المزيد

المسجد الأعظم بتارودانت

تسميته   : سمي بهذا الاسم لأنه من المساجد الكبيرة بالمغرب بلا مبالغة   نظرا لما قام به من أدوار هامة في تاريخ المغرب في ميادين الدين و العلم.

             موقعه    : يوجد في الجهة الشرقية من المدينة وبين طريقين رئيسيين احدهما يؤدي على باب الزركان والآخر إلى باب القصبة، وفي قبلته مقبرة قديمة دفن بها العلامة ابن الوقاد التلمساني نزيل تارودانت وبقي فيها إلى أن توفي 1001 هـ واتخذ هذا المسجد مدرسة علمية ، وقدم للفتوى و الإمامة و الخطبة به ولعل بذل هذا الجهد الجبار دفن قبلة هذا المسجد بالتبرك به وهو أول مدفون فيه.

             مساحته : يعتبر من أكبر المساجد العتيقة بالمغرب إذ تبلغ مساحته 3214م2.

             تأسيسه : لم يعرف تاريخ تأسيسه لعدم وجود مصدر يدل على تأسيسه في علمي.

             اصلاحه :لقد نال هذا المسجد إصلاحات عدة خصوصا في عهد السعديين و العلويين.

         السعديون           : اتجهت الآراء على أن محمد الشيخ السعدي هو من قام بتجديده وتوسيع جنباته وذلك في الفترة الممتدة ، بين 1543- 1557 .

             العلويون            : فقد كان للسلطان مولاي رشيد العلوي اليد الطولى في إصلاح هذا المسجد في سنة 1082 هـ ، و مما يدل على هذا ما كتب في اللوحتين الملصقتين بأحد جدران الصف الأخير من المسجد إذ  كتب في إحداهما العبارة التالية : ( شيد هذه القبة مع اللتين حوليهما بعد خرابهما أفضل ملوك الأرض واسماها الإمام الهمام السلطان الناصر الأجل الأعظم أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين).

             وفي الثانية          : (مولانا ابو عبد الله محمد الرشيد ابن المقدس مولانا ابي عبد الله محمد الشريف الحسيني دو الرأي السديد 1082) كما قام بنقل مصاريع أبواب مسجد ايليغ المهدم إلى تارودانت واضافها إلى الجامع الكبير  وعرف كذلك ترميما آخر على يد محمد الخامس طيب الله ثراه بحيث أعطى أمره السامي للأحباس بالعمل فورا على إصلاحه وذلك سنة 1364 كما عرف إصلاحا آخر في سنة 1401 هـ مع طمس المقبرة التي دفن فيها ابن الوقاد التلمساني

وفي سنة 2002م وجهت الحكومة المغربية عنايتها إلى هذا المسجد بحيث تكلفت بكل ما يتطلبه الإصلاح من نفقات فكان لها نصيب مشكور في صيانة هذا الأثر الإسلامي العظيم ، واستغرقت عملية الإصلاح سنتين وأحدث في هذا الإصلاح إزالة أربع أشجار البرتقال  و وضع مكانها نافورة ، و أن حيطانه مكسورة بالخشب الرفيع و كذلك أرضيته مفروشة (بالمكيط) من النوع الجيد من قبل محسني تارودانت ، وكذلك إضافة متوضأ للنساء مشيد في المكان المعد سابقا لتسخين مياه الوضوء .

             مرافقه  

  1- متوضأ هو مربع الشكل تتوسطه نافورة وبه 11 مرحاضا لكل مرحاض صنبور.

 

  2-  كتاب يتكون المسجد من كتاب لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال لاصق بالمسجد في جهته الغربية ، وله صومعة فوق المدخل الجنوبي يبلغ طولها 27 م .

             

أبوابه

    للمسجد 6 أبواب أحدهما خاص يدخل منه الخطيب يوم الجمعة وثانيهما أحدث أخيرا خصص للنساء في الجهة الشمالية للمسجد.

             

تمويله    

تتولى أوقاف تارودانت تمويل المسجد من  أجرة قيميه وأداء فاتورتي الماء و الكهرباء.

             

عدد المصلين      : يفوق عدد المصلين يوم الجمعة 3000 مصل.

 

  وقد كان للمسجد الأعظم بالإضافة إلى دوره الديني دور ثقافي تجلى في :

   مدرسة الجامع الكبير:

 إذا كانت هذه المؤسسة العلمية قد استعادت شيئا من نضارتها على عهد السعديين، فإن تاريخها الحقيقي يعود إلى أبعد من ذلك بكثير، وقد طالتها يد الخراب التي عاثت في تارودانت جميعها، خلال القرنين السابع والثامن، بسبب الفتن والقلاقل التي أثارها ابن يدر وحلفائه، بعدما اعتزم الخروج على السلطة الرسمية، وإقامة إمارته بالمنطقة،  والصراعات التي دارت بينه وبين معارضيه في البداية، وبينه وبين المرينيين وأنصارهم لمدة مديدة؛ إضافة إلى تعصبات شيوخ القبائل الذين لم يكونوا يخضعون لبني مرين إل شكليا، وتهجمات العرب المعقليين؛ مما عطل هذه المؤسسة عن القيام بالدور الذي اضطلعت به لمدة طويلة؛ وعطلت الحركة العلمية بها، وأبعد عنها الطلاب والعلماء، وأحالها مسرحا للفتن والخراب، والسفح والاستلاب. ولم يشد محمد الشيخ السعدي أبو عبد الله محمد المهدي بن أبي عبد الله محمد القائم بأمر الله (946-964هـ) إلى هذه المؤسسة، ولم يصر على إعادة بنائها، وإحياء غابر مجدها، إلا الحنين لتلك السمعة العلمية التي كانت لها، وذلك الصدى الذي يجلجل في مسامع القرون، ولم تستطع معاول الهدم والتخريب إسكاته على طول المدة. فأعاد الله لها شيئا مما كانت تحفل به في غابر الأيام، وجعلها مركزا علميا هاما، ومغرسا لمجموعة من آمال الطلبة والمتطلعين، ومنطلقا لها نحو حلقات العلم في المغرب خاصة، والعالم الإسلامي عامة.

 

وقد توافد على هذه المدرسة مجموعة من العلماء المدرسين، يُعد منهم:

 

* أبو عبد الله محمد بن أحمد التلمساني ثم الروداني المعافري المعروف بابن الوقاد -1001هـ، كان متفنا للخطابة ضايطا لأصولها، عالما متبحرا مجيدا للأصول، متقنا لمجموعة من الفروع، غلب عليه الصلاح، وصرف جهده للتدريس، وانتفعت به المنطقة وأبناؤها وطلبتها الوافدون.

 * أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الجلال التلمساني -981هـ، قدم سوس مع السلطان محمد الشيخ أبي عبد الله ، فأقام بها معه  سنة، وقد أثار حوله حركة علمية جعلت الأنظار تتوجه إليه والعلماء تأخذ عنه، إذ ” قدم للإقراء بالجامع الكبير ، وبها أخذ عنه فقهاؤها “- أي فقهاء تارودانت.

 

ومن علمائها يحيى بن حمزة التهالي التملي القاضي -950هـ.

 

* محمد بن يحيى بن حمزة التهالي التملي توفي أواسط القرن العاشر، قاضي كأبيه، اشتغل بالعلم هو الآخر.

 

* أحمد بن يحيى بن حمزة التهالي التملي القاضي توفي أواخر القرن العاشر، نشأ في تارودانت واستقر بها، واشتهر علمه وشاع بين العلماء كأهله.

 

* عياد بن عبد الله التامازتي المنابهي السوسي -983هـ، أحد عيون هذه الفترة وأحد رجالات التصوف العالي، اشتهر بأخباره وخوارقه، وسعة تأثيره على معاصريه، واستمر تأثيره وشهرته إلى اليوم.

 

* محمد بن إبراهيم بن الحسن بن عمرو الرسموكي توفي في أواسط القرن العاشر، فقيه نجيب مذكور، حل بتارودانت ومات بها، فهو دفينها.

 

* إبراهيم بن محمد بن عثمان البعقيلي توفي في أواسط القرن العاشر، نزيل تارودانت، فقيه موثوق، كما تدل عليه آثاره، وربما تولى القضاء.

 

* عبد الكريم بن إبراهيم التملي، قاضي جماعة تارودانت- 1007هـ، علامة كبير الشأن.

 

* سعيد بن علي بن سعيد الهوزالي السوسي الشيخ الفقيه العالم العلامة الصدر ، قاضي القضاة ولي قضاء الجماعة بتارودانت نيفا وثلاثين سنة – 1001هـ، علامة فائق متفنن، عالي الشأن في علمه وفي تدرسيه وفي شهرته، تولى القضاء بورع زائد فائق، فكان زينة قُطره.

 

* منصور بن محمد بن محمد بن يوسف المومني الراسلوادي -1006هـ، علامة متفنن مدرس، أديب بارع شاعر.

 

 

            http://taroudantonline.com/madina-masajid-jame3lekbir.html

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى