة تخزين الزعفران طويلة ادا كانت شروط الحفاظ امثل. ويمكن الإبقاء على جودة الزعفران لأزيد من 3سنوات.يجب الحفاظ على المنتوج في معزل عن الضوء والهواء باعتباره تابلا استرطابيا. يشكل استخدام الحاويات الزجاجية الملونة أو الكاتمة والمغلقة بإحكام والموضوعة في مكان جاف. طريقة جيدة للمحافظة على جودة الزعفران .

 

الدورة الزراعية

يعتبر الزعفران نبتة معمرة ذات قدرة كبيرة على استنفاد خصوبة التربة. ينصح بصفة عامة تجديد مزرعة الزعفران انطلاق من السنة الثالثة للغرس. ولا يتم التجديد في حالات أخرى إلا بعد مرور 5الى6سنوات من الإنتاج وبغية استعادة خصوبة التربة. تزرع أنواع أخرى كالحبوب و الخضر والبيقة الخ… في الحقل لمدة تتراوح ما بين 3و5 سنوات قبل إعادة غرس الزعفران من جديد. تتوقف فترة الاستبعاد على مدة إنتاج الزعفران في نفس الحقل. وينصح بالتأكد من أن الزراعة المستخدمة لا تحتوى على أعداء(أمراض) مشتركة مع زراعة الزعفران

    http://www.rapideway.org/vb/showthread.php?t=1409

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى