تقاليد

السنة الأمازيغية… جذور ومظاهر

في الثالث عشر من يناير من كل سنة يحتفل الأمازيغ بالسنة الامازيغية

 استعمل الإنسان بشمال إفريقيا التقويم الأمازيغي منذ 2961 سنة، أي قبل 950 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام. وأصبح الأمازيغ يحتفلون كل بداية سنة برأس السنة الأمازيغية كعيد يرسخ علاقة الإنسان بالأرض ويقيمون طقوسا خاصة مرتبطة بواقعهم الاجتماعي.

ويعد هذا التقويم من بين التقويمات المستعملة منذ أقدم العصور، إذ نجده يختلف عن التقويمين الهجري والميلادي فهو مرتبط بحدث تاريخي.

 الجذور التاريخية

 يُرجع الأمازيغ بداية هذا التقويم إلى حدث تاريخي يتجلى في انتصار الملك الشهير شيشنق على فراعنة مصر واحتلال هرم السلطة هناك بعد أن حاولوا الاستيلاء على أراضي شمال إفريقيا، وذلك في معركة دارت رحاها بالقرب من ولاية تلمسان غرب العاصمة الجزائرية. وعقب انتصاره على هؤلاء سنة 950 قبل الميلاد شُرع في التأريخ لهذا الحدث التاريخي

 غير أن معظم الباحثين، حسب نفس الموسوعة ـ يُرجح أن شيشنق تمكن من الوصول إلى الكرسي الفرعوني بشكل سلمي في ظروف مضطربة في مصر القديمة، حيث سعى الفراعنة القدماء إلى الاستعانة به ضد الاضطرابات بعد الفوضى التي عمت مصر القديمة جراء تنامي سلطة العرافين الطيبين.

 

من هو(شيشنق)

 حسب ويكيبيديا (الموسوعة الحرة) فإن شيشنق هو ملك مصري من أصول ليبية. ويرجع نسبه إلى قبائل المشواش الليبية، مؤسس الأسرة الثانية والعشرين وهو ابن نمروت من تنتس بح. استطاع هذا الرجل أن يتولى الحكم في بعض مناطق مصر، حيث جمع بين يديه السلطتين المدنية والدينية، كما نجح في الاستيلاء على الحكم في مصر بمجرد وفاة آخر ملوك الأسرة الواحدة والعشرين وبالتالي أسس الأسرة المصرية الثانية والعشرين (الليبية) في عام 950 ق.م التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمن.

 المظاهر والتجليات

تتعدد مظاهر وتجليات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية سواء على المستوى الاجتماعي أو المستوى الثقافي والفني و حتى على المستوى السياسي خاصة بعد أن حرص الفاعل الأمازيغي على استغلال هذا الحدث كل سنة نظرا لما يكتسيه من دلالات رمزية وتاريخية من أجل توجيه رسائل وإشـارات ونـداءات سياسية إلى الدوائر الرسمية المسـؤولة بغية الاستجابة لدفتر مطالبه

 

وعلى المستوى الاجتماعي، تنظم الأسر في العديد من المواقع الجغرافية بشمال إفريقيا أطباقا خاصة، تعبيرا منها على أهمية هذا اليوم الذي يعد يوم الاحتفال بالأرض لما تتمتع به من عناصر الحياة

فيتناول المغاربة على سبيل المثال ‘الكسكس’ كوجبة أمازيغية أصيلة بلحم الديك وبخضر متنوعة (سبع خضر)، أما في المساء فيقومون بإعداد شربة ‘أوركيمـن’ (التي تطورت فيما بعد لتصبح الحريرة التي نتناولها خلال شهر رمضان) تطـــــبخ فيها كل أنــواع محصولات تلك السنة من الحبوب، كما تقوم الأسر ببعض التقاليد المعروفة كوضع الحنة للأطفال وغير ذلك وفقا لخصوصياتها الثقافية والاجتماعية. ويستشرف الأمازيغ الأمل في المستقبل من أجل أن يكون الموسم الفـلاحي القادم مزدهرا وغنيا.

 

http://majdah.maktoob.com/vb/majdah199634/

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بسم الله الرحمان الرحيم 
    كان اهل اداوزدوت عامة واهل افيان خاصة يحتفلون براس السنة الامازغية ويسمونها اض ن يناير فيصنعون طبقا من العصيدة ويضعون وسطها نواة من نوى التمرفمن وجدها فهو مبروك بين سكان المنزل ثم يطبخون طبقا من الكسكس بسبع خضر ويامرون الاطفال لياكلوا اكبر كمية لكي لا يحسوا بالجوع طول العام  فمن شبع في هده الليلة فسيشبع طول العام

  2. .جميل جدا. ان نتحدث عن كل ما يتعلق بتاريخنا الامازيغي رغم انه اهمل  لانه نقي وفقط.  ساختصر بسؤال واحد وهو. لمادا لم تعترف الدولة بالسنة الامازيغية كعيدا وطنيا. سؤال خفيف فقط فيما يتعاق بهده السنة .بالمقارنة مع الاسءلة الثقيلة في مجالات اخرى تاريخية طبعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى