إداوزدوت

الحراك الجمعوي في النحيت : مجموعة ً تامونت ً نموذجا

 مجموعة  تامونت: قراءة في الحركة و المسار
أثارت حركة الثمانية و الواحد خلال سنة20166 جدلا واسعا في الأوساط النحيتية إذ استطاعت تحويل أنظار العموم و الفاعلين إلى قضايا حساسة كانت تدار فيما قبل بمبادرات شخصية و بشكل محتشم
توجه عمل الحركة لمأسسة المبادرات داخل إطار افتراضي ارتبط بالواقع من خلال مبادرة المساهمة الجماهيرية في توفير المنح و فتح الحوار القاسي حول المصالحة الداخلية و انتهاء بمشروع الفيدرالية الذي لم يكتمل
و اكتسبت هذه الحركة قوتها من كونها جمعت اشخاصا لم يكن من الممكن جمعهم لولا تكنولوجيا الاتصال ، التي أزالت إلى حد ما جبال الجليد النفسية التي تعيق عادة عمليات التواصل بين البشر
لكل من أفراد الحركة، مساره و انتماؤه المحلي داخل النحيت و الذي لا يمنعه من التماهي المفرط مع أهداف الحركة و أولوياتها
كان النقاش العمومي حول المصالحة و الفيدرالية فرصة لإظهار تناقضات المشهد النحيتي، و كثيرا ما ادى ذلك إلى نقاشات حادة بين أفراد الحركة حول المبادرات الصغيرة و الكبيرة التي ينبغي اتخاذها تجاه مسار هذا النقاش؛ و تعزى صعوبات ذلك النقاش لكون أغلب الأفراد يقترحون مبادرات جريئة اعتبارا لكونهم غير محسوبين على المحوريين التقليدين المهيمنين على القرارات و المبادرات في الساحة النحيتية. لكن تلك الجرأة غالبا ما تصطدم بتحفظات الأفراد المحسوبين لدى الرأي العام على التيارين المذكورين
إن قوة الحركة أتت من أمرين أساسيين، من المنشأ أي من الشرارة الأولى التي أطلقها أحد أبناء النحيت المقيمين في الضفة الأخرى من المتوسط، و من طبيعة هذا الشخص الذي يحمل عقلية و نفسية لم تتأثر كثيرا بالخلافات المحلية و النزاعات الموسمية بين المحورين التقليديين و التي تنتج أساسا عن الصراعات الانتخابوية الضيقة و النزعات الفردانية
لقد نجحت الحركة إلى حد ما في إخراج القضايا العمومية النحيتية من قبضة تجاذبات المحورين التقليديين و فتحت المجال أمام الافراد للمساهمة بشكل علني في نقاشات و قرارات كانت إلى عهد قريب حبيسة الكواليس
كأي عمل بشري ناجح، سيتعرض حتما لانتقاد المنافسين و الذين تحركهم في الغالب عن وعي و عن غير وعي تحركات المحورين النحيتيين المتناقضين، و لإن كانت المنافسة سلوكا بشريا عاديا فإنه ينبغي أن تكون شريفة و متخلقة
و تكمن أسباب الاكراهات التي أدت للتراجع المؤقت لوهج الحركة فيما يلي
الرهان المفرط على النخبة، و هو أمر صعب المنال في عالم وسائل التوصل الاجتماعي المعد أساسا للتواصل الجماهيري
التماهي المفرط في فرض قوانين يصعب تطبيقها على أفراد وجدوا في التواصل الاجتماعي مكانا لاسماع الصوت و سط أناس يفترض أنهم يتقاسمون نفس المرجعية الاجتماعية :  غياب التراتبية
إغفال عملية الاستقطاب و التأطير و هي مهمة في حياة الحركات إذ كان من الممكن استقطاب أفراد جدد و تاطيرهم لخدمة أهداف الحركة و لو بطريقة مخالفة بدل تجاوزهم أحيانا و إغفال آرائهم
نتمنى أن تتجدد جهود حركة الثمانية و الواحد و معها المجتمع النحيتي لاستكمال مسار بناء مشروع الفيدرالية التنموية و مشاريع أخرى بحول الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى