أخبار آفيان

أخربيش

في زياراتي المتتالية الأخيرة لأفيان ، بعد غربة دامت 17 سنة ، في هذه الزيارات الخاطفة كنت أحرص أشد الحرص على القيام بنزهة في إغير نيردن للإستمتاع بمشاهدة جبال الأطلس الكبير الشامخة ثم  أنعرج في إتجاه  تيمزكيد ن سيدي إبراهيم أعمر ، هذا المكان الذي كان مسجدا لأجدادنا آيت واكراراض و حيث درس الولي الصالح سيدي إبراهيم أعمر القرآن الكريم و أصول الدين لأهل واكراراض 400 سنة خلت ، و منذ وفاة السي عمر العلوي رحمه الله أقفلت تيمزكيد ، و لم تعد تستعمل إلا لإحياء المعروف في مناسبات ناذرة ، و أخيرا طالبت نساء أفيان إصلاح بعض مرافق تيمزكيد لإستعمالها مجددا في المناسبات الدينية ، هذا المطلب إستجاب له مشكورا الحاج امحمد و بدأ الإتصال بالمحسنين أبناء أفيان قصد جمع المال المطلوب ، الحاج الحسين كرر من على هذا المنبر النداء لمن أراد المساهمة.

بغض النظر عن تيمزكيد و دورها الديني ، هناك مرفق يدعى أخربيش كان المكان المفضل  لأفراد الجماعت لعقد إجتماعاتهم حول كل الأمور التي تخص القرية.

أترككم مع موضوع في نفس الإتجاه منقول من أحد المواقع الأمازيغية الجادة

 قراءة ممتعة

مذكرات ذ. ابراهيم صريح

ذكريات في ”أخربيش”

 

 http://tamazirtpress.net/news406.html

 

كثيرة هي الأماكن التي تركت بصماتها في أذهاننا ونفوسنا وأحببناها صغارا وكبارا لأنها تخلد لمرحلة من حياتنا وتؤرخ لذكريات جميلة لن ننساها.


اليوم إنشاء الله سنعيش لحظات سعيدة في”اخربيش” المكان المظلم الأسود بفحم النار إلا انه يحمل في نفوسنا الكثير من عبر الإجلال والتقدير .

إن” اخربيش” ليس مجرد مكان عادي ، انه رمز الاتحاد والتضامن فهو الذي يجمع أهل الدوار ويوحد بينهم لتدارس مشاكل قريتهم واتخاذ القرارات المناسبة.

ولاشك أن البعض من زوار موقعنا ممن لايعرفون”اخربيش” سيتساءلون عن معنى هذا المكان ،لذا نقول إن “اخربيش ” يطلق على المكان المجاور للمسجد في قرى سوس والمخصص لتسخين مياه الصلاة.هذه هي الوظيفة العامة “لأخربيش” إلا انه يتجاوزها إلى وظائف اجتماعية وترفيهية أخرى كثيرة .

“فأخربيش” يتحول في فصل الشتاء إلى مكان محبوب ومفضل خصوصا عندما تهب رياح “دجنبر” وتلفح الوجوه وتجمد المياه والدماء في العروق فلا يعيد الدفء للجسم إلا جلسة حول النار في اخربيش ، وإياك أن تتأخر وإلا حرمت من كان للجلوس .

ومما يزيد المكان قدسية وروعة تلك المسامرات والأحاديث الطريفة والنكت والقصص العجيبة والغريبة التي يروها بعض الشيوخ

إما بعد العشاء فيتحول أخربيش إلى نادي للشباب يسهرون فيه إلى وقت متأخر  يتبادلون إطراف الحديث .

كم هو رائع ذلك الجو الحميمي في “اخربيش”وأنت تنظر إلى أبناء قريتك مجتمعين صغارا وكبارا شبابا وشيوخا يجمعهم الحب والود والايخاء.

ومن صور الاتحاد التي يرسمها “أخربيش”توزيع الأدوار بين نساء القرية لإحضار “تاوالا” وتعني نصيبها من الحطب .فكل بيت ملزم بقوة العرف بإحضار كومة من الحطب الذي يستخدم في التدفئة في أخربيش.

ومن صور التضامن كذلك تناوب الجالسين في اخربيش على “تسعير” النار أي رمي الحطب كلما أوشكت النار على الإطفاء.

إن أخربيش كان وسيبقى رمزا للدفء والأمن والتضامن

والوحدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى