أدب و فنون

ازنزارن ..او الثورة الغنائية الامازيغية

 في مقال سابق نشرنا بعض ما قيل في دور الروايس في ترسيخ القيم الدينية السمحة في المجتمع السوسي ، في هذا المقال نتطرق إلى نوع جديد من الفنون الغنائية السوسية و هو فن المجموعات و أظن أن لا أحدا سيخالفني الرأي أن مجموعة إزنزارن في مقدمة هذه المجموعات الشبابية التي قدمت نوعا من الإبداع الغنائي  القريب من هموم المجتمع السوسي

قراءة ممتعة

لم تكن مجموعة إزنزارن عند تأسيسها في بداية السبعينات تعرف أنها ستغني في فترة الثمانينات و التسعينات عن مواضيع بالغة الأهمية كاختلال موازين القوى الدولية . و عن غلبة منطق القوة و العنف بدل ثقافة الحوار و التواصل و عن تدهور الوضع الاجتماعي و المعيشي لبعض فئات المجتمع , و اكتوائها بنار الفقر و الحرمان , إذ أن إزنزارن في بدايتها اكتفت الغناء بمواضيع عاطفية و غزلية ( إمي حنا , و الزين , الدونيت تزري ….) .

 يمكن لمتتبع أغاني إزنزارن أن يلمس الحس السياسي في أغانيها و بقوة منذ الشريط الصادر في أواخر السبعينات , و الذي يحمل عنوان “تسوت أد ” حيث ضم الشريط أغاني ” الدونيت تكا إزماز ” و ” إيمحضان ” “أوداد ” و غيرها . و كلها أغاني تضمنت مواضيع تعالج الفقر و التهميش , كما يضم هذا الشريط أغنية ” إمرجانربي” المستوحاة من التراث الامازيغي القديم و التي تحت على التشبث بالأرض , و الهوية و الدفاع عنهما وهذه أبيات من الأغنية :

أسـي سيعـر ءياكايـر ياسيـت ءوساتـــور

أسي سيعر أوتمازيرت ئي واكال نـــون

أح أوايلي تنغوبا ءوسول ئيلي لامــان

ءور ئيسول ماكن يادا ئيسوتار ئيتاسيـــن

 

أما شريط إزنزارن الصادر سنة في مطلع الثمانينات بعنوان ” كـــــار أزمـــز ” , فيمكن اعتباره نقطة التحول الحقيقي في مسار أغنية إزنزارن , حيث تضمن مواضيع غنائية ذات أهمية بالغة .فقد تضمن الألبوم أغاني “تيخيرا” التي تطرقت لموضوع الفقر , الحرمان و التهميش, في إيقاع و لحن حماسيين, و تقول قصيدة “تيخيرا” :

 

نكا زوند ءاكوز ءان يانين ء ءاسولين

ءور نسوس ءمود ءورنكشم تسريفين

ءار نتاناي نيزيض ءار نتاناي ءوفوف

ءار نسمولوغ ءازرك ءور نسول ءور نموت

ءار ءوكان كينغ ئيزاض ءوغني تمارويين

ئيس رادانغ ئيكس ندا فاد ءار كيغ لاومان

ئيس رادانغ ئيكس ءوسمامي لاز ءاركيغ نوفا تيرام

شان إدبوتغراد لحما شين أصميض

 

مضمون هذه الأبيات يتناول هموم الإنسان الفقير و ظروف عيشه و عمله المتسمة بالاستغلال البشع و الاحتقار بل و التنكر حتى لأدميته.

كما تضمن الشريط أغنية ” توزالت ” التي حاولت أن تعطي وصفا شاملا في أبيات قليلة لطبيعة العلاقات الدولية السائدة في فترة الثمانينات ثم اقترحت حلولا للإنسانية لتعيش في وئام و سلام . و تقول القصيدة-حسب تحليلنا- واصفة السياسة التي تنهجها الدول الكبرى كالولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة :

 

ترزمت ئي ووشن غ توزمت ءولي ءاريقرس

تركت الذئب وسط القطيع يفعل ما يشاء .

تكرفت ؤسكاي تكابلت ءاتين ءوريتاغ

ربطت الكلب و منعته من النباح.

 

و هذا وصف للهيئات الدولية التي لا حول لها و لا قوة أمام الدول الكبرى .

تازنت ءمكسا ستيلي يا ديلسان ءتنتئيلاس

ارسلت الراعي ليجرد القطيع من صوفها .

و تقول القصيدة داعية الإنسانية إلى السلام و الوئام:

ئيلس العاقل ملاد يس إيفاو رانمعيوين

هياغ نسول ماش تودرت تكفاياغ ئي تيلاس

يوداغ ؤسوينكم يوداغ ؤسمامي ترفوفنت

رواحت ءافراك ناغ ئيحصرن ءات نسينف

 

بعد هدين الشريطين , أصدرت إزنزارن شريطا آخر أواسط التمانينات يتضمن أغاني

” تيلاس ” , ” البريح” , “ءازيليض” , ” أطان”, و في هذا الشريط يمكن ملامسة الحس السياسي لمجموعة إزنزارن حيث أن كل أغاني الشريط تحدثت عن الواقع السياسي في استعارة و تشبيه فني و استعانة بعناصر الطبيعة .

 

ففي قصيدة ” تيلاس” نجد مقاطع تقول :

تيلاس أدنكا تياض أدنوفا مدينت أغ

مامنك سيرا إسفيو أيمي وراونم

نوفاد لحيا إموت نوفاد لامان إزوك

مامنك سيرا تنجمت إتوديون أيول

 

ثم تقول القصيدة :

 

لحق إمضلت أوقاريض كين فلاس إسمكان

وناياد إكان إزم كين فلاس تيضاف

أفوس غوفوس أدنفسي إكرافن

 

من خلال هذه الأبيات حسب تحليلينا الخاص نكتشف عبارات و مصطلحات تلامس ضيق الأفق لدى الناس, و تعبر عن الحرمان و عن المعاناة  حيث أن هذه القصيدة جاءت بعد سنة 1981 التي عرفت اضطرابات و هزات اجتماعية .

 

و هنا لابد من المرور على مطلع أغنية ” إزيليض ” التي تحتوي على أنسنة للطبيعة و تقول :

 

إكوت أومدلو و لا إزيليض

إكوتن وكاكن و لا أوسمان

إكا أومدلو تيلاس إكد أونزار إمطاون

أكاكن دوسمان أرصاص إيجوي إكا تكات

 

شريطي” أنمال” و” نتغي” ..تعبير عن هموم الإنسان

 

و يعتبر شريطي ” نتغي ” و”أنمال” الصادرين في مطلع التسعينيات تتويجا لمسار إزنزارن و لمسيرتهم الغنائية و النضالية, حيث كان الشريطين في قمة الإبداع من حيث الكلمة, و اللحن حيث لامسا العالمية, و وشمت مجموعة إزنزارن بهما اسمها في التراث الغنائي العالمي كمجموعة جادة و ملتزمة . و هذه أبيات من قصيدة ” ألاطيف ” التي تضمنها الشريط :

 

ألاطيف ماتاغاد ئيتمتوتلن ئي واوال

ساول ءات نيت إميدن فتيلي خاصانين

نسغالك نيت ءايازال كيي لي ئينان

ئيراد نكلي دييض ءورسارئيلاس الحال

و تيلاس نوزال إكوت ماكنت أور ئيسن

 

ثم تقول القصيدة :

الحق ئيكس أس لغرض ألن إغي ياس أفوس

ألاطيف تتنكر تزيط مان أوال نقاي

مناصا غ وامان ئيكلب مناصا سودان

مناصاغ وولي فردنت مناصا أزومنت

 

وهده ترجمة لبعض الابيات :

المصلحة, قبضت يد الحق و جعلته أعمى

آه كثر الخصام و لم نكد نسمع شيئا

نصف الناس غرقوا في البحر و النصف نجى

نصف القطيع يرعى و النصف الآخر جائع

 هكذا تظهر إزنزارن كمجموعة غنائية أمازيغية , معتمدة على الكلمة الموزونة و الحاملة للمعنى , و به تكون إزنزارن حاملة للمشعل الغنائي الأمازيغي و أوصلت بقصائدها المغناة هموم الإنسان و مطالبه إلى أبعد الحدود .

و لما نتحدث عن إزنزارن فإنه فكر , و إبداع و نضال و تحدي و سمو , و ترفع عن المصلحة الشخصية, و ما مجموعة إزنزارن إلا تجليا لذلك .

 

http://www.profvb.com/vb/t36271.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى