المزيد

إحترام المواعيد

يختلف الناس في نظرتهم لأهمية الوقت ولا تختلف تلك النظرة عند الناجحين الذين يتطلعون دائما الى ما هو أفضل لأنفسهم ومجتمعاتهم. فبينما تجد العابث بوقته لا يأبه بالساعة ولا نصفها ولا أقل من ذلك ولا أكثر تجد غيره ممن حمل هم نفسه وهم أمته يصارع الزمن ويسابق الساعات لا بل الدقائق والثواني ليستفيد من كل لحظة أو يفيد غيره وهذا الصنف من الناس يسهل التعامل معه فإن دعا أو دعي الى لقاء أو اجتماع تجده لا يتخلف عن موعده، يجعل من نفسه قدوة لغيره ، يترجم هدي القرآن واقعا متجليا في التزامه وانضباطه فالناظر الى كتاب الله عز وجل وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم والى سيرة الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان الى يومنا هذا لا يجد الا تقديس الوقت واحترام المواعيد في جميع الأحوال ، فإن الله عز وجل يقول { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} فالصلاة التي هي عماد الدين والتي تطهر من الذنوب وتقسم النهار والليل الى أجزاء لها مواعيد ثابتة وعلامات واضحة وما ذلك الا ليدل على أن تنظيم الوقت واحترام المواعيد من صميم عقيدتنا ولب شريعتنا

وكذلك باقي أركان الاسلام :الصوم والزكاة والحج، فإن الزمن أغلى من أن يضيع وأن يستهان به فقد قال الحسن البصري – رحمه الله- :” ابن ادم إنما أنت أيام مجموعة كلما ذهب يوم ذهب بعضك” وفي هذا إشارة الى أن تضييع وقت الفرد أو الجماعة إنما هو خسارة في النفس والعمر، كما لو أن مجموعة حددت موعدا للقاء فتخلف البعض وانتظرهم الآخرون ولم يعلم المتأخرون أو أنهم غفلوا عن ظروف تلك المجموعة التي تركت مشاغلها ونظمت وقتها ليتناسب مع هذا الميعاد


وربما يستصغر البعض منا قدر الالتزام بالمواعيد وهو يعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم :” المسلمون على شروطهم” فبما أن هذه المجموعة قد حددت موعدا للاجتماع وللقاء فقد اشترط كل فرد منها على نفسه الالتزام بالموعد فإن خالف فقد خالف الرسول صلى الله عليه وسلم ودخل في جملة المنافقين نفاقا عمليا ( لا عقائديا) حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :” آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أئتمن خان ” فهذا هو الفرد المتأخر والمتخلف عن الموعد استهتارا واستهانة قد وعد وأخلف ، ونسأل الله الا يكذب إذا حدث عن سبب تأخره فيكون قد جمع ثلثي النفاق في لحظة واحدة

http://www.rahtawi.net

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى