أدب و فنون

الثراث الأمازيغي السوسي : مجموعة إزنزارن عبد الهادي إكوت

تكونت هذه المجموعة تحت اسم ” المجاديل ” و هو اسم ظهرت به المجموعة ، و المجاديل يعني كل ما يعلق في الحزام و في التياب و قد سجلت هذه المجموعة أغنية في إذاعة أكادير سنة 1975م ، إلا أن أفرادها عدلوا عن هذا الاسم ليختاروا اسم ” ءزنزارن ” و هو واحد من بين الاسماء الثلاثة المقترحة و هي ” المجاديل ، امنارن ، ازنزارن ” و اختيار هذا الاسم لـه ما يبرره لدى المجموعة

فهذا الاسم يعني الاشعة و التي ستكون بمثابة اضواء كاشفة على التراث الفني .لقد كان انفصال المجموعة عن ” الشامخ ” سنة 1975 نقطة تحول في نهجها الفني كمتنفس رحب للطاقات الابداعية الملتزمة و الموهوبة . فالسبب في هذا الانفصال هو انقسام المجموعة إلى قسمين : قسم يرى أن ظهورها يجب أن يشكل تغييرا حقيقيا ليس على مستوى الشكل فقط بل على مستوى المضمون ، و ذلك بعدم تكرير المواضيع العاطفية و أغاني الحب بل ستغلال الفرصة المتاحة لخدمة أهداف معينة مرتبطة بالواقع المعيش . بينما يرى الاتجاه الاخر أن الهدف من الغناء هو الترفيه و التنشيط ، و لا يمكن فصله عن العواطف و الحب و هذا هو اتجاه ” الشامخ ” الذي انفصل عن ” ع الهادي ” و كون مجموعة تحمل نفس الاسم مما جعلنا امام مجموعتين من ” ازنزارن ” احداهما لا تخرج عن المواضيع المتداولة و الرائجة بكثرة في الساحة الفنية و هي المجموعة التي كونها الشامخ و الاخرى التي انفصل عنها هذا الاخير ، و التي كانت تتكون من  مولاي ابراهيم  , عبد الهادي  ,  عبد الله أو بلعيد ,  و  بوفرتل

و كانت هذه المجموعة تعارض اتجاه الشامخ و ترى أن خلق واقع فني جديد لا يجب أن يقتصر على الشكل فقط بل يجب أن يتعداه ليشمل المضمون ايضا و منذ الثمانينات نجد فكرة لدى ” ازنزارن ” و مشروعا وضعوه نصب أعينهم و هدفا يسعون إلى تحقيقه ، ألا و هو الاغنية الملتزمة و هذا ما نستشفه بوضوح من خلال شريطي( 1981 – 1984 ) إذ يبرزان الوجه الحقيقي للمجموعة . فإيمانا منها بالرسالة التي الت على نفسها أن توصلها تتشبت المجموعة بأفكار و هي بمثابة مبادئ تعتبر سرها في استمرارها و من أهمها

 
ليست العبرة بالانتاج الغزير بل العبرة في ما هية هذا الانتاج  : لا تعتقد المجموعة أن مكان عملها هو الحفلات و الاعراس فذلك يتناقض و مبادئها بل يكتفي بالقيام كل سنة بجولة في المدن المغربية الكبرى


تؤكد المجموعة أن التعامل مع التراث لا يمكن أن يتم عبر إعادة إنتاج ما سبق لقدماء الروايس أن انتجوه ، فهي تعارض بشدة المجموعات التي تعيد ما سبق للحاج بلعيد مثلا أن غناه .و قد لا يختلف اثنان أن هذه المجموعة و ما قامت به من تطوير و تجديد للاغينة تعتبر عن جدارة و استحقاق رائدة الاغنية و الشعر المعاصر . فقد امنت منذ الوهلة الاولى بأن مهمة الشعر لا تكمن في الترفيه و التسلية بقدر ما يفرض كيانه كرسالة و خطاب بلاغي و مسؤولية و أمانة في عنق الفنان عليه تحملها و تأديتها على أحسن وجه . و الواقع أن المجموعة لم تتراجع قط عن قناعتها و مبادئها بل زادها مرور الايام صلابة و حنكة و تجربة . فتعالت بذلك عن القيم الوضاعة و الانحطاط من خلال التحامها بالقضايا الجوهرية للانسان و تجسيدها لمعاناته ، فمجرد استقرائنا لبعض اشعار المجموعة يتضح لنا مدى التزامها و فيما يلي مقطع من قصيدة ” ءيزليض ” أي السيل
ء يفد ءيترم ءومالو تيفاوين ءس روحنت
ء اراد ءانجود س – ووال غ – ءوزمزاد نفاسرت
ماس تكا صابت ءامازوز ءيك ءوزمام ءامداغ
ء يكلي واسيف ءادرار ءيضالب لبحر لامان
ءيكاد لهول شبايك نك نكني غ ءيسلمان
ءيك لغدر ءانميور ئيك لمان ءابوكاض
ء يكا ووشن ءامكسا ءيكاسن ءومكسا ءامساغ
ءيش ووشن ءامكسا تكاك تيلي تاغوييت
ءءيك واجبير لكنز ءيك طمع اغاراس
اركاز ءيكات لمال بولعاقل ءيكا ءانواش
تعريب
فهذا المقطع يتحدث عن تفكك العلاقات الاجتماعية و اندثارها من زوال بعض القيم كالثقة و الامان ، مقابل حضور قوي لقيم أخرى مثل الغدر و الخديعة و النفاق و الكذب بل و اكتسابها للمصداقية في الواقع الحالي . ثم تحدث الشعر عن تزعزع قوانين الطبيعة بسيطرة الضعيف على القوي و احتواء الاصغر للأكبر و انتصار الجزء على الكل

مقاطع خالدة لمجموعة إزنزارن على الرابطين أسفله 

http://www.youtube.com/watch?v=zqJG2k1go2Y&feature=related

http://www.youtube.com/watch?v=0rbQ_fFlNao&feature=related

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى