إداوزدوت

حفل العقيقة بإداوزدوت أو السيبعا

بسم الله الرحمان الرحيم

عندما يقرب  موعد ازدياد المولود تمنع المرأة الحامل من العمل الشاق وتبقى في المنزل لا تغادره إلا للضرورة القصوى بينما تشرع حماتها وأمها بإعداد لوازم الولادة واستقبال الضيف الجديد فتحمص إحداهن الشعير وتطحنه ناعما بواسطة رحى اليد وتغربله جيدا وتعصر زيت اركان وتذوب السمن بينما يعلف الأب أو الجد الكبش أو التيس ليكون سمينا استعدادا لذبحه للمولود عملا  بقول النبي صلى الله عليه وسلم المولود مرهون بعقيقته تذبح يوم سابعه ويحلق ويسمى .

عندما يصل اليوم الموعود بادن الله تعالى وتحس المرأة بوجع الطلق تأتي القابلة أو الجدة كما نسميها نحن في اداوزدوت تاتي بماء مغلي وتضع فيه قطعة من القماش أو الفوطة ثم تغمسه في الماء الدافئ وتضعه على بطن المرأة ويحس الجنين بالدفء ويستعد للنزول بينما تصيح المرأة من شدة الوجع تساعدها القابلة وتملي عليها ما ستفعله بينما يرفع باقي أفراد الأسرة اكف الدعاء إلى الله لينقدها .

ادا سقط رأس الجنين يبدأ بدوره في الصياح بينما تسكت المرأة تلقائيا بعد سماع صوت طفلها وتأخذه القابلة وتقطع حبل الصرة بسكين حادة اعدت من قبل لهدا الغرض بينما تضعه في ثقب كسكاس من الطين اعد بدوره من قبل وتحرق كمية من ريش الدجاج وتضعه على ما تبقى من صرة المولود لقطع الدم وعلاج الجرح .

بينما تشرب المرأة صحنا من حساء الشعير الممزوج بكمية من حب الرشاد لتسخينها تم تأكل كمية من عصيدة الشعير والسمن ليذهب عنها ما تجده من حزن لفراق جنينها الذي حملته في أحشائها تسعة أشهر لا يفارقها ولا تفارقه ليل نهار مصداقا لقول رسول الله عليكم بالتلبينة فإنها تجم الفؤاد وتذهب ببعض الحزن ولدالك تجد الناس يطبخون هده العصيدة أو التلبينة عند الوفاة أو فراق الأحبة .تزود أم النفساء ابنتها بعدد من طيور الدجاج البلدي فتأكل المرأة ديكا كل يوم ليطرد ما بقي في أحشائها من خبث وبرد وتسترجع الدماء الضائعة. يوضع اللحم في طاجين من الفخار الغير المزلج يكون عميقا شيئا ما مع شرائح من البصل والطماطم وزيت اركان او السمن  ويوضع عجين الشعير ملتصقا بغطاء الطجين وينضج ببخار اللحم تنزع الأم العظام من اللحم ثم تخلطه بالخبز او تاعشات ثم تأكل النفساء حتى تشبع بينما يلف الصغير في خرقة من القماش الناعم ويربط بخيط من أعلاه إلى أسفله وبما ان أعضائه لازالت طرية فلا يتعرض للالتواء أو الكسر وتلقمه أمه ثديها ويمتص حليبها الغني الذي أودع فيه الله سبحانه وتعالى كل شيء فيرتوي الصبي بينما تلتد المرأة فتراها ساهمة تعيش في عالمها الخاص .

وفي اليوم السابع يوم العقيقة يذبح الرجل أو الجد الكبش أو التيس فتأخذ القابلة كتفه الأيمن فهو خاص بها كنوع من أجرتها بينما تقطع الحماة أو أم الزوجة لحم الفخذين ويطبخ على شكل الخليع أو اللحم المحمر في الزيت البلدي وتضعه المرأة في حجرتها فهو خاص بها لا ينازعها فيه احد فتأكل منه لترم عظمها وتسترد عافيتها  وتوفر الحليب لوليدها لينموا ويكبر .

بينما يكون الاستعداد عن قدم وساق لإحياء هده المناسبة السعيدة التي يدعى لها جميع الأقارب والأصدقاء ودوي الرحم من العائلتين عائلة الرجل وعائلة المرأة .يتم استدعاء الضيوف بطريقة لبقة ومهدبة فيقول الرجل للضيف يان اختي او ياخالي او ياصاحبي شرفنا بقدومك لتشاركنا حفل عقيقة مولود جديد رزقه لي الله  او صوصلن دارنغ لاقدام نك .فيرد الرجل واخا ايهدوا ربي ماد ايزويدن .وتكون الهدية رمزية قالب من السكر او اثنين على الاكثريسمى اكاس وهدية النساء مميزة سطلة من النحاس الابيض تسمى تكاوت نواكاس  مملوئة بالسمن البلدي المهم هو اجابة الدعوة والحضور خلافا لما يحدث الان الهدايا مبالغ فيها تلزمك ميزانية لشراء الكاضومما ساهم في قطع صلة الرحم.  وتستمر الضيافة يوما وليلة تقام الأفراح والمسرات ورقصة احواش الدرست بينما يستدعي الرجل اكبر الشعراء وتكون رقصة احواش النساء كدالك .ولقد تذكرت بيتا من الشعر قالها الشاعر بوقدير الهاشمي لمنافسه السي عمر نايت حساين في إحدى السهرات                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          أدوا اخلف الاهي فماتون احوليي        أولا سا يفولوسن ذا تفووت يان اواس

الترجمة: ادعوا الله أن يعوض على أمك كبشها    وسبعة دجاجات أكلتها كل يوم واحدة.

وفي اليوم الثاني يقوم أفراد الدوار بضيافة المدعوين فيزورون عدة منازل كل منزل يبالغ في الضيافة والترحيب .

وفي المساء يتفرق الناس بعد الدعاء للصبي أو الصبية وللأبوين بطول العمر.   

                                                                          

كان الناس يعرفون بعضهم البعض من جراء هده اللقاءات المتكررة والمناسبات المتعددة ويعرفون الأطفال الصغار وكدالك أعمارهم وأسمائهم .أما ألان فقد تفرقت بنا السبل فلا ترى صاحبك ولا خالك ولا ابن أختك ولا ابن قبيلتك الابعد مرور سنوات طويلة فتسأله عن أحواله وعن الأطفال الدين معه فيصدمك هدا ولدي فلان وهده بنتي فلانة و..و..فيتركك فاغرا فمك متعجبا من هده الدنيا التي فعلت بالناس هده الافاعل.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا الأخ عبد الفادر على الموضوع الشيق.
    لدي إضافة مهمة تتعلق بطريقة التسمية. وأتذكر صغري وأنا ذاهب مع أمي إلى الزاويت عند عائلة تربطنا بها علاقة  “تسميات ابنائنا” ليسموا أخي المزداد. وأخدنا معنا هدايا لهم (سكر ، نكاوت) واختارت أمي ثلاتة أسماء يخضعون إلى قرعة قرب مقبرة سيدي امحمد الشريف  وتخبرنا للا مينة بالإسم المختار . وبعدها يتكلفون بالحجامة الأولى (أسكورم) كما كانوا يتقبون أذننا اليمنى ويضعون لنا خرسة (سلك . تالخرست ن نقورت) من القضة  بقيت في أذني حتى ضيعتعا في السوق (اربع سنوات).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى